دردشة صباحية

يكتبها الياس عشّي

كثيراً ما تساءلت، وأنا أتابع الأزمات اللبنانية المستمرّة منذ أربعين عاماً، عن السبب الحقيقي للحالة النفسية المريضة، والمربكة، والمفكّكة، التي عصفت باللبنانيين، وزعمائهم، وحكوماتهم، ونوّابهم، وببعض أحزابهم، وبكثير من مثقفيهم.

وتحوّل السؤال إلى هاجس، ما استطعتُ الخروج منه إلا بعد أن قرأت هذه الطرفة:

«أراد أحدهم شراء ببغاء مميّز، فأراه البائع ببغاء رُبط خيط في كلّ من قائمتيها، وقال له: إذا شددتَ الخيط في القائمة اليمنى تكلمتِ الببغاء الفرنسية، وإذا شددت الخيط الآخر في قائمتها اليسرى تكلّمتِ الانكليزية. فسأله الزبون: وإذا شددت الرابطين معاً، فأية لغة تتكلّم؟ صاحت الببغاء: عندها… أسقط على وجهي».

وبالفعل… سقطت الوجوه كلّها… والأقنعة كلّها، لأنهم لم يجرؤوا قط في طرح سؤال واحد على مَن جلب كلّ الدمار إلى بلده. وحده سعاده سأل: ما الذي جلب هذا الويل لأمتي؟ وكان الجواب استشهاده على رمال بيروت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى