هل تعلن مفاجأة مصرية بعد تعديلات على المبادرة؟
على رغم تعدد «الهدنات» التي يفصح عنها كيان العدو بهدف الاستهلاك الاعلامي، وكان آخرها هدنة الأربع ساعات لوقف إطلاق النار التي طالب بها هذا الكيان الاستيطاني، فإن البيان الذي ألقاه وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام الصحافيين في مبنى وزارة الخارجية، قدّم صورة تفيد أن العدوان على غزة والمساعي لوقفه في مأزق. المطالب والشروط المتقابلة استعصت على التوفيق بينها. مع ذلك سيتابع الجهود في هذا الخصوص. ويفيد كلام كيري أن طريق العدوان لا تزال سالكة أمام آلة القتل «الإسرائلية» ضد شعبنا الفلسطيني وحتى إشعار آخر.
العقبة الأساسية أمام الحلف الدولي الإقليمي «الإسرائيلي»، يتمثل في كيفية تجريد المقاومة من السلاح. هذا بيت القصيد الذي حاول رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو الأحد الماضي تسويقه في مقابلاته مع شبكات التلفزة الأميركية الخمس، من خلال التركيز على قضية «الأنفاق ومنصات صواريخ «حماس».
بذلك بدت آفاق الوضع وكأنها باتت محكومة بالقفز بين الساخن والفاتر، تقطع بينهما فواصل على شكل وقف نار موقت لاعتبارات «إنسانية». وكأن هذه الاعتبارات يصح تجاهلها في أوقات صبّ النار فوق رؤوس المدنيين، بذريعة الأنفاق والصواريخ ومخازن السلاح. بعبارة أخرى، تبدو المواجهة وكأنها بدأت تتحوّل إلى ما يشبه حرب استنزاف. ولا يستبعد البعض في واشنطن أن تنتهي الأمور إلى شكل من أشكال احتلال غزة من جديد.
وفي تفاصيل إعلان هدنة لوقف إطلاق النار، أعلن منسق العمليات العسكرية في جيش الاحتلال يوآف مردخاي، عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة من جانب واحد لمدة 4 ساعات.
وأوضح مردخاي، أن الاحتلال «الإسرائيلي» «قرر وقف إطلاق النار من جانب واحد كهدنة إنسانية لمدة 4 ساعات تبدأ من الساعة الـ3 مساءً حتى الـ7».
وذكر موقع يديعوت أحرونوت أنه جرى الاتفاق على هدنة إنسانية بدءاً من الثالثة من بعد ظهر الأربعاء وتستمر أربع ساعات، في وقت أكدت وزارة الداخلية الفلسطينية أن هذه الهدنة أعلنها الاحتلال من جانب واحد.
من جانبه، اعتبر متحدث باسم حركة حماس أن التهدئة المعلنة «إسرائيلياً» هي للاستهلاك الإعلامي وليس لها أي قيمة.
المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري قال: «إن التهدئة التي أعلنتها «إسرائيل» هي للاستهلاك الإعلامي»، معتبراً أن هذه الهدنة تستثني المناطق الساخنة، لذا فإن «ليس لها أي قيمة».
صيغة مصرية معدّلة
وتحت عنوان «مفاجأة مصرية خلال ساعات وتعديلات على المبادرة»، قالت صحيفة «العرب اليوم» الأردنية: «إن قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس يعقدون اجتماعاً في القاهرة برعاية مصرية خلال الساعات القليلة المقبلة لإقرار المبادرة المصرية المعدلة، التي تلبي مطالب المقاومة في رفع الحصار بالكامل عن قطاع غزة وإعادة الإعمار وفتح الميناء والمطار».
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية قولها للصحيفة: «إنه جرى توافق أميركي «إسرائيلي» على هذه التعديلات في الساعات القليلة الماضية، فيما تلقت مصر دعماً سياسياً من روسيا لدعم مبادرتها».
ورحجت المصادر نفسها للصحيفة أن «تـُضاف إلى المبادرة المصرية ورقة تفاهمات، أو أن يجري تعديلها، بما يلبّي مطالب الفصائل أو على الأقل جزءاً منها، مع وجود ضمانات لإلزام «إسرائيل» بتطبيقها».
كما نقلت الصحيفة عن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، المقيم في القاهرة، موسى أبو مرزوق، تأكيده للصحيفة أن «الساعات القريبة ستشهد موقفاً مصرياً مغايراً بشأن شروط المقاومة في ما يتعلق بالمبادرة المصرية».
المطالبة بموقف موحد للفلسطينيين
وكان مسؤول فلسطيني بارز كشف لصحيفة «الشرق الأوسط» أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «طلب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في اتصال هاتفي، أول من أمس، أن يأتي الوفد الفلسطيني المشترك المرتقب وصوله إلى القاهرة قريباً، ويضم السلطة وحركتي الجهاد وحماس، بـ«موقف فلسطيني موحد» إزاء المبادرة المصرية بشأن وقف إطلاق النار والتهدئة في غزة».
من جانبه، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق للصحيفة، ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، وخصوصاً بعد المصالحة الفلسطينية وتأليف حكومة الوحدة الوطنية. وقال للصحيفة: «لا داعي لاستمرار حصار فـُرِض في السابق بسبب ما يسمى سلطة الانقسام، فاليوم أصبحت السلطة في يد الرئيس عباس».
مشروع قرار لإنهاء العملية
الى ذلك، أوصت وزارة خارجية العدو نتنياهو بالمبادرة إلى صوغ مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لإنهاء العملية في قطاع غزة.
وأعلنت الخارجية في بيان «عن خيبة أمل عميقة من قرار حكومات السلفادور، بيرو، تشيلي استدعاء سفرائها في تل أبيب للتشاور»، معتبرة أن «هذه الخطوة ستشجع «حماس» التي تعترف دول كثيرة في العالم بأنها منظمة ارهابية». ووصف البيان هذا القرار بـ»المتهور».
وأضاف البيان: «أن «إسرائيل» تنتظر من الدول المناهضة للارهاب أن تتصرف بمسؤولية وعدم منح الارهاب المكافأة»، مشيراً إلى أن «إسرائيل» وافقت حتى الآن على جميع الاقتراحات لوقف اطلاق النار»، لافتاً إلى أنه «كان من الأحرى بهذه الدول أن تنضم إلى المساعي لإنجاز وقف إطلاق النار».
وفي السياق نفسه، كانت «القناة الثانية» الإسرائيلية أفادت أن «المجلس الوزاري المصغر سيعقد جلسة لاتخاذ قرار بالموافقة على وقف إطلاق النار أو توسيع العدوان على قطاع غزة».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أعلن أن نتنياهو طلب منه العمل على التوصل إلى هدنة إنسانية، موضحا أن «ما اقترحه بشأن غزة يوقف قتل المدنيين، ويضمن حق «إسرائيل» في معالجة قضية الأنفاق».
وأجمع عدد من النواب في الكونغرس الأميركي على وجوب رصد 225 مليون دولار لتمويل مشروع منظومة القبة الحديدية «الإسرائيلية».
وبحسب الإذاعة «الإسرائيلية» فقد ألحّ السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، على «وجوب تقديم الدعم إلى «إسرائيل» في هذه الفترة»، مشيراً إلى أنها «في صراع بين الموت والحياة».
وفي الولايات المتحدة أيضاً، أوقفت الشرطة الكاتب اليهودي «نورمان فينكليشتاين» مع عدد من رفاقه خلال اعتصام لهم ضد العدوان «الإسرائيلي» على غزة. وكان المحتجون تجمعوا أمام مبنى البعثة الديبلوماسية «الإسرائيلية» في الأمم المتحدة في نيويورك، وجلسوا وسط الشارع قبل تدخل القوى الأمنية.