تقرير

تطرّقت صحيفة «نوفيه إيزفستيا» الروسية إلى ما نشرته وسائل الإعلام مؤخراً من أن مصممة الأزياء الفرنسية كوكو شانيل، كانت تعمل جاسوسة لصالح النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وجاء في المقال: كشفت وثائق أرشيف الأجهزة الأمنية الفرنسية أن مصمّمة الأزياء الفرنسية كوكو شانيل، كانت عميلة لأجهزة استخبارات ألمانيا الهتلرية خلال الحرب العالمية الثانية. ولكن، بحسب رأي بعض المؤرّخين، يحتمل أنّ «مدام شانيل» لم تكن لتتكهن بأنها كذلك.

وقد كشف المؤرّخون الفرنسيون وثائق الأرشيف الخاصة بالأجهزة الأمنية خلال فترة الحرب العالمية الثانية بعدما أصبحت في متناول الجميع. وتتضمن هذه الوثائق معلومات عن عدد من الجواسيس الذين كانوا يعملون مع النازيين أو مع المقاومة، وظهر من بين هؤلاء اسم كوكو شانيل.

وبحسب وكالة «أسوشيتد برس»، تتضمن هذه الوثائق ما يفيد بأن كوكو شانيل كانت في عامَي 1942 و1943 عشيقة البارون الألماني هانس غونتر فوندينكلاغ الذي كان يعمل ملحقاً في السفارة الألمانية في باريس ويشتبه بأنه كان مسؤولاً عن الدعاية والتحريض والجاسوسية.

وبحسب قول فردريك كيغنر المسؤول عن الأرشيف، من المحتمل أن يكون الألمان قد أدرجوا اسم شانيل كمصدر للمعلومات وكمنفّذة للمهام. ولكن لا يمكن تأكيد أنها كانت تعي ذلك. ويشير كيغنر إلى أنها من وجهة النظر الألمانية، كانت مسجّلة كمصدر محتمل للمعلومات. وهذا يعني أنها كانت تزوّدهم بالمعلومات وتنفذ المهام التي تكلّف بها. ولكن إذا نظرنا إلى الموضوع من وجهة نظرها، فإننا عملياً لا نعرف ما إذا كانت تعي هذا الأمر.

يذكر أن المؤرّخ هيل فوغان أكد في كتابه «في الفراش مع العدو: الحرب السرّية لكوكو شانيل»، على أنها لم تكتف بتزويد الألمان بالمعلومات اللازمة عن فرنسا، إنما نفّذت أيضاً عشرات المهام التي كلّفت بها. كما يشير المؤرّخ إلى أنّ جهاز الاستخبارات ومكافحة التجسّس « Abwehr» الألماني منح شانيل رمز «العميلF 7124» واسم «وستمينستر».

مع بداية الحرب، أغلقت شانيل دار الأزياء والمتجر. وعندما أسر الألمان ابن أخيها توجّهت إلى دبلوماسيّ ألمانيّ طالبةً المساعدة. وبعد تحرير فرنسا اتّهمت بالتعاون مع الألمان وطُردت من فرنسا، ولم تعتقل بسبب تدخل رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرتشل. فغادرت شانيل فرنسا إلى سويسرا حيث أقامت حتى عام 1953. وعادت شانيل إلى فرنسا وتوفيت في باريس عام 1971 عن عمر 87 سنة.

تجدر الإشارة إلى أن مصممة الأزياء كوكو شانيل لم تشتهر بكونها عميلة ألمانية، بل كمبتكرة عطر «شانيل رقم 5» «Chanel No 5». وكانت تعتبر إحدى الشخصيات المؤثّرة في القرن العشرين.

بالمناسبة، ليست كوكو شانيل النجمة الوحيدة التي تعاونت مع النظام النازي، فقد تعاونت مع النازيين أيضاً الممثلة التشيكية ليدا باروفا التي كانت عشيقة غوبلز، وكذلك الممثلة الروسية أولغا تشيخوفا التي انتقلت إلى العيش في ألمانيا ومثّلت أفلاماً عدّة حتى سقوط الرايخ الثالث، واعتقلتها القوات السوفياتية ونُقلت إلى موسكو بالطائرة عام 1945، ولكن بعد مضيّ شهرين أعيدت إلى برلين ثانية. كما كان المخرج السويدي إنغمار بريغمان من المعجبين بشخصية هتلر.

وكان بين المعجبين به أيضاً رجل الأعمال الأميركي هنري فورد الذي كان يقدّم الدعم المالي للحزب النازي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى