الاحتلال «الإسرائيلي» يرتكب مجزرة جديدة في جباليا و يقصف مدرسة تابعة لـ«الأونروا» طهران تطالب القاهرة الإسراع بإدخال المساعدات الإيرانية إلى غزة المنكوبة عبر «رفح»
واصلت قوات الاحتلال «الاسرائيلي» عدوانها الهمجي على قطاع غزة المحاصر لليوم الرابع والعشرين على التوالي، مرتكبة المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين، حيث بلغ عدد شهداء يوم أمس أكثر من 61 شهيداً فلسطينياً في مناطق عدة من القطاع.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان اليهودي المتواصل على غزة الى 1290 شهيداً وأكثر من 7200 جريح، إضافة الى الدمار الهائل الذى لحق بالبنى التحتية والمنشآت العامة والخاصة ومنازل الفلسطينيين.
فقد استهدفت قوات الاحتلال مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في مخيم جباليا، ما أسفر عن ارتقاء 19 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال، حيث قال مسؤول في الأونروا: «إنه تم استهداف منطقة دورات المياه وفصلين صفيين في مدرسة بنات جباليا الابتدائية المعروفة بمدرسة أبو حسين» فيما أفاد شهود عيان أن مدفعية الاحتلال كثفت من قصفها على مخيم جباليا و شمال القطاع عند صلاة الفجر قرابة الساعة الرابعة صباحاً بمعدل قذيفة كل دقيقة.
و قد دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم الإرهابي «الإسرائيلي» على المدرسة، وقال: «إن القصف «الإسرائيلي» لمدرسة الأونروا في غزة أمر غير مبرر، داعياً إلى تحديد المسؤولين عن الهجوم وتقديمهم الى العدالة».
وعند وصوله إلى مطار سان خوسيه، عاصمة كوستاريكا التي وصلها في زيارة رسمية يوم أمس، أشار بان إلى أن «الإحداثيات الدقيقة للمدرسة التي قدمت المأوى لآلاف العائلات الفلسطينية، تم إبلاغه الى القيادة العسكرية «الإسرائيلية» 17 مرة، بما في ذلك قبل ساعات من الهجوم».
من ناحيته، دان المفوض العام لـ«الاونروا» في الأراضي الفلسطينية المحتلة بيير كرينبول قيام قوات الاحتلال بقصف مدرسة أبو حسين التابعة للوكالة. وأشار في بيان صدر عنه يوم أمس «أدين وبأشد العبارات الممكنة هذا الانتهاك الخطير للقانون الدولي من ِقبل القوات الاسرائيلية». مبيناً: «أن هذه هي المرة السادسة التي تتعرض فيها واحدة من مدارسنا لضربة مباشرة».
وقال كريس غينيس المتحدث باسم الأمم المتحدة: «إن العالم يقف مهاناً بعد هذا الهجوم، الذي قتل فيه 15 شخصاً. مضيفاً أن «إسرائيل» أبلغت 17 مرة بأن المدرسة الواقعة في مخيم اللاجئين في جباليا تؤوي نازحين، وقال: «كان آخر تحذير قبل ساعات من الهجوم القاتل. وتشير تقديراتنا الأولية إلى أن مدفعية «إسرائيلية» قصفت مدرستنا».
جاء ذلك في وقت استشهد فيه 7 أفراد من عائلة الخليلي بينهم ثلاثة أطفال وسيدة في غارة على منزلهم في حي التفاح، وفي خان يونس ارتكبت مجزرتان راح ضحيتهما 14 شهيداً.
وذكرت مصادر طبية أن عاهد زقوت وهو مدرب نادي الهلال الرياضي استشهد في قصف استهدف شقة سكنية في برج المجمع الإيطالي في حي النصر شمال غرب مدينة غزة، كما استشهد الشاب عمر عوض البريم في قصف شرق خان يونس.
وقد أسفر العدوان «الاسرائيلي» المتواصل على القطاع المحاصر الى حدوث كارثة انسانية، اسفرت عن انقطاع في الدواء و الماء و الكهرباء و الطحين و المواد الاساسية للحياة عن آلاف السكان المدنيين.
وفي السياق، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن تأخر القاهرة الطويل في إصدار الترخيص اللازم لنقل المساعدات الغذائية و الدوائية الإيرانية الى غزة، بغير المقبول، داعياً السلطات المصرية المعنية للإسراع بهذا الأمر.
وقال عبداللهيان: «إن الدفعة الأولى من جرحى أهالي غزة والتي تضم 57 جريحاً من الرضّع والأطفال والنساء بانتظار هبوط طائرة الاغاثة الإيرانية في مصر لنقلهم بصورة عاجلة الى طهران وتلقيهم العلاج اللازم».
وأضاف: «إن أول شحنة من المساعدات الإنسانية الإيرانية تقدر بـ 100 طن وكذلك قائمة الجرحى الفلسطينيين لتلقيهم العلاج في إيران قد أرسلت الى الخارجية المصرية ومكتب رعاية المصالح المصرية في طهران، إلا أنه لم يتم لغاية الآن إصدار الترخيص اللازم بهذا الشأن.
وأعرب المسؤول الإيراني عن أمله بأن تقوم مصر برسالتها الإنسانية والتاريخية والإسلامية والعربية تجاه الجرائم التي يرتكبها الكيان «الاسرائيلي» في غزة، و أن تقوم بافتتاح عاجل لحدودها في رفح لنقل الدواء والغذاء وعدم المزيد من التباطؤ في هذا الشان.
ميدانياً، واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال ومحاولاتها التوغل في مناطق القطاع، موقعة المزيد من الخسائر في صفوفها، حيث تصدت المقاومة منذ فجر يوم أمس لقوات الاحتلال على تخوم مخيم المغازي وحيي الشجاعية والتفاح وشرق جباليا في غزة.
ودارت اشتباكات عنيفة سمع خلالها أصوات إطلاق نار كثيف وانفجارات ضخمة دوت في المناطق المذكورة التي وصفت بأنها الأعنف منذ إعلان الاحتلال عدوانه البري على القطاع، في حين أطلقت مدفعية العدو قذائفها بشكل عنيف وهمجي صوب منازل الفلسطينيين وأراضيهم، كما أطلقت قنابل دخانية وصوتية للتغطية على جنود الاحتلال.
وفي السياق ذاته، أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها فجّرت أحد المباني المفخخة بقوة خاصة من جنود الاحتلال بمنطقة الفراحين ودمرته بمن فيه، كما استهدفت جرافتين بمنطقة الزنة شرق خان يونس بقذائف آر بي جي وعبوة ناسفة، مشيرة إلى أن المنطقة تشهد مواجهات عنيفة بين المقاومين وجنود الاحتلال.
من جهتها، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن جرح جنديين «إسرائيليين» بعد إصابة آليتهما بصاروخ جنوب القطاع، لافتة إلى أنهما نقلا للعلاج الى أحد المستشفيات، وكان جيش الاحتلال اعترف في وقت سابق بمقتل خمسة من جنوده في غزة خلال تصدي المقاومة الفلسطينية لعدوانه المتواصل على القطاع.
ما يرفع حصيلة قتلاه إلى53 وفق اعترافاته منذ بدء العدوان في السابع من الشهر الجاري، فيما تشير المعطيات إلى أن العدد أكبر من ذلك بكثير وسط تكتم من قبل سلطات الاحتلال على إظهار العدد الحقيقي.
إلى ذلك، أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية منذ بداية الحرب مع العدو حوالى أربعة آلاف صاروخ، دكّت بها المدن والمستوطنات «الإسرائيلية»، في بئر السبع وحيفا وتل أبيب، وحتى الخضيرة وغيرها من المدن.
وقالت «إسرائيل»: «إن قبتها الحديدية أسقطت الكثير منها، لكنها اعترفت في الوقت نفسه بأنها تسببت بشلل كبير إلى درجة أن معظم شركات الطيران العالمي رأت أن مطار «بن غوريون» غير آمن، وألغت رحلاتها إليه.
وقد تنوعت الصواريخ التي استخدمتها المقاومة، من قذائف الهاون، و»صواريخ 107 « للمستوطنات القريبة، وصولاً إلى الصواريخ البعيدة المدى، من نوع «فجر5»، و»براق 70»، و»براق 100»، وصواريخ «M75»، وصواريخ R160» وصواريخ «G80».
في ما راهن جيش العدو منذ الأيام الأولى للعدوان على تدمير منصات الصواريخ، وبالتالي إبعاد خطرها عن المستوطنات والمدن الرئيسية. لكن مع دخول العدوان أسبوعه الرابع، ما زالت صواريخ المقاومة تتساقط على المستعمرات والمدن االمحتلة، وبالزخم نفسه، وما زالت تل أبيب وحيفا والخضيرة وبئر السبع تتعرض لسقوط صواريخ بعيدة المدى.
واعترف العدو بأنه فوجئ بتطور القدرات الصاروخية للمقاومة، ولا سيما لناحية دقتها في إصابة الأهداف، والقوة الدافعة للصواريخ، إضافة إلى القوة التدميرية لها، واعترفت «إسرائيل» أيضاً بأنها باتت تواجه معضلة القذائف القصيرة المدى كالهاون وصواريخ 107 لكون منظومة القبة الحديدية لا تستطيع رصدها، مضيفة أن إحداها أدت خلال الساعات الماضية إلى مقتل خمسة جنود، وجرح عدد آخر في أشكول.