نيويورك تايمز: أوروبا تموّل «القاعدة» من خلال دفع الفدى المالية
كشفت الكاتبة في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية روكميني كالماتشي أن «الحكومات الأوروبية التي تدعم المجموعات المسلحة في سورية بشكل علني وصريح، تقوم أيضاً بتمويل الإرهابيين بشكل سري من خلال أموال الفدى التي تدفعها مقابل تحرير أوروبيين مختطفين لدى هذه المجموعات، وأن هذه الأموال باتت تملأ خزائن هذه المجموعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة».
وأوضحت كالماتشي أن «خطف الأوروبيين وغيرهم من الأجانب من أجل الحصول على فدية أصبح من الأعمال التجارية العالمية المربحة لتنظيم «القاعدة» من أجل تمويل عملياتها في جميع أنحاء العالم». وفي الوقت الذي تنكر فيه الحكومات الأوروبية قيامها بدفع مثل هذه الفدى إلا أن عدداً من الدبلوماسيين والمسؤولين والمحللين أكدوا تلك المعلومات.
ووفقاً لتحقيقات أجرتها الصحيفة الأميركية فإن «القاعدة» والمجموعات الإرهابية التابعة له حصلت على أكثر من 125 مليون دولار من عمليات الخطف التي قامت بها منذ عام 2008 ومن بينها 66 مليون دولار حصل عليها التنظيم العام الماضي وحده.
وأشارت كالماتشي إلى أن «معظم هذه المدفوعات المالية تمت بشكل حصري من قبل الحكومات الأوروبية التي ضخت الأموال عبر شبكة من الوكلاء وبتمويه كان يتم في بعض الأحيان عبر ما يسمى «مساعدات للتنمية».
ووفقاً لتقارير رسمية فإن «القاعدة» الإرهابي تلقى معظم أمواله في سنوات سابقة من متبرعين وممولين، لكن مسؤولين في مكافحة الإرهاب كشفوا أن معظم تمويلات التنظيم بما فيها المخصصة لعمليات تجنيد الإرهابيين وتدريبهم وشراء الأسلحة، تأتي من فدى مالية مدفوعة من قبل الحكومة الأوروبية.
وكان ديفيد كوهين وكيل إدارة مكافحة الإرهاب في وزارة الخزانة الأميركية اعترف سابقاً أن أموال الفدى تشكل مصدراً أساسياً لتمويل المجموعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة» وكل صفقة تجري بنجاح تشجع على القيام بصفقة أخرى.
ووفقا لمحللين فإن الخطر الأكبر يكمن في حقيقة أن استمرار أوروبا ووسطائها في دفع فدى للمجموعات الإرهابية يؤدي إلى خلق حلقة مفزعة يزداد الإرهابيون فيها ثراء وقوة.
ولفتت كالماتشي إلى أن أكثر من 90 مليون دولار دفعت إلى التنظيم في بلاد المغرب منذ عام 2008 من قبل سويسرا وإسبانيا والنمسا وشركة فرنسية لم يكشف عن اسمها، وقد أقر مسؤول في الاستخبارات الفرنسية العام الماضي أن «الحكومات والشركات الأوروبية تدفع فديات في كل حالة تقريبا».
وكان تقرير أصدره مركز أبحاث «راند كروب» للدراسات الاستراتيجية كشف العام الماضي أن ما يقرب من 30 مليون دولار دفعت لفرع «القاعدة» في شمال أفريقيا في تشرين الأول الماضي لإطلاق سراح أربع رهائن فرنسيين.
وقد وقع قادة مجموعة الثماني السنة الماضية على اتفاق «لرفض دفع فديات إلى إرهابيين بشكل لا لبس فيه» لكنه لم يفرض حظراً رسمياً على ذلك.
وقد انتشرت ظاهرة التبرعات للارهابيين منذ بداية الأزمة في سورية، وازدادت بشكل خطر عبر شبكات تمويل سرية موجودة في دول عدة تقوم بجمع الأموال عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتقديمها للمجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في سورية التي ترتكب أبشع الجرائم بحق السوريين.