تركيا في ظل أردوغان… والتفجير الذي وقع في اسطنبول أخيراً؟
علي جانبين
قال وزير الداخلية التركي أفكان آلا، الأحد 20 آذار، إن الإرهابي الذي نفذ تفجير اسطنبول ينتمي لتنظيم «داعش»، وأعلن فرض حظر التجوال داخل 7 محافظات في إقليم شرناق التركي.
وأفادت وحدات الاستخبارات أن الهدف الجديد للمنظمة الإرهابية قد يكون مسؤولين أو مخاتير أو صحافيين ينتمون إلى «حزب العدالة والتنمية» الحاكم.
كما أفادت الاستخبارات أن حزب العمل الكردستاني كان يخطط لخطف طائرة متوجهة من مدينة فان إلى إسطنبول للقيام بعمليات إرهابية أخرى.
من جهتها أعلنت الداخلية السعودية، أن الانتحاري الإرهابي الذي فجّر نفسه في تجمّع للسياح في اسطنبول وقتل وأصاب العشرات من المدنيين هو سوري الجنسية ولد وعاش وترعرع في كنف المملكة.
كما قال الناطق الأمني باسم الداخلية السعودية اللواء منصور التركي لصحيفة «الحياة» السعودية الصادرة في لندن إن الانتحاري المدعو نبيل فضلي هو من أصل سوري، لكنه من مواليد السعودية، لكنه غادر مع ذويه قبل عشرين عاماً.
كيف قرأت بعض الصحف الأجنبية تفجير اسطنبول؟
قالت صحيفة «لا كروا» الفرنسية إن الهجوم الانتحاري الذي وجهت فيه أصابع الاتهام لتنظيم «داعش» وإعلان أن منفّذ الهجوم من أصل سوري يبين أن سياسة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حيال سوريا في مأزق بل إنه وقع في فخ الأزمة الراهنة هناك.
وترى صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن بالنسبة للرئيس أردوغان، فإن تورط شخص سوري في الهجوم، مثلما أشار في تصريحات الثلاثاء، من شأنه أن يتسبب في تعقيد تعاون حكومته مع الاتحاد الأوروبي في وقف تدفق المهاجرين عبر الشواطئ التركية إلى أوروبا، فضلاً عن تعزيز رغبته في منع دخول السوريين إلى تركيا حيث قامت بلاده مؤخراً بغلق الحدود الجنوبية مع سوريا في وجه اللاجئين الجدد وفرضت إجراءات مشددة على المطارات.
فيما قال الكاتب البريطاني «باتريك كوكبرن» في مقاله بصحيفة إندبندنت إن تركيا أصبحت مكاناً أكثر خطورة، وإن كان هذا هو الحال في عموم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأي مكان يمكن لتنظيم «داعش» أن يرسل فرقه الانتحارية إليه.
ورأى الكاتب أن المحرك المحتمل وراء التفجير الذي حصل قد يكون توجيه تحذير بأن تنظيم «داعش» سينتقم من أي إجراءات تتخذها الدولة التركية ضده، وهو بالتأكيد يمتلك الوسائل لفعل ذلك، لأن لديه نحو 1000 أو أكثر من مسلحيه من الأتراك فضلاً عن جيوب تقدّم الدعم داخل تركيا الحكومات الأوروبية وردة فعلها حول تفجيرات اسطنبول مقارنة ببروكسل؟
ونشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، مقالاً صحافياً حول ردة الفعل التي أظهرتها الحكومات الأوروبية، خاصة فرنسا وبريطانيا، تجاه الهجمات الإرهابية التي تعرّضت لها بروكسل بالمقارنة مع ردة فعلها تجاه الهجمات على أنقرة.
وتساءلت الصحيفة عن سبب عدم إظهار الحكومات للتعاطف نفسه تجاه التفجيرات في كل من البلدين، وخاصة أنها أظهرت تعاطفاً كبيراً تجاه بروكسل على حساب أنقرة، حيث أعلن رئيس بلدية باريس، في تغريدة على تويتر، بأنه ستتم إضاءة ألوان العلم البلجيكي على برج إيفل الشهير، وأذاعت أيضاً قناة الـ«بي بي سي» البريطانية أن كلمة «بروكسل» حصلت على معدل أعلى الكلمات الأكثر استخداماً على تويتر.
ونشر «بلانتو» رسام الكاريكاتير الفرنسي، رسماً كاريكاتورياً، يظهر فيه مدى التعاطف الشديد الذي تبديه فرنسا تجاه بلجيكا بسبب ما تعرّضت له من هجمات إرهابية. وذكر سيمون تيسدال، أحد الكتاب المهمين في صحيفة «ذا جارديان» في تحليل له أن رجب طيب أردوغان حليف غير موثوق به في نظر الاتحاد الأوروبي: وقال تيسدال إن «الحرب التي افتعلها رئيس الجمهورية التركية ضد الأكراد شرق تركيا بذريعة مكافحة مسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يطالبون بالحكم الذاتي لم تتعرّض للنقد بنسبة كبيرة جداً».
بعد ذلك انتقد تيسدال سياسة أردوغان في سوريا قائلاً «الموقف العدواني لأردوغان أعطى تعليمات بإسقاط طائرة روسية أواخر الخريف الماضي، وكاد أن يحوّل الصراع في سوريا إلى حرب بين القوى العظمى».
وختم تيسدال في آخر مقالته: «أردوغان شخصية حاقدة على المستويين الشخصي والسياسي، ولا يتقبّل أخطاءه بسهولة، ويمكن أن يغضب بسرعة، ومن المحتمل أن يتحوّل كل هذا بشكل لا يمكن تصوره تجاه الاتحاد الأوروبي».
السؤال بعد مسيرة تقارب عشرين سنة للرئيس التركي رجب أردوغان تقلّب وتغيّر فيها على ضفاف التحالفات والسياسات ولعب أدواراً محورية في الشرق الأوسط وأوروبا، هل يحقق أردوغان المزيد من النجاحات أم يقترب من لحظة إعلان الفشل الكبير؟