التحالف الثلاثي على اليمن بالوثائق والأدلة ــ المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل»
علي جانبين
عام من الجرائم السعودية الأميركية «الإسرائيلية» في اليمن بينما اليمنيون يزدادون صلابة ويسطرون أروع ملاحم البطولة، وهم يقاتلون في الجبهات ويفدونها بالغالي والرخيص بالمال والرجال ويبتكرون وسائل تقليدية ناجعة في محاصرة الحصار المضروب عليهم والذي يهدف التحالف وعلى رأسه دولة الإرهاب السعودية إلى إبادة 25 مليون نسمة تقريباً بالقتل أو التجويع أو التشريد ومحاولة خلق حالة من النزوح في الداخل أو اللجوء إلى الخارج عبر الأراضي السعودية.وإذا كانت لأميركا أهدافٌ كُبْرَى من نشر الفتنة والحروب في العالم العربي، فإنَّ السَّعُوديّة التي لن تكونَ بمنأىً عن المخطط الصهيوأميركي، تنظر إلَى الـيَـمَـن باعتبارها إمارةً تابعةً ولا يجوز لأهلها وشعبها أن يقرّروا مصيرَهم خارج الفلك السَّــعُــوديّ.. وقد تدخّلت في 2011، وغيّرت مسارَ الثورةِ عبر تسوية سياسية ضمنت بقاء النفوذ السَّعُـوديّ وإن اختلفت شخوصُ الحاكمين في صنعاء.لكن الرياض عجزت عن تفهُّم المتغيرات الـيَـمَـنية بعيد ثورة 21 سبتمبر2014، ووجدت نفسَها مرغمةً على التعامل مع شريك جديد لا تحبه.. فتلاقت الرغبةُ السَّــعُــوديّة مع مشروع الإدارة الأميركية، وباركت «إسرائيل» ما عُرف بعاصفة الحزم، التي أرادتها الشعوبُ العربية أن تكونَ في وجهِ «إسرائيل»، فحوّلها النظامُ العربي الرسمي المهترئ إلَى وجهةٍ أخرى.
الكيان الصهيوني ومملكة آل سعود… تطبيع وتحالف في خدمة العدوان الأميركي على اليمن؟
الخبير «الإسرائيلي» في الشؤون العربية «تسفي بارئيل». أشار من جانبه إلى الأهمية الكبرى لتعاون تل أبيب مع الرياض في العدوان على اليمن، باعتبارها مدخل باب المندب وهو الممرّ المائي المهم للكيان «الإسرائيلي»، فيما رأى «أليكس فيشمان» المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنّ «الحرب التي تشنها السعودية ضد اليمن، تخدم مصالح «إسرائيل» مباشرة، وتشكل فرصة ثمينة لجني ثمار استراتيجية حيوية للأمن «الإسرائيلي» ويجب دعمها» أما المستشرق اليهودي «رؤوفين باركو» فقال بصراحة: إن «ما يحدث اليوم من صراع محتدم في اليمن قد يكون فرصة لاندماج «إسرائيل» سراً في المخططات الجيواستراتيجية لدول المنطقة».اتهم «غاريث بورتر» المحلل السياسي والخبير في شؤون الأمن القومي الأميركي الولايات المتحدة الأميركية برفضها لاستخدام نفوذها الهائل على السعودية لإنهاء الحرب على اليمن واستنكر بورتر الحصار الذي فرضته السعودية على اليمن جواً وبراً وبحراً بحجة منع وصول الأسلحة، ولكنها منعت أيضاً الطعام والوقود والدواء من الوصول إلى الملايين من اليمنيين وخلق كارثة إنسانية. وأضاف «السفن البحرية الأميركية تقوم بدوريات جنباً إلى جنب مع السفن السعودية لمنع الأسلحة من دخول اليمن وتتورّط أيضاً في الحصار الذي تقوده السعودية لمنع الغذاء والوقود والإمدادات الطبية.
صحيفة «إسرائيلية» تؤكد مشاركة «إسرائيل» في العدوان على اليمن
أجرت صحيفة «معاريف» الصهيونية مقابلة مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أكد فيها أن السعودية ستواصل عملها من أجل السلام، لكن يجب قبل كل شيء معالجة الأزمة في سوريا وإرهاب داعش، وأضافت الصحيفة أن الوضع في اليمن وخطر الإرهاب يتواجدان على سلم أولويات الرياض وأن النظام السعودي تلقى دعماً عسكرياً من «إسرائيل» في عدوانها الوحشي على اليمن.وأشار المحلل الأميركي إلى إعلان المتحدث العسكري السعودي اللواء أحمد عسيري في 8 مايو الذي أعلن فيه أن المدن الشمالية صعدة ومران أهداف عسكرية، ولكن بعد زيارة منظمة العفو الدولية لهذه المناطق كشفت عن انتهاكات واضحة لقوانين الحرب الدولية التي تحظر استهداف المنشآت المدنية فضلاً عن العقاب الجماعي للسكان المدنيين.ونقل المحلل عن منظمة العفو الدولية أن الهجمات السعودية في الأشهر الأخيرة دمّرت العديد من المنازل والأسواق وأن السعودية قد تجاهلت كل القوانين وألحقت الإصابات في صفوف المدنيين والأضرار بالمنشآت المدنية.ووفقاً لتقرير مشترك صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أنه نجم عن القصف الجوي في اليمن من أواخر شهر مارس وحتى نهاية يوليو 2015 2682 قتيلاً وجريحاً بين المدنيين وهو أكبر عدد للضحايا من بين كل الحروب الدائرة في هذه الفترة.السؤال يبدو أن السعودية ضلّت الطريق وأضاعت البوصلة واستبدلت العدو بالصديق وفي العلن؟لم تقع اليمن تحت الاحتلال «الإسرائيلي» ولم ينتهك سيادتها الطيران الفارسي، لكن أعراب هذا الزمان هم مَن فقدوا البوصلة، وتحالفوا مع العدو ضد الصديق ونسوا مجازر «إسرائيل» اليومية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم وتركوا في اليمن في ظل قيادة مصابة بالزهايمر تسمّي الجرم حزماً وترى في قتل آلاف وتجويع الملايين نصراً وإعادة أمل.