الأسد لـ كي مون: هذه لحظة مناسبة لحرب عالمية ضدّ الإرهاب

وجه الرئيس السوري بشار الأسد أمس رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مقدراً فيها ترحيبه باستعادة الجيش السوري وحلفاء سورية لمدينة تدمر من أيدي إرهابيي جماعة «داعش».

وأفادت وكالة «سانا» السورية للأنباء، أن الأسد دعا في رسالته بان كي مون إلى بذل الجهود مع المنظمات والوكالات المعنية التابعة للمنظمة الدولية لتقديم الدعم للحكومة السورية في عملية إعادة ترميم مدينة تدمر الأثرية التي تعد أيقونة حضارية، مصنفة من قبل اليونيسكو على قائمة التراث الحضاري الإنساني العالمي.

وأوضح الرئيس السوري أن هذه اللحظة قد تكون الأكثر مناسبة لتسريع الحرب الجماعية ضد الإرهاب، مجدداً استعداد سورية للتعاون مع جميع الجهود الصادقة والهادفة إلى مكافحته.

وكان الأسد أكد أن مسألة فيدرالية سورية، وفي حال طرحت للتصويت عليها، فهي لن تحظى بموافقة الشعب السوري، مشيرً إلى أن البلاد أصغر من أن تكون فيدرالية.

وقال في حديث لوكالتي «نوفوستي» و»سبوتنيك» الروسيتين للأنباء، أول من أمس الثلاثاء: «إن فكرة وجود فيدرالية ليست طرحاً عاماً في سورية، لذلك لا أعتقد أن هذا الطرح، في حال طرح ليتم التصويت عليه، سيحظى بموافقة الشعب السوري».

وأشار الرئيس السوري إلى ضرورة عدم الخلط بين بعض الأكراد الذين يريدون النظام الفيدرالي في البلاد، وجميع الأكراد في سورية، لكون معظم أكراد البلاد، يرغبون بالعيش في ظل دولة سورية موحدة.

ورأى الأسد أن الحوار السوري السوري في جنيف تطرق إلى المبادئ الأساسية التي يجب أن يبنى عليها، مشيراً إلى أن ما تم إنجازه في الجولة الماضية هو بداية وضع منهجية لمحادثات ناجحة.

وأوضح أن الانتقال السياسي هو الانتقال من دستور إلى آخر، لأن الدستور يعبر عن شكل النظام السياسي. مشيراً إلى أن هذا الانتقال لا بد أن يكون تحت الدستور الحالي حتى يصوت الشعب السوري على دستور جديد، مبيناً أن الحديث عن هيئة انتقالية غير دستوري وغير منطقي.

وفي إجابة عن سؤال حول كيفية تشكيل الحكومة الانتقالية في بلاده، قال الأسد: «هذا هو الهدف من جنيف. حوار سوري سوري نتّفق فيه على طبيعة هذه الحكومة. طبعاً نحن الآن لم نضع تصوراً نهائياً لهذه الحكومة، نظراً الى أن الأطراف السورية الأخرى لم توافق على المبدأ بعد». وأضاف: «يقتضي المنطق تمثيل القوى المستقلة في الحكومة المنتظرة، على حد سواء مع قوى المعارضة، والموالية للدولة».

وأشار إلى وجود الكثير من المسائل التفصيلية التي لا بد من أن تخضع للنقاش بين أطراف المفاوضات في جنيف، معتبراً أن هذه القضايا غير معقدة، وقابلة للحل بمجملها.

وأضاف أن عملية إعادة إعمار سورية تعتمد على ثلاث دول أساسية وقفت مع سورية خلال هذه الأزمة وهي روسيا والصين وإيران.

ميدانياً، أعلن مصدر عسكري فرض السيطرة على تلة تبارة ديبة بريف حماة الشرقي بعد تكبيد إرهابيي تنظيم «داعش» خسائر بالأفراد والعتاد.

وأفاد المصدر في تصريح لـ «سانا» بأن وحدة من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية نفذت عملية على تحصينات وتجمعات إرهابيي تنظيم «داعش» أحكمت خلالها السيطرة على تلة تبارة ديبة في منطقة سلمية بريف حماة الشرقي.

وبين المصدر أن العملية أسفرت عن «القضاء على أعداد من الإرهابيين التكفيريين وتدمير آليات وتحصينات لهم في المنطقة».

وقضت وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية خلال الأيام القليلة الماضية على آخر تجمعات إرهابيي «داعش» في موقعين غرب سد عقارب وتبارة ديبة ودمرت لهم 3 عربات مزودة برشاشات ثقيلة وقضت على عدد من إرهابيي التنظيم التكفيري وأصابت آخرين في قرية أبو حبيلات.

وتنتشر في ريف حماة الشرقي مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي تهاجم التجمعات السكنية بريف سلمية الشرقي وتنهب الأرزاق والممتلكات.

كما دمّرت وحدات من الجيش السوري 5 آليات بعضها مزود برشاشات لإرهابيي تنظيمي داعش وجبهة النصرة في منطقة بئر التنمية وتلول خليف بريفي السويداء ودرعا، بينما سيطرت المجموعات المسلحة على قرية الطوقلي في ريف حلب الشمالي عقب اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

وفي درعا، وقعت اشتباكات بين المجموعات المسلحة و»حركة المثنى» المرتبطة بتنظيم «داعش» عند أطراف بلدتي الشيخ سعد وجلّين في ريف درعا أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، ودارت اشتباكات بين «جبهة النصرة «والمجموعات المسلحة المتحالفة معها من جهة و»لواء شهداء اليرموك» المرتبط بتنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط بلدة تسيل بريف درعا الغربي أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، بينما قُتل «المحقق» السابق في محكمة «دار العدل» في حوران المدعو فريد محجة إثر إطلاق مسلحين مجهولين النار عليه في بلدة السهوة بريف درعا الشرقي.

من جهة أخرى، خرج ثلاثة جرحى أحدهم بحالة حرجة من مدينة الزبداني في ريف دمشق مع عائلاتهم الموجودين في بلدة مضايا عبر الهلال الأحمر السوري وبالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل المعالجة. وتضم عائلات الجرحى امرأتين وطفلين ورجلاً مسناً وأحد المرافقين. في المقابل، وصل الى بلدة السقيلبية في ريف حماه الشمالي الغربي 12 شخصاً خرجوا من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرة في ريف ادلب الشمالي بينهم عدد من الجرحى وعائلاتهم.

وفي السياق، أعلن نائب وزير الدفاع الأميركي روبرت وورك أن العسكريين الروس أظهروا في سورية كفاءاتهم القتالية العالية، لا سيما في استخدام الوسائل النارية والاستخبارات.

وعلى طاولة مستديرة نظمت في واشنطن حول مسائل الأمن، أول من أمس، ذكر وورك أن وزارته لا تزال في بداية تحليل المعلومات بشأن أداء القوات الروسية في سورية، لكن ما يتوفر منها يسمح باستنتاج أن القوات الروسية أظهرت مستوى عالياً في استخدام الوسائل النارية مثل الصواريخ المجنحة والقاذفات بعيدة المدى، «وهو ما لم يظهر في مسارح الحرب من قبل».

وأضاف المسؤول في البنتاغون أن الأحداث في سورية أثبتت من جديد «جودة أداء العسكريين الروس التقليدية» في استخدامهم للمدفعية.

وقيّم وورك عالياً قدرات القوات الروسية في النشاط الاستخباري، بما في ذلك استخدام الوسائل الإلكترونية للكشف عن الأهداف وإصابتها. ولفت إلى إمكانيات العسكريين الروس في الفضاء الحاسوبي، بما في ذلك اختراق الشبكات الإلكترونية.

مع ذلك فقد اتهم نائب الوزير الأميركي مجدداً القوات الروسية باستخدام أسلحة عشوائية الأثر، قائلاً إن ذلك أدى إلى خسائر بشرية بين المدنيين يفوق عددها عدد القتلى جراء الضربات الأميركية المماثلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى