ورد وشوك

جاءها متأخرآ سنين. صدفة لا يقنع سردها السامعين أو القارئين من خلالها. ومن دون سابق معرفة، طلب منها موعداً عندما تشرق شمس اليوم الجديد، قبلت موافاته من دون تفكير.

والأنثى عادة تقف أمام مرآتها لساعات، تستشيرها لتصير أشبه بأميرة ستلتقي أميرها عن قريب، لكن الوقت لم يسعفها لتُطيل.

كالفراشة طارت إلى موعد الصدفة يحدوها أمل أن تجد لتسرّعها هذا تفسيراً.

لاقاها بابتسامة عريضة للقدّ الميّاس الجميل، فسحة قصيرة من الوقت مضت، روت فيها عن مشوار عمرها الكثير وسمعت منه ما جعلها تشعر باطمئنان لشخص المفروض أنه غريب.

هو إنسان حسّاس مرهف مريح. أحسّت أنه يصلح ليكون صديقاً. عرفت أنه مولود في يوم رحيم، للحنان فيه عيد.

مضى الوقت سريعاً، افترقا على أمل لقاء بعد مدّة قدّرتها بعد حساباتها يوم الاحتفال بذاك العيد.

عادت إلى مملكتها تستعرض ما جرى وكأنها في حلم يقظة جميل. غريب أمرها. هل انتظرت كل هذه السنين ليكون من تهوى صفاته سراباً مستحيل التحقيق؟

وجاء يوم العيد. سكت الكلام في حلقها وجفّ القلم رافضاً كتابة تهنئة. عندئذ افتعلت النسيان، فهو الدواء لكلّ أمر حزين.

لكنها بينها وبين نفسها قالت له: كلّ سنة وأنت للحبّ والحنان والحياة نصير نصير.

رشا مارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى