اليوم الدولي للتوعية حول الألغام

بعد فترة طويلة من شنّ الحروب، لا تزال بعض الأسلحة تشكّل مصدر تهديد لحياة المدنيين في زمن السلم الذي تبعها. والألغام الأرضية ومخلفات الحرب القابلة للانفجار، هي أسلحة عشوائية تشوّه، منذ سنوات لا بل حتى عقود، الأطفال والمزارعين والمواطنين وتقتلهم يومياً.


في الرابع من نيسان، تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للتوعية حول الألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلّقة بالألغام في أنحاء العالم كافة، لنشر الوعي حول هذه الأزمة التي صنعها الإنسان. فيسلّط هذا اليوم الضوء على الخطر الذي تلحقه الألغام الأرضية ومخلّفات الحرب القابلة للانفجار بحياة الشعوب وأمانها وصحتها، ويشجّع الحكومات على استئصال هذا الخطر.

كانت الإجراءات الإنسانية المتعلقة بالألغام ولا تزال تصبّ في مصلحة الشعوب، وتنظّم فعاليات عديدة في لبنان للمساعدة في إعادة لفت انتباه المصلحة العامة والإعلام على أهمية الإجراءات المتعلقة بالألغام والحفاظ على الزخم الذي تحقق نحو عالم خال من الألغام الأرضية ومخلفات الحرب.

لا يمنع العمل الحيوي لإزالة الألغام في لبنان وقوع الحوادث فحسب، بل يفتح الطرقات ويمكن المجتمعات الريفية من إعادة الإنتاجية لأراضيها الزراعية. وقد أزيلت آلاف من مخلفات الحرب في المدارس والطرق والمناطق السكنية، وتلقى عشرات الآلاف من السكان دورات حول خطر الألغام، واستفاد عدد منهم من برامج مساعدة ضحايا الألغام.

إضافة إلى تصديق الحكومة اللبنانية على اتفاقية الذخائر العنقودية، فقد مكّنت هذه الإنجازات لبنان من التقدم بثبات في رحلة التعافي نحو بلد أكثر أَمناً واستدامةً، ونجح لبنان في تحويل معاناته التي نجمت عن هذه الأسلحة المضرّة والعشوائية، إلى مصدر يبعث روح القوّة والمرونة والقيادة. وأضحى اليوم المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام مركزاً مرجعياً يشاطر خبرته بسخاء مع البلدان المتضرّرة.

وما زال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ملتزماً بالعمل عن كثب مع السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية لتحسين الظروف الشرعية والاجتماعية والاقتصادية التي تمكّن الناجين من الألغام من التمتّع بحقوقهم على أكمل وجه بصفتهم أعضاء إنتاجيين في المجتمع.

ويحثّ البرنامج لبنان على تصديق قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من أجل الانتقال من نهجٍ يرتكز على الطابع الخيري، الى منهج يمنح الأشخاص ذوي الإعاقة كامل حقوقهم وبكرامة. وبفضل التعاون الممتاز بين المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي ومنظمات إزالة الألغام، أزيلت القنابل العنقودية والألغام من 70.5 في المئة من المناطق التي تعرّضت لهجمات القنابل العنقوديّة، و34 في المئة من المناطق الخطيرة والمحفوفة بالألغام والأشراك الخداعيّة و48 في المئة من حقول الألغام باستثناء الخط الأزرق .

وفي الوقت عينه، لاحظ المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام في اجتماع الدول الأطراف في زامبيا، والذي اختتم أعماله أخيراً حول اتفاقية الذخائر العنقودية، أن لبنان غير قادر في الوقت الحالي على الوفاء بالجدول الزمني المقرّر لعام 2016، ويعود ذلك إلى التأثير المشترك الناجم عن التقصير في تمويل عمليات إزالة الألغام وعن رصد مناطق أخرى تحتوي على ألغام يعود تاريخها إلى حقبة الحرب الأهليّة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى