ختام «قمة الأمن النووي» في واشنطن: رزمة عقوبات أممية «غير مسبوقة» على بيونغ يانغ

تستعر الجبهة سياسيًا وعسكريًّا بين بيونغ يانغ من جهة، وسيول وحلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية من جهة ثانية. تستكمل بيونغ يانغ برنامجها النووي وتطلق صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى باتجاه سيول، فيما تحضر سيول رزمة من العقوبات «غير المسبوقة» على جارتها الشمالية في إطار مقررات أممية صادرة عن مجلس الأمن مصحوبةً بقرارات صارمة مماثلة يفرضها الاتحاد الأوروبي.

وتزامنًا مع انعقاد قمة الأمن النووي في واشنطن بمشاركة كوريا الجنوبية واليابان للتباحث بشأن فرض رزمةٍ جديدة من العقوبات الأممية على برنامج كوريا الشمالية النووي، عمدت الأخيرة أمس إلى إطلاق صاروخ أرض – جو جديد باتجاه بحر اليابان بعد 3 أيام من إطلاقها صاروخ أرض جو قصير المدى. خطوةٌ فسرها مراقبون بأنها تُمثل احتجاجًا على العقوبات الأممية المفروضة ضد بيونغ يانغ.

وفي السياق، اتهمت سيول بيونغ يانغ بالتشويش عمدًا على أنظمة تحديد المواقع في الجنوب بواسطة موجات راديو، متحدثة عن «استفزازات» تضر بالملاحة الجوية والبحرية، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية.

وإذ أوضحت الوزارة أن عمليات التشويش على أنظمة التموضع العالميَّة تتمّ من نقاطٍ عدَّة من الأراضي الكورية الشَّمالية، لفتت وزارة العلوم إلى أن 58 طائرة و52 زورقاً تأثرت بهذه العمليات داعية الشمال إلى وقف ما وصفته الاعتداءات الاستفزازية والتصرف بطريقة تساعد على تحسين العلاقات بين الكوريتين».

وفي ما يتعلق بـ«قمة الأمن النووي» التي انعقدت أمس بمشاركة نحو خمسين رئيس دولة وحكومة في العاصمة الأميركية واشنطن والتي تختتم أعمالها اليوم، وجه قادة الدول المشاركة رسالة تحذيرية شديدة اللهجة لكوريا الشمالية أكدوا خلالها تمسكهم الوثيق بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ردًّا على ممارسات بيونغ يانغ التي وصفوها بالـ»الاستفزازية».

وعليه تمخض عن القمة الأممية تعهُد الرئيس الأميركي باراك أوباما باعتماد مبدأ «الدفاع عن النفس» إلى جانب حليفيه الياباني والكوري الجنوبي ضد التهديد النووي الكوري الشمالي».

وفي ختام اجتماع ثلاثي طارئ مع رئيسة كوريا الجنوبية «بارك غيون هو» ورئيس الوزراء الياباني شينزو أبي، تعهد أوباما أن يكون الحلفاء الثلاثة «موحدين» ضد «استفزازات» بيونغ يانغ حيث التزم الثلاثة «تنفيذ الاجراءات القوية لمجلس الأمن الدولي استناداً إلى القرار 2270 الصادر عن المجلس في الثاني من آذار، أي تفعيل رزمة العقوبات الجديدة غير المسبوقة على كوريا الشمالية».

التعاون الأميركي الكوري الجنوبي والياباني تكامل مع موافقة دول الاتحاد الأوروبي على سلسلة عقوبات جديدة بحق كوريا الشَّمالية تدخل حيز التنفيذ اليوم الجمعة بعد نشرها في الجريدة الرسمية وفق ما أورد المجلس الأوروبي في بيان له.

وعلى هامش قمة «الأمن النووي» اجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره الصيني شي جين بينغ حيث أكد الأخير عزم بلاده على الدفاع عن سيادتها في بحر الصين الجنوبي مؤكدًا «أنه تجب تسوية النزاعات في المنطقة بالطريق السلمية»، داعيًا الأطراف إلى «تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية بشكلٍ صارم».

وعلى صعيد مختلف، حث الرئيس الصيني نظيره الأميركي على المساعدة في تحسين العلاقات بين بكين وتايوان، عبر اتخاذ خطواتٍ ملموسة للمساعدة في الحفاظ على العلاقات الصينية التايوانية في الإطار السلمي بحسب ما أفادت وكالة «شينخوا».

من جهته، قال الرئيس الأميركي: «أنا والرئيس شي عازمون على تجريد شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، والتنفيذ الكامل لعقوبات الأمم المتحدة».

الجدير بالذكر أنه في حين استطاعت واشنطن التوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي، إلا أنها لا تزال تتوجس من برنامج كوريا الشمالية النووي الذي لم تستطع ايقافه أو التفاهم حوله حتى اليوم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى