لأنّكِ تدمر… عدتِ!

لأنّكِ أرض القداسة، والعروس المتجلية بعظمة البهاء عدتِ. لأنكِ تدمر فرّت ذئاب الظلام المتجمهرة في أرضك، مثل الفئران. هلعوا ولمعت عيناك مثل عينيّ لبوءة!

أيا تدمر العروبة، أيا خليط الحضارة المولودة من نسل تاريخ أصيل. انثري ذرّات البهجة فوق ترابك ذرّة ذرّة. واجعلي من نور الشمس وشاحك، فقد تدفّق شعاعها إلى أنحائك منسدلاً.

استريحي يا حبيبتي فإن أعضاءك منهمكة، استريحي وانتزعي من ذاكرتك لحظات السقوط والصور المشوّهة. رشّي الزنبق حولك ولا تأبهي. تحت أنقاضك تتغنّى رموز الحبّ الكبرى. ومن تحت الرماد ستنهض آثارك وتجعل من تاريخك أسطورة أخرى.

بطعم النصر بنكهة الحرّية أسطورتك. فقدناك يوماً واجتاحتنا زوابع الألم وتفجّرت ينابيع الحزن قهراً. واليوم، اليوم انقشعت غيومهم الشاحبة من سمائك وصار ضبابهم ألوانَ قوس قزح. وعادت تلك الجميلة السمراء إلى حضن أمّها لا حيلة ولا دهاء، إنما هي غيرة وشهامة من فرسان النخوة والأمل!

فالعرس عرسك أنت يا تدمر أطلقي الزغاريد، وتقبّلي منّا بطاقات التهنئة الممهورة بالقبل. فمن محطتك أنت سيُطلق قطار النصر رحلته. سنقيم الليالي الملاح ونقرع أجراس الفرح. وإن تذوّقنا العذاب والمرّ على دفعات. فلن نقبل النصر إلا دفعة واحدة.

وليشهد العالم قاطباً من هي تدمر. فاهنأي يا زنوبيا، ونم قرير العين يا خالد الأسعد. والنصر لك أنت سوريانا الحبيبة مهما طال الأمد.

سناء أسعد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى