«القومي» حيّا أبناء شعبنا المبدعين نضالاً وتضحيات: نحن أصحاب قضية عادلة ومحقّة… والتحرير آتٍ لا محال
أحيت الفصائل الفلسطينية الذكرى الأربعين لـ«يوم الأرض» باعتصامات ومهرجانات سياسية، فيما صدرت مواقف دعتْ إلى دعم الانتفاضة ضدّ قوات الاحتلال «الإسرائيلي» وإعادة الاعتبار للكفاح المسلّح حتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.
وفي هذا الإطار، أصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناً جاء فيه:
«يحتفل شعبنا بيوم الأرض هذا العام، وأرضنا في فلسطين لا تزال تنوء منذ سبعة عقود تحت وطأة احتلال صهيونيّ عنصريّ، يعيث قتلاً واقتلاعاً وتدميراً وتهويداً واستيطاناً وسط صمت عالمي مُريب، خصوصاً من أولئك الذين يتشدّقون بالدّفاع عن العدالة والحرية وحقوق الإنسان.
يمرّ يوم الأرض، وأبناء شعبنا في فلسطين يبتدعون أساليب مواجهة جديدة، يواجهون بها عتوّ الإرهاب الصهيوني وجرائمه الوحشية، ليؤكّدوا تجذّرهم في أرضهم، وصمودهم في وجه آلة القتل والقمع وسياسات الاقتلاع والاستيطان والتهويد.
في يوم الأرض، يتوجّه الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى القوى الفلسطينية كافة، من أجل أن تنصبّ كلّ جهودها لتوحيد مواقفها ورصّ صفوفها في مواجهة مخطط تصفية المسألة الفلسطينية، خصوصاً في هذه المرحلة المفصلية. فالتآمر على فلسطين وعلى الفلسطينيّين، لا يقتصر على القوى الاستعمارية الدّاعمة للعدو «الإسرائيلي»، بل باتَ نهجاً في سلوك وسياسات بعض الدول العربية التي تخلّت بالعلن عن فلسطين، وصار همّها الأوحد صبّ زيت النفط لإشعال الحرائق في السّاحات العربية وإغراقها بالفوضى والإرهاب.
وإذ يشدّد حزبنا على ضرورة إعادة الاعتبار لخيار الكفاح المسلّح لمؤازرة انتفاضة شعبنا المتجدّدة، فإنّه يتوجّه إلى أبناء شعبنا بتحية إكبار، ويدعوهم إلى مزيد من النضال والثبات في ساحات المواجهة، لأنّ القوة هي القول الفصل في إثبات حقهم في أرضهم، حتى يقتنع العالم بأسره، أنّنا أصحاب قضية عادلة ومُحقّة، نناضل في سبيلها ونستشهد، حتى تحرير كامل أرضنا، والتحرير آتٍ لا محال…».
اعتصام ومهرجان
وبالمناسبة، نظّمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اعتصاماً أمام مقرّ الأمم المتحدة أسكوا في بيروت، شاركت فيه وفود من الأحزاب والقوى اللبناية والفلسطينية.
وتحدّثت نائبة رئيس الحزب الشيوعي اللبناني ماري الدبس باسم «اللقاء اليساري العربي»، فأكّدت وقوف الحزب واللقاء اليساري إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال بكافة الأشكال النضالية. داعيةً إلى إلغاء الاتفاقات الأمنية مع العدو «الإسرائيلي»، معتبرةً أنّه «لا يمكن أن ننتصر إلّا بوحدتنا ومقاومتنا التي هي واجب على كل حر».
وتحدّث أيضاً نائب مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله الشيخ عطاالله حمود، فاعتبر أنّ «الشعب الفلسطيني يتعرّض لعدوان صهيوني مباشَر، وتُرتكب المجازر بحق المدنيين من نساء وأطفال والمجتمع الدولي غائب لا يفعل شيئاً، مشدّداً على «أنّ الشعب الفلسطيني يُقتل في الضفة ويُحاصَر في غزة ومن خلال أونروا من أجل إجباره على الاستسلام» داعياً إلى وحدة الصف الفلسطيني.
كما تحدّث الوزير والنائب السابق بشارة مرهج، فرأى في يوم الأرض «يوماً لتجديد الوفاء للأرض الفلسطينية، ويوماً لتجديد العهد بتحريرها من الاحتلال الصهيوني»، مشدّداً على «أنّ المقاومة هي الطريق لتحقيق الاستقلال وطرد المحتلين الصهاينة»، وأكّد «التضامن مع فلسطين ومقاومتها وأسراها» معتبراً أنّ «الانتفاضة تنادي الجميع من أجل دعمها لتحقيق أهدافها».
وتحدّث عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل، فقال: «كانت الأرض الفلسطينية ولا زالت محور النضال الفلسطيني، وهي أيضاً جوهر الفلسفة التي انتهجتها الحركة الصهيونية. لكن الشعب الفلسطيني أفشل المخططات الصهيونية وهو اليوم شعب واحد موحّد يسجّل في صفحات تاريخه النضالي المزيد من التضحيات».
وأشار إلى أنّ «المقاومة اليوم ووحدتنا الوطنية ودعم الانتفاصة لتتحول إلى انتفاضة شعبية شاملة، كلّها أسلحة بيدنا وطريقنا لتحرير الأرض وإقامة الدولة المستقلة والعودة. وأنّ تحرير الأرض واستعادتها لا يمكن أن يتمّ إلّا بسياسة وطنية تستحضر كل نقاط القوة، وبما يؤسّس لمواجهة مشتركة للمشروع الصهيوني الذي يستهدف الأرض الفلسطينية».
وأضاف: «هذه المواجهة التي تقدّم نموذجها الانتفاضة الشبابية المتواصلة منذ أكثر من ستة أشهر، والتي تحتاج دعم جميع القوى والفصائل المطالَبة بإنهاء الانقسام والتوافق حول سُبُل دعمها وتشكيل أُطُر وطنية توفّر لها الحماية وتحمي إنجازاتها».
وفي الختام قُدّمت مذكّرة باسم الاعتصام إلى ممثّل «أسكوا»، الذي أكّد أنّه سينقلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
بدوره، أقام «اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني – أشد» في حرم الجامعة اللبنانية الدولية، مهرجاناً تضامنياً بمشاركة الوزير السابق عبد الرحيم مراد ممثَّلاً بأسعد صدقة، مدير العلاقات العامة في الجامعة أيمن دحروج، والهيئة التعليمية والإدارية والفصائل الفلسطينية والمنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية، وحشد من طلبة الجامعة.
«فتح»
بدورها، أعلنت مفوّضية التعبئة والتنظيم في حركة «فتح»، في بيان عن «تجديد العهد والقسم والولاء والانتماء إلى أرض فلسطين وطننا التاريخي والأبدي، وبذل كل ما نستطيع من أجل تحريرها، فأرض فلسطين، أرض الوطن، الحق الطبيعي والتاريخي لشعبنا الفلسطينى، نفتديها حتى تبقى تحت الشمس، نفتخر بهويتنا الوطنية عليها وثقافة شعبنا العربية».
وتوجّهت إلى «الشعب الفلسطيني وجماهير أمتنا العربية»، بالقول: «إنّ الأرض هي روح الثقافة الشعبية الفلسطينية، ولا مقام للشخصية الوطنية الفلسطينية من دونها، أكّدناها في مبادئنا وأهدافنا منذ انطلاقة ثورتنا في الفاتح من يناير من العام 1965، وما زلنا نؤكّدها، وسنبقى لأنّها جوهر صراعنا مع المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني، الذي سنقاوم خططه وجرائمه وإرهابه، ونمنعه من تحقيق أهدافه وأطماعه في أرضنا والأرض العربية أيضاً، فنحن وبكفاح شعبنا سنبقى المانع الصّلب أمام تمدّد المشروع الصهيوني مهما بلغ إجرامه وإرهابه».
وأهابت بـ«المثقفين والمفكرين الفلسطينيين والأشقاء العرب تكريس المعاني النبيلة ليوم الأرض الفلسطيني، وجعله جزءاً من الذاكرة الفلسطينية والعربية، باعتباره نموذجاً في التضحية والفداء، والمجد للإنسان الذي يعطي الأرض عمره».
ودعت «قوى حركة التحرر الوطنية الفلسطينية إلى العمل على تعزيز أواصر الوحدة الوطنية الفلسطينية واستعادة مقوّمات قوتنا لمواجهة المشروع الاستيطاني الاحتلالي الذي يهدّد مصيرنا ومستقبلنا على أرضنا، والارتقاء بصورة الشعب الفلسطيني الحقيقية كشعب واحد يعيش على أرض وطن واحد وتجمعه أهداف وأمان وطنية واحدة».
بدوره، أكّد أمين الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين – المرابطون» العميد مصطفى حمدان، أنّه «لو أعطونا كل عواصم العالم، فنحن لا بدّ عائدون إلى الأرض الطيبة فلسطين من بحرها إلى نهرها وعاصمتها القدس».
أضاف: «من يسير باتجاه فلسطين فهو خالد أبداً، ومن يسعى في الاتّجاه المعاكس لفلسطين هو جثّة هامدة في مقابر التاريخ».
وختم حمدان: «اليوم يزداد وضوحاً وتألّقاً الفرق بين العرب والعربان، كالفرق بين فلسطين الحرة العربية و«إسرائيل» اليهودية التلمودية».
وحيّت حركة الأمة في بيان، الشعب الفلسطيني ومقاومته، معتبرةً أنّ «صمودهم وثباتهم في أرضهم حطّم أحلام المشروع الصهيوني التهويدي في فلسطين المحتلة».
وأشارت إلى «أنّ إرادة الشعب الفلسطيني ستنتصر عبر تمسّكه بأرضه وإيمانه، وأنّه لا طريق لتحريرها سوى بالمقاومة»، مؤكّدة «أنّ خيار الجهاد والمقاومة هو الخيار الوحيد لتحرير الأرض والمقدّسات»، مشدّدةً على أنّ «العدو الصهيوني هو العدو الوحيد للإسلام والعروبة والإنسانية».
وأكّدت «جبهة العمل الإسلامي» «أنّ استمرار الانتفاضة كفيلة بتحقيق النصر والتحرير وإعادة الحقوق المغتصبة إلى أهلها الأصليين».
ودعت الشعوب العربية والإسلامية للوقوف إلى جانب الانتفاضة و دعمها بشتّى الوسائل الممكنة والأساليب المتاحة.
الصداقة الفلسطينية ـ الإيرانية
وأكّدت جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية – فرع لبنان، في بيان، أنّه «في الذكرى الـ40 ليوم الأرض الذي هو يوم الانتفاضة والمقاومة ضدّ المحتل الصهيوني الغاصب، والذي يواجهه شعبنا بأروع ملاحم البطولة والصمود والمقاومة رغم كل الممارسات الوحشية في حقه وحق أرضه ومقدساته من خلال استمرار عمليات القتل والاستيطان والتهجير والتهويد، فإنّ شعبنا الفلسطيني يُثبت بانتفاضته المباركة أنّه مستعدّ لتقديم المزيد من التضحيات، ولن يتنازل عن حقوقه وأرضه المجبول ترابها بعرق ودماء الشهداء».
واعتبرت أنّ «الكيان الصهيوني الجاثم على أرض فلسطين هو غدّة سرطانية يجب أن تزول، وأي اعتراف به هو باطل»، داعيةً «شعوب أمتنا وقواها الحيّة إلى الوقوف مع انتفاضة الشعب الفلسطيني الباسلة على كل الأرض الفلسطينية من نهرها إلى بحرها، والمعبّرة عن إرادة الشعب وصموده وتمسّكه بالمقاومة طريقاً للعودة والتحرير، وكل القوى الفلسطينية للوحدة بما يعزّز ويطوّر مشروع المقاومة والانتفاضة المستمرة ضدّ الاحتلال الذي يستنجد اليوم بأتباعه التكفيريّين لحرف البوصلة عن فلسطين».
لجنة الأسير سكاف
ووجّهت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون «الإسرائيلية» يحيى سكاف في بيان، ولمناسبة يوم الأرض، «التحية إلى الشعب الفلسطيني المقاوم والشهداء والجرحى والأسرى والمقاومة الفلسطينية واللبنانية»، داعيةً «أحرار العالم إلى مساندة الشعب الفلسطيني في انتفاضته المباركة، الذي يكافح ويناضل ويقدّم الغالي والنفيس من أجل أن يتحرّر من الاحتلال الصهيوني البغيض».
ورأت «أنّ خيار المقاومة المسلحة في مواجهة العدو «الإسرائيلي» هو الخيار الوحيد والصحيح لتحرير الأرض والمقدّسات والأسرى»، مؤكّدةً «البقاء مع هذا الشعب الأبي ومع قضيّته المحقّة حتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر».