الحص: لرفض كل المبادرات الهادفة إلى إقامة دولتين حنّا: الوحدة قوة للعرب والقضية الفلسطينية
تواصلت فعاليّات إحياء الذكرى الأربعين ليوم الأرض فأُقيمت احتفالات في عدد من المناطق أكّد المتحدّثون فيها أنّ الشعب الفلسطيني يرفض الذلّ والهوان ويتمسّك بالمقاومة داعية إلى وحدة الصف لتعزيز خندق المواجهة بوجه العدو «الإسرائيلي».
معرض التراث
وفي السياق، افتتحت «جمعية التراث الوطني الفلسطيني» معرض التراث الوطني الفلسطيني، في قصر الأونيسكو برعاية الرئيس سليم الحص ممَثّلاً بالدكتور رفعت بدوي، بمشاركة حوالى أربعين جمعية من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان.
حضر الافتتاح كل من: ممثّل الرئيس الحص الدكتور رفعت بدوي، سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله النائب السابق حسن حب الله، ومسؤولون عن القيادات الفلسطينية، محمد قليلات عن «المرابطون»، معن بشّور رئيس مركز التواصل الدولي، المنسّقة العامة للمرأة في تيار «المستقبل» عفيفة السيد ونوال مدللي، خالد زهران ومنى عيتاني عن رابطة أبناء بيروت، المؤرّخة الدكتورة فيحاء عبد الهادي وحشد من أبناء المخيمات في لبنان.
بدايةً قراءة سورة الفاتحة عن أرواح الشهداء في لبنان وفلسطين ثمّ النشيدان اللبناني والفلسطيني، ثمّ ألقى الدكتور بدوي كلمة الرئيس سليم الحص، جاء فيها: «اعتقد بعض العرب، ممّن تحالفوا مع قوى الغرب مسهمين بإنشاء كيان صهيوني على أرض فلسطين العربية أنّ تحرير فلسطين باتَ أمراً مستعصياً، لا بل أنّه مستحيل معتبرين مقاومة العدو «الإسرائيلي» الذي يملك جيشاً لا يُقهر ضرباً من المغامرة ونظرية فاشلة لا طائل منها».
أضاف: «نحن في لبنان وبكل اعتزاز وافتخار نجحنا في كسر حاجز الخوف من العدو «الإسرائيلي» في العام 2006 في حرب دامية قادتها المقاومة اللبنانية الباسلة معتمدة على الله أولاً، وعلى إيمانها بالنصر وتحرير الأرض، محقّقةًً ما كنّا نصبو إليه ونؤمن به بفضل رجال المقاومة الأشاوس، وألحقنا بالعدو «الإسرائيلي» هزيمة نكراء أصبحت مادة تُدرّس في استراتجيات المدارس العسكرية العالمية لنثبت للعالم المتآمر عقم نظريّته الفاشلة القائمة على مبدأ الخنوع والاستسلام، ولنثبت للعالم أنّه بوجود العزيمة والإيمان والتصميم يصبح العدو أوهن من بيت العنكبوت، وهذا الأمر يجب أن ينسحب إلى الدّاخل الفلسطيني بكل مكوّناته مهما كانت الصعوبات والتضحيات مرفقة بالعزيمة والتصميم».
وختم مشيراً إلى أنّه «يجب على كل فلسطيني وكل عربي شريف رفض كل المبادرات العربية وغير العربية الهادفة إلى إقامة دولتين، أو إلى ما يُسمّى بمبادرة الأرض مقابل السلام».
أمّا السفير دبور فأكّد أنّه «لم توهن عزيمتنا ولم يضعف انتماؤنا لوطننا ولأرضنا، ولم ينطفئ الأمل في نفوسنا ولم تتغير إرادتنا، وحافظنا على هويّتنا الوطنية بكل حكاياتها، بتقاليدها، بتراثها، بأسماء بلداتها. وسنبقى على ثوابتنا، ولن يتوقّف نضالنا حتى تحقيق أهدافنا الوطنية».
ورأى حب الله أنّ مناسبة يوم الأرض ومعرض التراث الوطني الفلسطيني، رسالة إلى الاحتلال بأنّ الشعب الفلسطيني متمسّك بأرضه، وقال: «بعد كل هذه السنوات يخرج الشعب الفلسطيني منتفضاً رافضاً الاحتلال. إنّها رسالة إلى الاحتلال وإلى من يقف معه، وهي رسالة تقول بأنّنا لن نتخلّى عن فلسطين ولا عن تراثها»، مؤكّداً «أنّ التراث مرتبط بالماضي والحاضر»، ومعلناً «من بيروت عاصمة التراث والعروبة والهويّة والمقاومة أنّنا ماضون في طريق المقاومة والانتفاضة».
أمّا كلمة الجمعيات المشاركة بالمعرض فألقتها الإعلامية آمنة القرى التي أكّدت أنّ شرائع الأرض وهيئة الأمم والعالم كلّه يتوافقون على رفض الاحتلال ومقارعته.
وتناولت المؤرّخة عبد الهادي في كلمتها دور المرأة الفلسطينية تاريخياً ومساهمتها بالعمل السياسي بشكل رئيس في المدينة والريف. وتطوّرت مشاركتها في العمل العسكري وانتمائها إلى منظمات المقاومة الفلسطينية المسلحة، معاهدةً «شهيداتنا العربيات أن نستكمل المسيرة» كما عاهدت المعتقلات «أن نواصل نضالنا لإطلاق سراحهنّ».
من جهتها، شكرت رئيسة جمعية التراث الوطني الفلسطيني منى سكرية راعي الحفل الدكتور الحص والحضور والمشاركين.
المطران حنّا
من جهة أخرى، نظّم «دار العلم والعلماء»، بالتعاون مع «الشبكة الدولية لأجل فلسطين وقطاع المرأة» في «تيار العزم»، حواراً مفتوحاً مع رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، عبر أثير تلفزيون «القدس»، بعنوان «مستقبل المسيحيين والمقدّسات في القدس»، في قاعة الفيحاء في طرابلس وفي حضور ممثّل الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور عبد الإله ميقاتي، وحشد من الفاعليات الدينيّة و الثقافيّة والاجتماعيّة وممثّلين عن الفصائل الفلسطينية.
النشيد الوطني افتتاحاً، فكلمة ترحيب من رئيس مجلس إدارة الدار عبد الرزّاق القرحاني، ثمّ قدّم المطران حنّا مداخلته موجّهاً تحية من القدس إلى المشاركين في هذا اللقاء، وقال: «لن تكتمل صورة القدس إلّا من خلال هذا التعايش وهذا التلاقي الإسلامي المسيحي، في أقدس بقعة من العالم». وأشاد بمحبة طرابلس وأبنائها لفلسطين ووقوفهم إلى جانب قضيّتها، ثمّ تطرّق إلى الوضع الفلسطيني قائلاً: «عندما نتحدّث عن أوضاعنا في فلسطين وعن مقاومتنا للاحتلال من أجل تحرير أرضنا واستعادة قدسنا، إنّما نتحدث كأسرة واحدة وعائلة واحدة اسمها الشعب العربي الفلسطيني. نحن شعب يناضل من أجل الحرية والكرامة والاستقلال، نحن شعب نسعى إلى أن تعود المقدّسات السّليبة إلى أصحابها، وأن تعود القدس إلى أصحابها لكي تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة».
وأشار إلى «أنّ الحضور المسيحي في فلسطين تراجع بشكل ملحوظ منذ النكبة والنكسة»، معلناً أنّ «هناك هجرة مسيحية متواصلة من الأراضي المقدّسة في فلسطين المحتلة بسبب سياسات الاحتلال وعنصريته». وشدّد على «وحدة العرب في مواجهة المشروع الصهيوني، والابتعاد عن الاقتتال في ما بينهم، لأنّ الوحدة العربية قوة للعرب وللقضية الفلسطينية».
ميقاتي
ثمّ توجّه عبد الإله ميقاتي إلى المطران حنّا بكلمة باسم الرئيس ميقاتي، ناقلاً تحيّاته واعتذاره عن عدم المشاركة شخصيّاً بداعي السفر وتكليفه بتمثيله، وقال: «لا شكّ أنّ لبيت المقدس خصوصاً ولفلسطين عموماً مكانة عظمى عند المسلمين والمسيحيين»، معتبراً أنّ «القدس تمثّل فعلاً مدينة الشراكة المصيرية والتلاحم المستمر بين المسلمين والمسيحيين. هذه الشراكة التي يجب ترجمتها فعلياً تمسّكاً بالوجود وبالأرض وبالهُويَّة، و في مقدّمها تمسّكنا بالقدس مسيحيين ومسلمين».
وشدّد على أنّ «وحدة المصير هي واقعنا الذي نتمسّك به، مهما حاول المفسدون العمل على نفخ نار الفتنة والفرقة»، مؤكّداً «تمسّكنا بكل مسيحي في بلاد الشرق، وندعم صموده وبقاءه في هذه البقاع المباركة، ففي تعدّديّتنا غنىً نفخر به».
وختم بالقول: «من طرابلس، مدينة العلم والعلماء، ومدينة العيش الواحد، في تاريخها وحاضرها ومستقبلها، بمسلميها ومسيحييها نُحيّي صمودكم ومقاومتكم في وجه الاحتلال الغاشم، رغم كل التعدّيات والتهجير المنظّم الذي يقوم به هذا العدو المحتل لتهويد مدينة القدس. ولنا الشرف أن نكون معكم في كل عمل يصبّ في حماية المقدّسات والمقدسيّين».
وبعد مداخلات للحضور، قدّم الدكتور ميقاتي درعاً تكريميّة للمطران حنّا تسلّمها عماد عيسى ممثّل «الشبكة الدولية لأجل فلسطين».
«فتح»
واحتفلت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، بمناسبة ذكرى «معركة الكرامة وعملية دلال المغربي ويوم الأرض» في مخيّم البص في صور، بحضور ممثّل المطران ميخائيل أبرص الأب وليم نخلة، وممثّلين عن الأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية، واللجان الشعبية والأهلية الفلسطينية، وحشد من مخيمات المنطقة.
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، ألقى كلمة حزب الله الشيخ عطا لله حمود فاعتبر «أنّ يوم الأرض هو اليوم الذي دُحِضَت فيه افتراءات القائلين أنّ فلسطين هي أرض بلا شعب، ليُثبَت أنّ فلسطين هي أرض الكرامة من خلال شعب يقدّم كل ما يملك في سبيل كرامته وحريّته واستعادة أرضه».
وقال: «في يوم الأرض نتذكّر الشهداء والمناضلين، ولنقول لكل العرب والمسلمين أنّ هناك أرضاً عربية ومقدّسة قد اغتُصبت، وأنّ هناك شعباً يرفض الذلّ والهوان».
وأضاف: «نحن إرهابيون مع القضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، إرهابيون بحق مع كل الشرفاء والأحرار»، داعياً إلى «وحدة الصف الفلسطيني لتعزيز خندق المواجهة بوجه العدو «الإسرائيلي» في سبيل تحرير الأرض».
ثمّ تحدّث عضو قيادة إقليم لبنان في حركة «فتح» محمد زيداني، فأكّد «أنّ الشعب الفلسطيني كلّه في خندق المقاومة دفاعاً عن كل حبّة تراب مغتصبة، وتحرير الأرض كل الأرض».
وقال: «إنّه يوم مجيد في تاريخ الشعب الفلسطيني الذي وقف لصون وحماية الأرض، ووقف بصدوره العارية وجهاً لوجه ضدّ آلة القتل والتدمير، وإنّ دماء الشهداء عربون لانتصار الحق المطلق على الشر المطلق، وما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من غطرسة وتهويد للأرض يدعونا للتفتيش عن سلاح يؤلم هذا الاحتلال، فليس من سلاح أنجع أكثر من سلاح الوحدة».
«حماس»
كذلك أحيت حركة «حماس» الذكرى الـثانية عشرة للشهيدين أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وذكرى»يوم الأرض»، خلال احتفال في منطقة وادي الزينة – سبلين، بحضور ممثّل حركة «حماس» في لبنان علي بركة، وفاعليّات وممثّلين عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والأهلية.
وألقى بركة كلمة، شدّد فيها على أنّ «الشعب الفلسطيني يؤكّد بإرادته وثباته وصموده أنّ سياسة الاغتيال التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني عبر تاريخه الأسود ضدّ رموز وكوادر المقاومة الفلسطينية، لم ولن تُفلح في إيقاف مسيرتها».
وأشار إلى أنّ «انتفاضة القدس، وعمليات الطّعن والدّهس وإطلاق النار التي ينفّذها شباب الانتفاضة، كسرت منظومة الأمن الصهيوني»، مؤكّداً «استمرار التحرّكات والاحتجاجات السلميّة بمواجهة قرارات أونروا حتى تحقيق كافة المطالب».