البولشوي يحتفل بـ240 سنة على تأسيسه

صادف يوم الإثنين الماضي 28 آذار، ذكرى مرور 240 سنة على تأسيس مسرح البولشوي الكبير في موسكو.

ففي مثل هذا اليوم من عام 1776، حصل راعي الفنون، الأمير بطرس أوروسوف على أعلى إذن من الإمبراطورة يكاتيرينا الثانية للإشراف على العروض التنكّرية والباليه وغيرها من الترفيهات لمدة عشر سنوات.

وكان مسرح البولشوي قبل أن يصبح أحد أهمّ الرموز المعمارية في العاصمة الروسية، يتنقل ويغيّر شكله باستمرار حتى اتخذ شكله الحالي المهيب في ساحة تيوترالنايا.

وأخرج المسرح خلال أكثر من قرنين من تاريخ وجوده، أكثر من 800 عرض شارك في وضعها كثيرون من المخرجين والمصمّمين ومدرّبي الرقص، فضلاً عن الفنانين والممثلين.

ومع ذلك، أعلن المدير العام للمسرح فلاديمير أورين أنّ الحفلات في مسرح البولشوي ليست مبرّراً لوقف العمل.

وإذا كانت فرقة المسرح تتألف في ذلك العهد منذ 240 سنة من 43 شخصاً فقط، فالآن هي تتألف من ثلاثة آلاف، «ليس من الممثلين فقط، بل من جيش كبير من أشخاص يمارسون مختلف المهن مثل واضعي الماكياج ومصمّمي الملابس والإضاءة، وغيرهم»، كما قال أورين.

وأضاف أنّ الجمهور لا يراهم ولكن من غير الممكن تصوّر المعجزة المسماة في كل العالم بالبولشوي، من دون عملهم الدؤوب خلف الكواليس.

عروضنا هي معجزات!

ويعتبر نائب رئيس القسم الإنتاجي الفني في المسرح التاريخي، سيرغي غودونوف، أحد أهم الشخصيات في مسرح البولشوي، حيث يتضمن قسمه مصمّمين ومهندسي إضاءة، وورش إصلاح وغيرهم كثيرون ممّن يصنع العرض، حيث يتطلب عملهم الكثير من الصبر والقدرة على التحمل.

وأكد غودونوف أن مسرح البولشوي يعدّ من أكثر المسارح المجهّزة، وفريقه يستطيع عملياً تحويل أيّ خيال إبداعي يخطر في بال المخرج إلى واقع، قائلاً إن «عروضنا تشهد معجزات كثيرة، ففيها نافورات مياه حقيقية، وتشارك حيوانات حقيقية كالحصان والحمار في باليه دون كيخوت، وكلاب في أوبرا عريس الوردة، وغير ذلك».

وفي ما يخصّ عمل الفريق المنسّق، ذكر غودونوف مثالاً هو العمل على أوبرا بوريس غودونوف، إذ إنّ العرض كبير وصعب ويتألف من أربعة أجزاء تتخلّلها ثلاث استراحات، فضلاً عن تغيير الديكور مراراً حين تُغلق الستارة خلال العرض لمدة أقصاها خمس دقائق، ويُبدَّل المسرح بشكل جذري، ويستقبله الجمهور بالتصفيق الحاد من دون أن يخمّن قيام نحو 50 شخصاً في هذه الدقائق القليلة بتغيير صورة المسرح وشكله، وليس عليهم معرفة ذلك، لأنه كلما عمل هؤلاء الناس غير المرئيين بشكل منسّق أكثر، كلّما كان الجمهور مرتاحاً أكثر».

كما لفت غودونوف إلى أهمية الالتزام بإرشادات الأمن كجانب مهم من العمل في مسرح البولشوي، قائلاً إن بعض العروض تتضمّن فقرة تُفتح فيها زجاجة شمبانيا ويجب التأكد من أن فلّينتها التي ستنطلق كالطلقة لن تصيب أحداً على المسرح أو من الجمهور. وفي عرض آخر يقوم الممثلون بتسلّق سلالم وحبال، ويجب الحرص على عدم سقوط أحدهم أو إصابته.

تقول مديرة متحف المسرح، ليديا خارينا إنه من الممكن تتبّع كلّ تاريخ مسرح البولشوي في متحفه، الذي يعتبر أقدم متحف مسرحي تم إنشاؤه في القرن الثامن عشر، وكان يتألف في البداية من جداول العروض والصور والكتب.

وأكدت خارينا أن المتحف يملك ما يفخر به، فهو يضمّ أكثر من 200 ألف قطعة ويستمر بالاتساع، «ويجب عرض هذه الكنوز… إذ ننظم بشكل دوري معارض موقتة، ليس في المسرح فقط بل في كل أنحاء العالم».

وحصلت الرحلة الأولى للمتحف إلى الخارج عام 2003، «إذ دعينا للمشاركة في معرض في سويسرا، وجلبنا معنا الرسومات الهندسية للمعماري أوسيب بوفيه، الذي يعتبر أحد مؤسّسي مبنى مسرح البولشوي، وقد لاقت استحساناً كبيراً». كما شارك متحف البولشوي كذلك في معرض في نيويورك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى