الأسد: الإنجازات العسكرية ودعم الأصدقاء سيؤديان إلى تسريع الحل السياسي
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس أن كلاً من السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا تعرقل حل الأزمة السورية وتراهن على فشل القوات الحكومية في المعارك على الأرض.
وقال الأسد في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية: «نحن لم نغير مواقفنا لا قبل الدعم الروسي ولا بعده… ذهبنا إلى جنيف وما زلنا مرنين».
وأَضاف الرئيس السوري: «ولكن بالوقت ذاته سيكون لهذه الانتصارات تأثير على القوى والدول، التي تعرقل الحل، لأن هذه الدول، وفي مقدمتها السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا، تراهن على الفشل في الميدان، لكي تفرض شروطها في المفاوضات السياسية… هذه الأعمال العسكرية والتقدم العسكري، سوف يؤديان لتسريع الحل السياسي وليس عرقلته.»
وأكد الرئيس السوري، استجابة حكومة بلاده للمبادرات كافة التي طرحت بغية معالجة الأزمة وإيجاد حل سياسي لها.
وقال الأسد في هذا الصدد: «نحن استجبنا لكل المبادرات التي طرحت من دون استثناء ومن كل الاتجاهات، حتى ولو لم تكن صادقة، الهدف هو أننا لا نريد أن نترك فرصة إلا ونجربها من أجل حل الأزمة».
وتعليقاً على دور روسيا في عملية تسوية الأزمة السورية، قال الأسد إن «الدعم العسكري الروسي ودعم الأصدقاء لسورية والإنجازات العسكرية السورية كلها ستؤدي لتسريع الحل السياسي وليس العكس».
على صعيد المفاوضات السورية السورية، أعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يكون شرطاً مسبقا لمواصلة المفاوضات السورية.
وقال ريباكوف في حديث الى وكالة «إنترفاكس»، إنه من المهم أن تبدأ أطراف المفاوضات في الجولة المقبلة، في 11 نيسان، إجراء اتصالات مباشرة، وألا تتحول المفاوضات إلى سلسلة لقاءات بمشاركة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا ووفود الدول الأعضاء في مجموعة دعم سورية. وأكد: «يجب على السوريين بدء محادثات فيما بينهم في نهاية المطاف».
وتعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي حول وضع دستور سوري جديد قبل آب المقبل قال ريابكوف إنه لا يمكن تحديد الفترة الزمنية لوضع الدستور لأن ذلك يتطلب عملاً تحضيرياً.
وأكد الدبلوماسي الروسي: «سنعمل بشكل شامل على قضايا الدستور وغيرها من جوانب العملية السياسية في سورية».
كما أكد ضرورة ضمان التمثيل المناسب لأكراد سورية من أجل إنجاح الجولة المقبلة من المفاوضات، مشيراً إلى أن ذلك واجب للمضي قدماً في العملية.
من جهة أخرى، قال ريابكوف إنه ينوي عقد لقاء الأربعاء مع نظيره الأميركي توم شينون لبحث مسائل التسوية السورية وموضوع إيران والعلاقات الروسية الأميركية، مشيراً إلى أن زيارة شينون إلى موسكو تأتي امتدادا لمحادثات الجانب الروسي مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
ولتعزيز طريق الحوار، أعلنت الصين تعيين مبعوث خاص لها إلى سورية بهدف الإسهام في تعزيز الحوار السوري السوري لحل الأزمة وزيادة التعاون والتواصل بين الأطراف المعنية بشكل أكثر فاعلية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في مؤتمر صحافي اليوم: «إن الصين قادرة على مواصلة لعب دور بناء في السعي إلى التوصل لتسوية مناسبة للأزمة في سورية، فهي كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي كانت تقوم بجهود إيجابية وبناءة في هذا الاتجاه حيث خرجت بأفكار ذات صلة وإجراءات لحل الأزمة وقدمت مساعدات إنسانية للشعب السوري».
وأضاف لي: «إن المبعوث شي شياو يان هو دبلوماسي مخضرم ولديه خبرة كبيرة وكان سفيراً للصين في إيران وأثيوبيا كما تسلم منصب رئيس البعثة الصينية إلى الاتحاد الأفريقي وهو على دراية بشؤون الشرق الأوسط بشكل جيد جداً وسيقوم بمهامه بشكل جيد».
وفي سياق متصل، أعلنت معارضة الرياض، أمس، استعدادها لخوض مفاوضات مباشرة مع ممثلي الحكومة السورية في جنيف.
وفي تصريح الى وكالة «نوفوستي» الروسية أكد المتحدث باسمها رياض نعسان أغا استعداد وفدها للتفاوض المباشر مع «وفد النظام».
وفي تعليقه على طرح دمشق مطلب وجود وفد موحد عن المعارضة كشرط لبدء المفاوضات المباشرة، اعتبر المتحدث باسم الهيئة المدعومة من الرياض أن طرح مثل هذه الشروط يدل على سعي الحكومة إلى عرقلة العملية التفاوضية وإنهائها، بحسب تعبيره.
وكان مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قال، أول من أمس، إن وجود وفد موحد عن المعارضة يعد شرطاً لبدء مفاوضات سورية سورية مباشرة.
ويتوقع أن تنطلق الجولة التالية من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف في 11 من نيسان المقبل.
من جهته، اعتبر رودي عثمان رئيس ممثلية أكراد سورية في روسيا أمس، أن المجتمع الدولي لا يريد انضمام الأكراد إلى الجولة الجديدة من مفاوضات السوريين في جنيف.
وقال عثمان في حديث الى وكالة «تاس» بهذا الصدد: «صرنا متأكدين من انعدام الإرادة لدى المجتمع الدولي لإشراك الأكراد في الجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف. أما ما يشاع حول معارضة تركيا حضور الأكراد المفاوضات، فلا يندرج إلا في خانة التسويغات الواهية. نحن نمثل شعباً ما انفك يقاوم الإرهاب ويقف إلى جانب منظومة ديمقراطية علمانية في كردستان سورية».
واعتبر عثمان، أن استثناء الأكراد من المفاوضات السورية السورية يعني استبعاد حصول التغيير وتبني النهج العلماني الديمقراطي لدى صياغة النظام السياسي الجديد في سورية.
ميدانياً، أكد مصدر عسكري سوري بأن الجيش والقوات الحليفة له أحكمت السيطرة على المزارع الجنوبية والنقطة 861 في محيط بلدة القريتين بريف حمص.
وقال المصدر، أمس، في تصريح الى وكالة الأنباء السورية «سانا»، إنه وخلال الساعات الماضية نفذ الجيش عمليات مكثفة استهدفت مقرات وتحصينات إرهابيي داعش في مدينة القريتين جنوب شرق مدينة حمص بنحو 85 كم، بعد اشتباكات عنيفة تكبد خلالها إرهابيو «داعش» خسائر فادحة بالأفراد والآليات.
وكان المصدر العسكري أوضح في وقت سابق أن الطيران الحربي السوري دمر آليات وأوكاراً لإرهابيي تنظيم «داعش» في قرية البصيري ومحيط مدينة القريتين.
من جهتهم أفاد ناشطون بأن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش السوري وتنظيم داعش في محيط مدينة القريتين والتلال القريبة في محافظة حمص وسط سورية.
وأضافوا أن الاشتباكات المستمرة منذ مساء الاثنين تتزامن مع قصف جوي تنفذه طائرات حربية سورية وروسية في مناطق المواجهات، وأن عناصر من القوات السورية تمكنت من السيطرة ليلاً على كامل منطقة جبال الحزم الأوسط المشــرفة على القريتيــن إثر عملية عسكرية بدأتها صباح الاثنين.
على صعيد تحرير مدينة تدمر، هنأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، نظيره السوري وليد المعلم والحكومة والشعب في هذا البلد، لمناسبة الانتصار المبين الذي حققته القوات المسلحة السورية والمقاومة في تدمر وسحق تنظيم «داعش» الإرهابي في المدينة وأطرافها.
وبحسب وكالة «فارس»، أعرب الوزير ظريف، في برقية بعثها لنظيره المعلم أمس، عن ثقته بمواصلة سورية نهجها القائم على صون وحدة أراضيها ووحدتها الوطنية ومكافحة الإرهاب وإحراز التقدم في العملية السياسية ما يحول دون انتشار الإرهاب في المنطقة.
وأعرب الوزير ظريف عن أمله بالانتصار النهائي للشعب والقوات المسلحة والحكومة في سورية على المتطرفين والإرهابيين وتحقيق الرفاه والأمن والتقدم في هذا البلد.
كما أبدت وزارة الخارجية العراقية ارتياحها الشديد لتحرير مدينة تدمر بمحافظة حمص السورية.
وعبرت الخارجية العراقية في بيان عن أملها بأن يكون هذه الإنجاز العسكري المهم مقدمة لتحرير الأراضي السورية المغتصة كافة من قبل جماعة داعش وسائر التنظيمات الإرهابية بما يحقق عودة الأمن والاستقرار لسورية. كما اعتبر البيان أن هذه الخطوة من شأنها أن تدفع في طريق البناء والاستقرار والسعادة للشعب السوري.