لافروف وجنتيلوني: التركيز على حل الأزمة سياسياً وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن موسكو تتوقع إنجاز عملية تحرير مدينة تدمر السورية من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي في أقرب وقت.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقده في موسكو عقب لقائه وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني: «يتمثل موقفنا المشترك بأن تحقيق الإجراءات الخاصة بالتسوية الشاملة للأزمة السورية والتي صدق عليها مجلس الأمن للأمم المتحدة، من غير الممكن أن يعني انخفاض الاهتمام بمكافحة الإرهاب».

وأكد وزير الخارجية الروسي في هذا السياق أن موسكو تتوقع «أن عملية تحرير تدمر، التي ينفذها الجيش السوري مدعوماً بالقوات الجوية الفضائية الروسية، ستنتهي بنجاح في أقرب وقت».

وأشار لافروف الى أن إيطاليا وروسيا متفقتان على ضرورة وضع آلية لمنع انتهاكات الهدنة في سورية، قائلاً في هذا الشأن إن «الجانبين اتفقا على ضرورة التركيز على وضع آليات لمنع انتهاكات الهدنة التي لا تزال قائمة».

من جانبه، قال باولو جنتيلوني إن استمرار الهدنة في سورية على مدى حوالي شهر «يعد بمثابة معجزة»، مشدداً على تراجع مستوى العنف واستخدام القوة العسكرية في البلاد.

وقال وزير الخارجية الإيطالي إنه يجب الاعتراف بأن مجموعة دعم سورية حققت نتائج مهمة، مشيرا إلى أن الرئاسة المشتركة التي تولتها روسيا والولايات المتحدة كانت فعالة جداً، لا سيما في المرحلة الأخيرة التي تخص مراقبة تطبيق الهدنة ووقف الأعمال القتالية.

لكنه لفت في الوقت نفسه إلى أنه لم يتم بعد تحقيق الوقف الكامل للعنف والأعمال القتالية في سورية، مشدداً على «أن هناك عدداً من المدن، التي لا تزال محاصرة، وهي في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية».

وفي سياق متصل، أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو أن الشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلاده.

وشددت ماتفيينكو في مقابلة مع وكالة سبوتنيك نشرت أمس على أن «الشعب السوري وحده القادر على تقرير مستقبل بلاده ومن يقودها وليس نحن.. والانتخابات المقبلة ستشير إلى من سيؤيده الشعب».

وقالت ماتفيينكو: «إن المشاركة الروسية في ضرب التنظيمات الإرهابية في سورية أسهمت بشكل كبير في خلق الظروف الملائمة للحفاظ على وحدتها»، مضيفة: «إن مهمة روسيا تم تنفيذها حيث يتم الحفاظ بشكل عام على تطبيق وقف الأعمال القتالية».

وأكدت ماتفيينكو أن النظام التركي يحاول إعاقة تطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية وقالت: «إن محاولات تبذل لإعاقة تطبيق الاتفاق وتصعيد الوضع في سورية من قبل أطراف بينها تركيا التي تسعى إلى تحقيق أهدافها الجيوسياسية الخاصة في سورية وتواصل استهداف أراض سورية على الرغم من أن ذلك محظور بموجب الاتفاقيات الموجودة وقرارات مجلس الأمن الدولي».

ميدانياً، في خطوة جديدة تمهد الطريق للسيطرة على قلعة تدمر الأثرية وصولا إلى إعادة الأمن والاستقرار للمدينة المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي أحكمت وحدات الجيش والقوات المسلحة السيطرة على قلعة تدمر الأثرية وتلة السيريتل المشرفتين على المدينة بعد القضاء على آخر تجمعات تنظيم «داعش» الإرهابي فيهما.

وأفاد مصدر عسكري في تصريح بأن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية فرضت ظهر اليوم سيطرتها الكاملة على قلعة تدمر الأثرية بعد القضاء على أعداد من إرهابيي تنظيم داعش».

وتعد قلعة تدمر أو قلعة فخر الدين المعني من أبرز معالم وآثار مدينة تدمر وتقع فوق أكبر وأعلى جبال تدمر بارتفاع 150م عن سطح الأرض وتعرضت قلعة تدمر المشرفة على المدينة الأثرية كغيرها من الآثار لتخريب وتدمير من قبل تنظيم داعش الإرهابي الذي سلب ونهب مئات القطع الأثرية من المتحف الوطني في المدينة ودمر العديد من الأوابد التاريخية وفي مقدمها المقابر البرجية وقوس النصر ومعبد بعل شمين وغيرها الكثير.

وأشار المصدر إلى أن وحدات الجيش «قضت على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم داعش المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في تلة السيريتل القريبة من قلعة تدمر».

وبين المصدر أن وحدات الجيش قامت بتمشيط القلعة والتلة بشكل كامل بعد القضاء على آخر بؤر إرهابيي تنظيم داعش فيهما وتفكيك العبوات الناسفة التي خلفها إرهابيو التنظيم التكفيري قبل سقوط عدد منهم قتلى واندحار الباقين باتجاه المدينة تاركين أسلحتهم.

وتحققت السيطرة على التلة بعد اشتباكات عنيفة خاضتها وحدات الجيش خلال الساعات الماضية باتجاه تلة السيرياتل وقلعة تدمر بعد التقدم من المدخل الجنوبي الغربي للمدينة وصولاً إلى محطة الوقود.

في هذه الأثناء أكدت مصادر ميدانية لـ «سانا» أن وحدات من الجيش تواصل عمليتها التي بدأتها ظهر أمس باتجاه المستودعات من الجهة الشمالية الغربية بعد السيطرة على جبل الطار.

وكانت وحدات من الجيش والقوات المسلحة فرضت أمس سيطرتها على وادي القبور وجبال القصور والقصر القطري غرب مدينة تدمر وقضت على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم داعش في فندق ديديمان تدمر ودوار الزراعة على المدخل الجنوبي الغربي للمدينة.

في سياق آخر، تتسع رقعة المصالحات الوطنية في المدن والبلدات السورية في ظل استمرار الهدنة المعلنة.

بلدتا ببيلا ويلدا في الريف الدمشقي تعيش اليوم حياة طبيعية بعد دخول الجيش السوري لها وبدء مؤسسات الدولة بإعادة تأهيل البنى التحتية لتمكين المهجرين من العودة إلى بيوتهم.

وأكد رئيس مجلس بلدية يلدا أن جميع المدارس والمراكز الطبية تعمل بشكل اعتيادي وأن الهلال الأحمر السوري يقوم بشكل مستمر بإدخال المساعدات الإنسانية إلى هذه البلدات.

وفي السياق، اعتبر اللواء ألكسندر لينكوف رئيس مجموعة العمل المنبثقة عن مركز حميميم أن عمليات المصالحة التي تعيشها المدن السورية ذات أهمية خاصة على طريق التسوية الشاملة. مشيراً إلى أن الشعب السوري يرحب بالدور الروسي في هذا الشأن وبشكل خاص على صعيد وصول المساعدات الإنسانية الروسية التي يتم إيصالها إلى المحتاجين في المناطق المنكوبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى