مشغرة
أحيت مديرية مشغرة التابعة لمنفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد مولد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده، فنظّمت ندوة بعنوان «واقع الأمة في ظلّ الزلزال الذي يضرب المنطقة»، حاضر فيها الكاتب الصحافي غسان جواد، وذلك في مكتب المديرية ـ قاعة الأمين عبد الله محسن.
حضر الندوة منفذ عام البقاع الغربي د. نضال منعم، وأعضاء هيئة المنفذية، عضو المجلس القومي جرجي الغريب، مدير مديرية مشغرة وسام غزالي وأعضاء هيئة المديرية، وممثلو: حزب الله عدنان بجيجي، حركة أمل الدكتور عبّاس رضا، التيار الوطني الحر موريس رزق، الحزب الشيوعي اللبناني محمد رضا، بلدية مشغرة خليل رزق، والمخاتير حيدر سرحال، عادل العمّار وجبران بولس، ومسؤول العلاقات في مكتب سحمر لجمعية المبرات الخيرية حسن منعم، عدد من المهندسين والأطباء والفاعليات وجمع من القوميين والمواطنين.
سلوان
ألقى ناظر الإذاعة والإعلام في منفذية البقاع الغربي أنطون سلوان، كلمة ترحيب، وقال: نجتمع اليوم في ذكرى ولادة الزعيم أنطون سعاده، الذي آمن بسورية أمة قوية ذات تاريخ عريق وحضارة مميزة، أمة عظيمة بين الأمم، أمة، حقوقها هي الأكثر استهدافاً بين الأمم، لذلك أكد أنّ «الحق القومي لا يكون حقاً في معترك الأمم إلا بمقدار ما يدعمه من قوّة الأمة، فالقوّة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره».
وأضاف سلوان: في بدايات القرن الماضي، قال سعاده عن حال الأمة السورية: «نحن أمة واقفة الآن بين الموت والحياة، ومصيرها متعلّق بالخطة التي نرسمها لأنفسنا، والاتجاه الذي نعين». وحدّد الزعيم بوضوح الخطة والاتجاه، فالأمة السورية هي مجتمع واحد، مصلحتها فوق كلّ مصلحة، قوّتها تنبع من وحدتها ومن روحها ومن ثرواتها الطبيعية وعبقرية إنسانها المبدع، وأيّ قضية من قضاياها هي قضية قومية قائمة بذاتها، لذلك فإنّ قضية فلسطين هي قضية الأمة المركزية وجرحها النازف الذي لا بدّ من معالجته لتشفى تلقائياً جراحات الأمة الأخرى، ولتستعيد الأمة صحتها وعافيتها وحيويتها.
وختم سلوان لافتاً إلى أنّ زلزالاً كبيراً يضرب المنطقة بأدوات الإرهاب، وهجمة شرسة تتعرّض لها أمّتنا في معظم كياناتها، من فلسطين إلى العراق ومن الشام إلى لبنان، وهي تشكل تحديات مصيرية، لا بدّ من مواجهتها بكلّ الوسائل، وإحدى هذه الوسائل الوعي والثقافة.
جواد
أما الصحافي غسان جواد، فاستهلّ كلامه بالقول إنّ بلادنا دخلت منذ عام 2011 منعطفاً جديداً ومرحلة جديدة، وينبغي أن نعترف للقوميين وللزعيم أنطون سعاده بأنهم كانوا السباقين في استشراف ملامح الصراع على سورية وملامح الكنوز والجمال والخير الذي تكتنزه بلادنا، والذي هو جزء تأسيسي من صمود أبناء شعبنا في الصراعات دفاعاً عن هذه البلاد التي لم تتوقف المؤامرات عليها وضدّها.
فمنذ عام 2011 ونحن نخوض معركة دفاع عن مصيرنا وعن وجودنا وعن بلادنا وعن أمتنا. وهذه المعركة هي فصل من فصول ما تعرّضنا له، وكان احتلال فلسطين واحداً منها.
تعيش بلادنا منذ مئة سنة بين معادلتين، أمن «إسرائيل» وأمن النفط والثروات، حكمتنا هاتان المعادلتان خلال مئة سنة، وخلال هذه الفترة قاتلنا وواجهنا، وفي نهاية القرن الماضي قدّمنا نموذجاً أزال صدأ الهزيمة من عقول كلّ أبناء هذه المنطقة، وهو نموذج المقاومة التي انتصرت في الجنوب، والتي انتصرت بفعل حركة تحرّر وطني لبناني كنتم أنتم أيها القوميون جزءاً منها في جبهة المقاومة الوطنية، والمقاومة في هذا الأمر قدّمت نموذجاً فضح كلّ النظام الرسمي العربي، وفضح كلّ الأنظمة التي تسارع اليوم إلى تصنيف المقاومة تنظيماً إرهابياً، لأنّ هذا النموذج هو نموذج حرب الشعب لتحرير الأرض، وقد انتصر من دون تسوية، أو تصفية، ومن دون التراجع عن الهوية وعن الثوابت، أو الاستسلام للعدو الصهيوني، وهذا النموذج هو الذي يجري استهدافه اليوم، فالمطلوب تعميم نموذج الأنظمة المستسلمة والتابعة للغرب، الطامحة إلى تصفية قضية فلسطين وليس نموذج الشعوب والمقاومات.
وأضاف جواد: إنّ الهدف من إشعال النيران السورية والعراقية واليمنية هو تحضير المنطقة ودفعها نحو الهويات الدينية، وبالتالي تفتيت وتقسيم هذه البلاد بناء على هويات ونزعات دينية، وقد زرعت البذور الأولى لهذا المشروع عام 2003 مع الغزو الأميركي للعراق.
وكان الزعيم أنطون سعاده قد تحدّث عن الخطر الصهيوني وعن خطر الحركة الوهابية والخطر التركي وأتت الوقائع في سياق استراتيجية تحضير المنطقة لإعلان «يهودية الدولة» في فلسطين المحتلة، ونحن نعيش اليوم بين معادلتين، أمن «إسرائيل» ويهودية الدولة في فلسطين المحتلة وأمن النفط والثروات والغاز، هذه الثروات موجودة هنا قبالة الساحل اللبناني والساحل السوري وفي الداخل السوري وفي الداخل اللبناني، وبالتالي هذه هي ملامح الصراع الذي تقوده مقاومتنا وجيوشنا وكلّ عوامل القوة في هذه البلاد، وقد نجحنا في إسقاط الأفواج الأولى للمؤامرة، والتي كانت تهدف لإسقاط الدولة في سورية وتطويق المقاومة وإشغالها بحروب مذهبية، طائفية وغير ذلك، ولكن المشروع لم ينته، فالمشروع «الإسرائيلي» في أقوى مراحله والكيان «الإسرائيلي» في أضعف مراحله، لأنه يعتمد على أدوات من داخل مجتمعنا، أي المجموعات الإرهابية، وهذا المشروع يستغلّ التناقضات لخلق نزاعات، وصولاً إلى تفتيت المجتمعات.
وقال جواد: هذا المشروع يستهدف ثقافة المقاومة في أمّتنا، ويستهدف الجيوش القوية وشخصية البلاد والتعدّد والتنوّع والغنى الحضاري والثقافي، التي تشكل جزءاً من عوامل القوّة في بلادنا، لإلغاء التنوّع وخلق كيانات ذات طابع مذهبي أو طائفي، هو تمهيد لإعلان يهودية الدولة وتصفية القضية الفلسطينية.
ورأى جواد أنه مع دخول العامل الروسي إلى المعركة، أصبحنا في مرحلة متقدّمة من المواجهة مع الإرهاب، ولكن المعركة لم تنته بعد، والصراع لا يزال طويلاً، وكما هزمنا مشاريع أميركا و«إسرائيل» وطائراتها في السابق، نحن اليوم قادرون على هزيمة مشاريعهم من جديد، وهذه المشاريع ليست قدراً لا يمكن تغييره، بل إننا سوف نواجهه بكلّ الوسائل وبفضل الدماء التي قدّمت سوف نخرج منتصرين من هذه المواجهة، لأنّ في أمتنا كلّ مواصفات الأمة الحية، والتي فيها كلّ الحق والخير والجمال، ولا بدّ أن ينتهي كفاحنا بانتصار سورية وانتصار المقاومة وانتصاركم.
وختم جواد ندوته بقول سعاده: «إنّ الاستقلال الذي سقيناه بدمائنا يوم غرسناه، يستسقي عروقنا من جديد».
بعد ذلك، أجاب المحاضِر على أسئلة الحاضرين.