نشاطات لبنانيّة ـ فلسطينيّة لمناسبة يوم الأرض: «إسرائيل» إلى زوال والتفاوض معها خيانة
تواصلت في لبنان فعاليّات إحياء «يوم الأرض» والمواقف التي أكّدت «التمسّك بتحرير كامل التراب الفلسطيني»، واعتبرت أنّ عمليات التفاوض مع العدو الصهيوني «خيانة»، مؤكّدةً أنّ «إسرائيل» إلى زوال.
كرامي
وللمناسبة، وجّه الوزير السابق فيصل كرامي كلمة مقتضبة قال فيها: «في يوم الأرض، تحيّة إلى أبطال انتفاضة القدس الذين يكتبون بدمائهم كل يوم أنّ «الأرض لنا»، و«إسرائيل» إلى زوال».
تجمّع العلماء
من جهته، اعتبر «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان، «أنّ مناسبة يوم الأرض تمرّ في تاريخ مظلم لأمتنا العربية والإسلامية»، مشيراً إلى «أنّ القضية الفلسطينية تحوّلت اليوم من قضية أمّة إلى قضية جزء من الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة، وهذا الواقع المأساوي يفرض علينا مزيداً من العمل لإعادة تصويب التوجّه في أمتنا».
وحيّا التجمّع «الشعب الفلسطيني البطل على كامل تراب فلسطين لانتفاضته المستمرة»، مؤكّداً أنّ «هذا هو الإحياء الحقيقي ليوم الأرض».
وأكّد «التمسّك بتحرير كامل التراب الفلسطيني»، واصفاً عمليات التفاوض مع العدو الصهيوني بأنّها «خيانة».
ورأى «أنّ مواجهة التكفيريين هي جزء من مقاومتنا للعدو الصهيوني»، مشيراً إلى أنّ «العدو الصهيوني وعبر كل مؤتمراته المتخصّصة يسعى لإيقاع الفتن بين أبناء أمتنا»، داعياً إلى التنبّه منه ومحاربته.
وشدّد على «ضرورة التمسّك بالأرض، وإنهاء خلافاتنا الداخلية بالحوار السياسي، والتفرّغ لقتال العدو الصهيوني وصنيعته الحركات التكفيرية».
وأعلن لقاء الجمعيّات والشخصيات الإسلامية في لبنان «أنّ ذكرى يوم الأرض هي مناسبة متجدّدة لتأكيد تمسّك الشعب الفلسطيني بأرضه، وأنّه لن يقبل التنازل أو المساومة عن أي جزء من الأراضي المحتلة».
ودعا في بيان «شعوب عالمنا العربي والإسلامي، والشعوب الحرة، إلى التنبّه واليقظة لما يُحاك من مؤامرات، فإدارة الشر الأميركيّة تعمل على زرع الفتن وتفجير النّزاعات لتفتيت المنطقة وتقسيمها، والصهاينة يعملون على نهب الأراضي وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس الشريف»، مطالباً «بإعادة تصويب البوصلة نحو فلسطين والقدس الشريف بعد أن انحرفت في شتّى الاتّجاهات، فالقوى التكفيريّة تعمل على إشغال المنطقة بالحروب والنّزاعات لإبعادنا عن الصراع مع العدو الصهيوني».
«الفكر العاملي» و«الهيئة الفلسطينيّة»
وإحياءً لفعاليات «يوم الأرض» نظّم «لقاء الفكر العاملي» و«الهيئة الإسلامية الفلسطينية» جولةً على القرى الجنوبية المتاخمة لفلسطين المحتلة، وكانت البداية من عيناثا حيث استقبل رئيس «لقاء الفكر العاملي» وإمام البلدة السيد علي عبد اللطيف فضل الله وفداً فلسطينياً ولبنانياً كبيراً ضمّ أكثر من 100 شخصية علمائية وفاعليات ومخاتير ورؤساء بلديات، بالإضافة إلى وفد نسائي وعلى رأسهم رئيس الهيئة الشيخ سعيد قاسم وبرفقة مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله لمنطقة صور أبو وائل. واستُهِلّت الجولة بصلاة مشتركة لفريضتي الظهر والعصر في المسجد الكبير في عيناثا بإمامة فضل الله ليزور بعدها الوفد مقبرة الشهداء في البلدة ويضع أكاليل من الزهور على أضرحة الشهداء.
ودعا فضل الله خلال حفل غداء أقامه في دارته إلى موقف عربي لبناني وفلسطيني شعبي وسياسي متقدّم لتغليب الوحدة على الفرقة، وللتكاتف في وجه محاولات استفراد المقاومتين اللبنانية والفلسطينية لتصفية القضايا المُحقّة، وللالتفاف على التضحيات وإنجازات المقاومة في لبنان وانتفاضة السكاكين المباركة في فلسطين.
ورحّب فضل الله بالوفد على «أرض عيناثا العامليّة التي تستمد قدسيّتها من مداد العلماء ودماء الشهداء ومن مخزونها الجهادي المقاوم، معتبراً أنّ هذا اللقاء هو «لقاء بين المحرومين من أرضهم، والمحرومين على أرضهم».
وفي حين رأى أنّ إحياء يوم الأرض هو تجديد الولاء والعهد مع أبطال الانتفاضة الأولى، نبّه «من مشاريع بعض العرب والمسلمين على حساب الإسلام وفلسطين عندما يعادون المقاومة وينسجون العلاقات مع من يغتصب الأرض المقدسة بلا خجل أو وجل».
ونبّه من «خطورة ما يُخطَط لتحويل المقاومة إلى ضحية، والقضية الفلسطينية إلى قضيّة شعب لاجئ ومحروم ومشتّت في مشارق الأرض ومغاربها».
وختمَ السيد فضل الله بدعوته القوى السياسية اللبنانية إلى «اقتناص الفرص الداخلية السّانحة عبر المبادرة قبل فوات الآوان إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وإجراء الاستحقاقات الدستورية في وقتها لتحصين لبنان من الهجمات الصهيونيّة والتكفيريّة».
قاسم
وشكر الشيخ قاسم «الشعب اللبناني الجنوبي المقاوم الذي وقف ودعم الشعب الفلسطيني طيلة سبعين عاماً، وقدّم الشهداء من أجل فلسطين وتحرير الجنوب».
ومن عيناثا انتقل الوفد إلى بلدة رميش، حيث كان في استقباله راعي أبرشيّة البلدة الأب نجيب العميل وبحضور رئيس وأعضاء بلدية رميش وحشد من الأهالي. ومن بعدها انتقل الوفد إلى بلدة مارون الرّاس حيث سطّرت المقاومة أروع أساطير البطولة في العام 2006.
وقفة تضامنيّة
بدوره، نظّم «ملتقى الجمعيات الأهلية في طرابلس»، لمناسبة «يوم الأرض» في ساحة جمال عبد الناصر في التل، وقفة تضامنية مع أهل فلسطين، ولا سيّما المقدسيين، في حضور فاعليّات نقابية ورؤساء جمعيات ومواطنين. ورُفعَت لافتات وهتافات متضامنة مع الأقصى والقدس.
وألقى منسّق الملتقى عبد الناصر المصري كلمة أكّد فيها: «أنّ وقفة اليوم تأكيد بأنّ طرابلس ما زالت على عهد التمسّك بالقضية الفلسطينية. لقد قدّم أبناؤها دماءهم من أجل تحرير فلسطين من خلال جيش الإنقاذ العربي، أو بالقتال في صفوف فصائل المقاومة الفلسطينية».
أضاف: «أنّ سياسة التجويع والإفقار وتسعير الغرائز الطائفية والمذهبية شوّهت صورة طرابلس، إلّا أنّنا مستمرون في حراكنا للتعبير عن أصالتها والتزمها ثوابت الإيمان والعروبة والتحرير».
وأُلقيَت كلمات لكل من عبد العزيز المصري باسم «اتحاد الشباب الوطني»، مصطفى ياسين باسم جمعية «أهل العطاء»، فدى عويضة باسم «جمعية بيت الآداب والعلوم»، وعبير رنو باسم شباب حركة «فتح»، أكّدت «ضرورة استمرار انتفاضة السّكاكين والدّهس للصهاينة، فما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة».
وطالبتْ «حُكّام العرب والمسلمين وشعوب الأمّتين العربية والإسلامية برفع الصوت، واحتضان الانتفاضة، ودعم صمود المقدسيّين، وطرد سفراء كيان العدو وإلغاء كل أشكال التطبيع».
ورشة عمل
ونظّم النادي الثقافي الفلسطيني العربي، ضمن سلسلة نشاطاته في ذكرى يوم الأرض ونكبة فلسطين عام1967، بالتعاون مع أكاديمية دراسات اللاجئين، ورشة عمل بعنوان «مدخل إلى قضيّة اللاجئين الفلسطينيين»، في قاعة مكتبة النادي في مخيم البداوي، بحضور ناشطين ومهتمّين من المخيم.
وتحدّث في الورشة مدير أكاديمية دراسات اللاجئين الدكتور محمد ياسر عمرو، الذي تناول في كلمته محاور «التعريف بقضية اللاجئين وخلفيات ظهورها» و«مفهوم اللاجئ وأهميّة قضية اللجوء».
ونظّمت مؤسسة «بيت أطفال الصمود» في مخيم البداوي، نشاطاً للأطفال على ملعب فلسطين في المخيم، تضمّن ألعاباً وأغاني ونشاطات فنيّة وترفيهيّة وثقافية، وكتابة أسماء مدن وقرى فلسطينية على بالونات، قبل أن تُترك لترتفع مع العلم الفلسطيني في سماء المخيم على وقع الأناشيد والأغاني الفلسطينية الوطنية والتقليدية النابعة من تراث المجتمع الفلسطيني.
وأحيا فوج «عثمان بن عفان» التابع لـ«جمعية كشافة بيت المقدس»، ذكرى «يوم الأرض»، بمسيرة كشفيّة في مخيم البداوي، شاركت فيها مجموعات كشفية جابت شوارع المخيم وصولاً إلى مقبرة الشهداء، حيث ألقى المفوّض العام للجمعية عمر الحاج كلمة، قال فيها: «نحيي هذه المناسبة لنقول للعالم أجمع إنّ الأرض لنا وإنّ القدس لنا، والجموع التي التقت لتهزمنا لن تستطيع أن تهزمنا».
وشدّد على «أنّ فلسطين أرض عربية إسلامية يجب عدم التفريط بحبة من ترابها».
وشكر الحاج الكشفيّين الذي شاركوا في المسيرة، مُعرباً عن أمله في اللقاء بهم على أرض فلسطين محرّرة أعزّاء كُرَماء،أو في الجنة شهداء».