الطوائف المسيحية الغربية احتفلت بالفصح والعِظات دعت إلى إحلال السلام وانتخاب رئيس للجمهورية

احتفلت الطوائف المسيحية التى تتبع التقويم الغربى بعيد الفصح بإقامة الصلوات والقداديس في الكنائس وأماكن العبادة، وأُلقيت عِظات ركّزت على معاني القيامة ودعت إلى إعادة السلام إلى سورية ومواجهة الإرهاب، كما حثّت على انتخاب رئيس للبنان وترسيخ لغة الحوار.

لحّام

وفي كاتدرائية سيدة النياح البطريركية للروم الملكيين الكاثوليك في حارة الزيتون بدمشق، أُقيم قدّاس كبير ترأّسه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام، الذي قال

في عظته: «اليوم، وبعد خمس سنوات من العنف والحرب والدمار والدماء يكتشف العالم أنّ طرقات دمشق والقدس وفلسطين جميعها مترابطة، إنّها طرق الإيمان والقِيم الإيمانية والحضارة والتّراث».

وأضاف: «أنّ طريق السلام أجمل من طريق الإرهاب والدمار… هلمّوا جميعنا لنسير على طريق السلام والحياة والإعمار والمصالحة والمحبة، طريق السيد المسيح الذي يمنح الحياة للجميع».

وتابع: «كم نحتاج إلى السير معاً على هذا الطريق من أجل بناء عالم أفضل يسود فيه العدل والمحبة والسلام والاحترام المتبادل، والتضامن والتعاضد والتآخي والتواصل لكي نبني معاً عالم المحبة وحضارة المحبة».

ودعا لحّام إلى «أن يحلّ السلام على كل بيت وكل قلب متألّم، وأن يحفظ ويحمي سورية وجيشها وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد، وأن ينصرها على أعدائها أعداء المحبة والسلام».

الراعي

وفي بكركي، ترأّس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي قدّاس عيد الفصح في «كنيسة القيامة»، وألقى عِظة رأى فيها أنّ «الإحجام عن انتخاب رئيس للجمهورية، وقد مرّت سنتان كاملتان على وجوب انتخابه منذ 25 آذار 2014، يهدم شيئاً فشيئاً الوحدة الداخلية وموقع لبنان القانوني على المستوى الدولي».

وقال: «إنّ غياب الرئيس، وهو وحده حامي الدستور ووحدة الدولة وسيادتها، يجعل من لبنان أرضاً سائبة، سهلة لتوطين النازحين واللاجئين. هذا ما أعربنا عنه للسيّد بان كي مون في لقائنا الجمعة ، وطالبنا من خلاله الأسرة الدولية بحلّ القضية الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم الأصلية، وبإيقاف الحرب في سورية والعراق وإعادة النازحين منهما إلى بيوتهم وممتلكاتهم»، مؤكّداً رفض «لبنان الرسمي» أن تكون عودتهم طوعيّة كما جاء في قرار مجلس الأمن 2254. وهذا ما قلناه أيضاً للسيد بان كي مون».

وترأّس الراعي أمس القدّاس السنوي على نيّة فرنسا، وتمنّى في عِظَته «أن تبقى فرنسا دائماً داعيةً للسلام القائم على العدل، وحقوق الإنسان وكرامته، والقِيَم الديمقراطية والتعدّدية الثقافية».

واحتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، بأحد القيامة في كاتدرائية مار جرجس المارونية في وسط بيروت، وبعد الإنجيل، ألقى عِظة قال فيها: «أوقفوا الحروب أيّها المتحاربون، ولتكن الكلمة لكم بديلاً من السلاح والحياة، بديلاً من الموت والمحبة، بديلاً من العداوة والبغضاء»، مؤكّداً أنّنا «في لبنان، مُلزَمون باسم الضمير الوطني والإنساني فينا أن نُفعِّل خدمتنا للمنطقة عبر تحصين حياتنا المشتركة ليبقى وطننا مثالاً واضحاً يُحتذى به لدى شعوبها».

وترأّس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرلس بسترس، قدّاس عيد الفصح في كنيسة القدّيس يوحنا الذهبي الفم طريق الشام. وبعد رتبة الهجمة في الخارج، والقدّاس الإلهي والإنجيل، ألقى بسترس عِظة أشار فيها إلى أنّ «عيدنا اليوم هو عيد الانتقال من العبودية إلى الحريّة»، معتبراً أنّ «رجال السياسة عندنا مشتاقون للعودة إلى العبودية للخارج». وسأل: «ماذا ينتظر نوّابنا الكرام لينتخبوا رئيساً للجمهورية؟»، آسفاً لأنّه «شاع القول إنّ رئيس الجمهورية اللبنانية يأتي دوماً تعيينه من الخارج»، معتبراً أنّ «هذا يعني أنّنا لا نزال تحت نير العبودية».

وترأّس بسترس قدّاس اثنين الباعوث في كنيسة المخلص السّوديكو.

من جهته، ترأّس رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان، المطران ميشال قصارجي، الذبيحة الإلهية في كنيسة المطران رافائيل في مطرانية الكلدان في بعبدا – برازيليا.

وبعد الإنجيل، ألقى قصارجي عِظة جاء فيها: « دعوة المسيح لنا في يوم القيامة أن نحمل رحمته للقلوب الكسيرة، أن نصفح لنعيش سرّ الفصح الحقيقي».

الشمال

وترأّس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قدّاس منتصف الليل في كاتدرائية مار اسطفان في مدينة البترون، وقدّاس أحد القيامة في كنيسة الكرسي الأسقفي في دير مار يوحنا مارون في كفرحي، وألقى عِظة جاء فيها: «وفيما نحتفل اليوم بالقيامة، نتساءل أين نحن من إيمان آبائنا ومن إعلان بشارة الخلاص؟ أين نحن من الخوف الذي يسكن قلوبنا جرّاء الحروب التي تدور حولنا، وتنتهك حقوق الإنسان، وتُدمّر الحجر والبشر، وتدفع الملايين إلى الهجرة والنزوح عن أرضهم؟ أين نحن من خوفنا على مصيرنا ومستقبلنا في هذا الشرق؟ وكأنّنا نسينا أنّ الرّسل كانوا اثني عشر، والتلاميذ اثنين وسبعين عندما أرسلهم الرب!»

من جهته، ترأّس راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قدّاس عيد الفصح في كنيسة مار مارون في طرابلس، وقال في عظته: «إنّنا نعيش في هذه البلاد، كما تعيش بلاد أخرى كثيرة في هذا العالم وفي عالمنا العربي والشرق أوسطي منذ زمن طويل مرحلة الموت، تتساقط ويتساقط فيها الأموات بالأُلوف، وكأنّنا مع المسؤولين عنّا، حكّامنا وقادتنا السياسيين نبني حضارة الموت لا حضارة الحياة».

وتوجّه «باسم الشعب»، إلى المسؤولين «للعودة إلى ضمائرهم، وأن يفهموا أنّ الشعب اختارهم ليقودوه إلى المرعى الخصيب، وليؤمّنوا له مقوّمات الحياة، لا ليبشّروا بالمظالم وعظائم الأمور».

البقاع

كما عمّت الاحتفالات والقداديس مناطق البقاع، وترأّس رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، الذي قال في عظته، إنّ «لبنان الرسالة، العيش المشترك، العيش الواحد، إذا ما أحسن حماية هذه الصيغة وحافظ عليها يبقى نموذجاً حضارياً للمجتمعات التي تعاني من النزاعات الطائفية أو المذهبية أو الإثنية. ولا ننسى أنّنا في زحلة نحتضن إرثاً وتراثا من المسكونيّة والعمل المشترك، ولا سيّما بين كنائسها ومطرانيّاتها. ورغم الأزمات التي نمر بها، والتحوّلات التي تعصف في المنطقة، علينا أن نعمل معاً، موحّدين ومتكاتفين ونؤسّس لشراكة بين مكوّنات المجتمع الزحلي لتُجاري مدينتنا كبرى المدن العالمية، ونحن على ذلك قادرون. وقريباً، عندما يحين موعد الاستحقاق البلدي، فلنتضامن لما فيه خير مدينة زحلة وقضائها. وليعمل المسؤولون والمعنيّون بهذا الاستحقاق على تحصين المدينة وتنشيطها، والارتقاء بها لتعود مدينة السلام والانفتاح».

وفي كنيسة مار الياس للموارنة في صيدا، ترأّس راعي أبرشية صيدا ودير القمر المطران الياس نصّار قدّاس الفصح، وألقى عِظة الفصح متناولاً معاني العيد ومتوقّفاً عند الأوضاع الراهنة في البلاد، وقال: «أبارك المصالحة والتفاهم اللذين حصلا بين فريقين كبيرين من المسيحيين، وأرجو أن يتوسّع هذا التفاهم ليشمل سائر الأحزاب والقوى المسيحية من أجل شهادة أقوى وأفعل لقِيم الإنجيل، وعلى رأسها المحبة والعدالة والسلام».

أضاف: «وما أتمنّاه من وحدة بين المسيحيين أرجوه أيضاً أن يحصل بين المسلمين، ومن ثمّ بين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، ففي وحدتهم حول ثوابت المواطنة والعدالة، يمكننا أن نقطع الطريق على الأيادي الغريبة العابثة بنا، ويمكننا أن نعبر بوطننا الحبيب لبنان إلى شاطئ الأمان، ويمكننا أن نملأ فراغ سدّة رئاسة الجمهورية ونملأ الفراغ الواسع في وظائف الدولة، فيحيا الشعب اللبناني بأكمله ويهنأ».

يونان

وأعرب بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكي مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، في احتفالات عيد القيامة التي أقامها مشاركةً مع معاناة المؤمنين من لبنانيين ونازحين سوريّين وعراقيّين، عن فرحه وافتخاره «بتحرير تدمر على يد الجيشين السوري والروسي»، ووجّه كلمات تشجيع واعتزاز «لمُحبّي الحضارة الآرامية العريقة، لأنّ تحرير هذه المدينة الأثرية الشهيرة من أيادي برابرة العصر و«دواعشه»، هو بالتأكيد دفاع عن الحضارة الإنسانية جمعاء».

صيدا ومرجعيون

وفي كنيسة مار نقولا للروم الكاثوليك في صيدا، ترأّس راعي أبرشية صيدا ودير القمر المطران إيلي حداد قدّاس الفصح، واعتبر في عِظَته أنّ «مأساة لبنان بغياب مؤسساته».

وقال: «كدنا نغرق في نفاياتنا التي لم نجد لها حلّاً إلّا مؤقتاً، فكيف بنا نجد حلولاً لما هو أكبر من النفايات، انتخاب رئيس للجمهورية وعودة المؤسسات. نكاد نفقد الأمل بلبنان الذي نحبّه ونفتخر به».

وفي مرجعيون رانيا العشي ، ترأّس راعي أبرشية بانياس وقيصرية فيلبس ومرجعيون للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت جاورجيوس حداد، في كاتدرائية القديس بطرس في جديدة مرجعيون قدّاس القيامة واثنين الباعوث، حيث تمّت قراءة الإنجيل بلغات متعدّدة، العربية، الفرنسية، الإنكليزية، اليونانية، الإسبانية والإيطالية، بحضور جمهور من المؤمنين من أبناء أبرشيّة مرجعيون والجوار، ومشاركة ضباط من القوات الدولية، وخدمت القدّاس جوقة الرعيّة بقيادة الشماس فؤاد .

و ألقى حداد عِظة في المناسبة، تناول فيها معاني «الفصح والقيامة»، وتطرّق إلى المصالحة المسيحية بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، فقال: «نحن مع كل مصالحة، ومع كل تقارب يصبّان في مصلحة الوطن، لا بل إنّنا نبارك هذه الخطوات التي صلّينا من أجلها طويلاً، لكن من حقّنا أن نسأل وبشيءٍ من المرارة، أوَلمْ يكن ممكناً اختصار هذه السنوات الطويلة الضائعة علينا وعلى اللبنانيين في خصومات كانت عبثيّة؟»

وأمل حداد «أن يسمع حكام هذا البلد صوت الله في ضميرهم إذا كان لهم من ضمير، وأن يعوا بأنّ الأكثرية الصامتة من الناس لم يعودوا يأبهون لمنازعاتهم الباطلة، وخلافاتهم المزيّفة التي لا تخلو من المصلحة الشخصية الضيّقة».

وأحيت بلدة جديدة مرجعيون التقليد الشعبي الذي كان سائداً في ما مضى، فدعا رئيس البلدية أمل الحوراني وعقيلته ريما إلى المفاقسة بالبيض الملوّن بمشاركة النائب قاسم هاشم، وحضور حشد من أهالي البلدة وقرى الجوار الذين تجمهروا للاحتفال في قاعة مركز ريما الرياضي، التي ازدانت بالبالونات الملوّنة، وركن خاص للصيصان والأرانب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى