بين موسكو وبروكسل عالمٌ ينهار… عالمٌ ينهض!

محمد صادق الحسيني

بين موسكو وبروكسل يتمظهر العالم الجديد ويتبلور رويداً رويداً…

اجتماعات العاصمة الأولى تلخص وثبة الروسي على منصة ذهبية وفّرتها له جبهة المقاومة، انطلاقاً من سورية الصامدة وصاحبة البطاقة الذهبية في مكافحة الإرهاب…

وقائع بروكسل في المقابل تلخص حفرة حفرتها واشنطن والسعودية وتركيا لأوروبا نتيجة تقاطع مصالح مشتركة لإخراج أوروبا من المشهد السياسي العالمي، بعدما رفضت تبنّي مقولة الحرب على روسيا انطلاقاً من المسألة الأوكرانية، ورمت ورقة مكافحة الإرهاب على طرقات مدنها «المتوهبنة» فكان لا بدّ لها أن تدفع الثمن غالياً…

بين هذا وذاك تنشط طهران بتؤدة وثبات وطول بال لبناء قدراتها الذاتية حجراً حجراً، ولتنشيط الورقة الفلسطينية المرمية على قارعة الطريق العربي منذ ثمانينيات مبادرة فهد لتصفية القضية الفلسطينية… مستفيدة من عجز أميركي متفاقم تجاه تحوّلات تقاطع «مالاقا» النوعية، حيث التنين الأصفر الذي يصعد بقوة صاروخية متحدّياً إمبراطورية شائخة تخسر أول مرة في ساحات قتالها كلّها…

وحده النظام الرسمي العربي الذي يفتقر إلى فنّ حياكة السجاد كما إلى كياسة اللعب مع الكبار، بسبب تركه لجام حصان الأمة بيد أمراء ما بعد الربع الخالي، تراه يغوص في التيه التوراتي بعد أن قرّر أن يلعب دور كلب حراسة لدى «الإسرائيلي» الغارق أصلاً في عجز بيت العنكبوت…

فقاعات وقنابل دخان مَن تبقى مِن القوى المحلية وبعض القوى الإقليمية المساندة لها هنا أو هناك، والتي تلعب في الوقت الضائع، ليس فقط لا تأثير لها في المعادلة الكبرى التي تتشكل، بل هي أعجز حتى من انتخاب أو تقرير مصير رئيسها المتباكية على مقعده الذي يعلوه الغبار منذ ما يقارب السنتين…

في هذه الأثناء فقد تمّ سحب البساط من تحت أرجل العثماني الجديد، وصار في عين العاصفة، وقد يغرق في دماء ووحول من صناعته وإنتاجه، إلا إذا تدارك أمره وربط مصيره بذيل الأسد الإيراني…

أما القبيلة الموغلة والممعنة في الحمق والغباوة من الرمل الرمل، فهي تنتظر مصيرها على يد مجتمع الحكمة والإيمان التي تشير كلّ الظروف والمؤشرات والعلامات إلى أنها تصعد رويداً رويداً إلى عنق السماء لتصبح سيدة العرب الأولى وسلطان البحر وملكة المحيط كاسرة قرن الشيطان ومحوّلة مصير تلك القبيلة المتهالكة إلى أسرة آيلة للانقراض تجمع بقايا إرث دولتها في الدرعية إلى حين…

إنه العالم الجديد الذي سيدوّن فيه نصرنا المبين ومشهدهم الحزين، وتبقى الوكالة الحصرية لكلّ هذا التحوّل فعلياً بيد الدبّ الروسي إلى حين…

ويبقى رجال الله دوماً هم الأجدر بدور خليفة الله في الأرض، وهم وحدهم مَن يغيّر القدر وهم وحدهم مَن يهلكون ملوكاً ويستخلفون آخرين…

بعدنا طيّبين قولوا الله…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى