في يوم الأرض… انتصار سورية يصنع مستقبل الأمة والعالم
لورا محمود
يُحيي الشعب الفلسطيني «يوم الأرض» ليكذِّب العدو «الإسرائيلي» وافتراءاته عندما قال إنّ فلسطين هي «أرض بلا شعب»، وليثبت للعالم أجمع أنّ فلسطين هي أرض يعمرها شعبها الذي قدم وما زال يقدم التضحيات ويدافع عن أرضه ومقدساته.
هذا ما أكده مجلس أمناء «مؤسسة القدس الدولية» في المؤتمر الصحافي الذي عقد في فندق «داما روز» في دمشق عقب الاجتماع السنوي الدوري لمجلس أمناء لمؤسسة «القدس الدولية ـ سورية» في ذكرى يوم الأرض، في حضور المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية فرع سورية الدكتورة بثينة شعبان التي أكدت أنّ الشعب السوري برمّته يعتبر القضية الفلسطينية قضيته وأنّ الإرهاب الذي يستهدف حضارتنا وهويتنا وتاريخنا هو واحد من فلسطين إلى سورية والعراق واليمن.
أضافت شعبان: «نحن نحيي يوم الأرض لنذكّر العالم كله بأنّ الصراع في منطقتنا هو صراع على الأرض وعلى الهوية والثقافة والحضارة»، مبينة «أنّ الأساليب الوحشية التي يستخدمها العدو الإسرائيلي في قتل الفلسطينيين الأبرياء هي نفسها أساليب الإرهابيين والتكفيريين في سورية. لذلك يجب أن يكون هناك موقف واحد للعمل جميعاً في هذا اليوم من أجل استعادة الأرض»، لافتةً إلى «أنّ المقاطعة الدولية للمنتجات الإسرائيلية القادمة من المستوطنات المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي مقاطعة حقيقية في معظم الدول الأوروبية».
وأكدت «أنّ الشعور في العالم مختلف تماماً عن شعور من يصنف حزب الله بأنه إرهابي وعن شعور من يبيع القضية الفلسطينية ويقف في الخانة ذاتها مع العدو الإسرائيلي».
ولفتت شعبان إلى «أنّ العالم كله أصبح اليوم أكثر وعياً بقضيتنا وأنّ تحرير تدمر من دنس الإرهاب أظهر للعالم أجمع أنّ الجيش العربي السوري والمقاومة في فلسطين ولبنان والحلفاء في إيران وروسيا يقفون قلباً وقالباً ضدّ الإرهاب وأنهم مع حقوق الشعوب ومع سيادة الدول ومستقبلها»، مؤكدة «أنّ هذه الانتصارات اليوم تخط مستقبلاً عظيماً لهذه الأمة والعالم».
وتساءلت شعبان: «لماذا تحتل تدمر وتحتل نمرود وتدمر بوابة اليمن كما تدمر الآثار في ليبيا؟ ألا ترون أنّ هذا كله منسق ومنسجم مع تدمير آثار القدس ومع انتهاكات المسجد الأقصى وبالتالي كلها معركة واحدة ولا يمكن أن نفصل بين معاركنا التي نخوضها في كلّ بلداننا العربية وبين المعركة التي خاضها أهلنا في فلسطين منذ الاحتلال الإسرائيلي إلى اليوم».
وأشارت شعبان إلى «أنّ الاستهداف اليوم ليس احتلالاً مباشراً وإنما هو احتلال الإرادة والفكر لتطويع الناس كي يكونوا في قارب الأعداء وبالتالي هي معركة الإرادة واستقلال القرار»، مشيرة إلى «أنّ هناك أمراء ودولاً وإمارات تقف ضدّ هذه الأمة مع أعدائها».
وأكدت شعبان «أنّ سورية كانت دائماً ولا تزال رائدة وحاضرة في قرارها المستقل ومن الأهداف الأساسية للحرب عليها مصادرة القرار السوري وحرية الفكر والرأي لكنهم لم ولن يتمكنوا».
ورأت «أن الوضع اليوم هو أفضل بكثير بفضل صمود الجيش والشعب السوري، كما أنّ المقاومة بكلّ أطيافها والحلفاء هم جزء أساسي من هذا الانتصار والتحرير واضافت سنكون سوياً نحمل قضية فلسطين لأنها البوصلة الصادقة والصحيحة التي لا تخطئ فهدف كل ما جرى في منطقتنا هو تذويب الصراع العربي الإسرائيلي وإلغاء حقّ العودة للفلسطينيين وتهويد القدس».
وفي تصريح للصحافيين أكدت شعبان «أنّ انتصارات الجيش العربي السوري ستكون مقدمة لإعادة إطلاق عمل عربي مشترك يليق بتضحياته وصنع مستقبل للأمة مختلف عما أرادته بعض الحكومات العربية التي تصب قراراتها في مصلحة العدو الصهيوني وليس في مصلحة العرب والعروبة».
ناجي
وقال الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية القيادة العامة طلال ناجي، بدوره، «أنّ ما تتعرض له سورية من مؤامرة كونية هو بسبب القضية الفلسطينية وموقفها الداعم للشعب الفلسطيني تاريخيا وتمسكها بالحقوق الثابتة للأمة العربية في فلسطين وفي كلّ شبر من الوطن العربي».
وأكد «أنّ سورية صمدت خلال خمس سنوات وحققت الانتصارات بفضل جيشها العربي السوري وشعبها الصامد». وأضاف ناجي: «إن يوم الأرض الذي وقع في الثلاثين من آذار عام 1976 هو اليوم الذي هبّ فيه شعبنا في الأراضي المحتلة للتصدي لمخططات العدو الصهيوني الاستعمارية التخريبية فهم أرادوا أن يهوِّدوا الجليل بمصادرة عشرين ألف دونم من أراضي أهلنا في فلسطين لإقامة ثماني مدن صناعية حتى يغلب الطابع اليهودي على الجليل فتصدى أهلنا لهذا المخطط الاستعماري وعمّت الإضرابات كلّ الأراضي الفلسطينية».
وتابع: «هذه المناسبة أصبحت مناسبة وطنية تخصّ كلّ الشعب الفلسطيني وأحرار الأمة العربية والعالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني الصامد الذي يكمل اليوم انتفاضته التي ندعمها ونعمل على استمرارها ليحقق شعبنا أهدافه في تحرير كلّ فلسطين من دنس الاحتلال وتعود فلسطين حرة عربية مستقلة إلى جانب شقيقتها سورية تدافع عن وحدة التراب العربي».
خليل
ولفت وزير الثقافة عضو مجلس الأمناء عصام خليل، من جهته، إلى أنه تقدم خلال الاجتماع باقتراح وتمّ إقراره بأن يكون يوم الأربعاء الأخير من كلّ شهر يوماً للقدس لتبقى القضية الفلسطينية حاضرة في ذاكرة الأجيال.
وقال خليل: «إننا نخوض معركة على جميع المستويات والمستوى الثقافي هو أبرزها ويجب أن نحيي في ذاكرة أجيالنا حقيقة الصراع مع العدو الصهيوني وتفرعاته».
يازجي
أما وزير السياحة عضو مجلس الأمناء بشر يازجي فقال: «إنّ كلّ ما حدث في سورية اليوم لن يحيد المواطن السوري عن البوصلة الأساسية وهي القدس فكل ما تعرضت له الدولة السورية من حرب إعلامية وسياسية وعسكرية كان هدفه تحييد سورية عن بوصلة القدس».
الجراد
وفي تصريح لصحيفة «البناء» قال مديرعام مؤسسة القدس الدولية في سورية الدكتور سفير أحمد الجراد: «إنّ ماحدث في سورية من انتصارات ظاهرة وملموسة على أرض الواقع أربك القرار الإسرائيلي والدليل على ذلك الصحف التي عبرت عن هذه الانتصارات مثل «يديعوت أحرنوت» التي ذكرت بشكل واضح وصريح أنّ هذه الانتصارات هي مقدمة لتشكيل محور جديد وإعادة فهم القضايا العربية وإعادة إحياء مفهوم القضية الفلسطينية وإعادتها إلى الواجهة من جديد فلا شك أنّ تشكيل محور مقاوم هو فقط القادر على إرباك الكيان الصهيوني بشكل كبير».
ولفت إلى «أنّ انتصار سورية سينعكس على القضية الفلسطينية من خلال ثلاث محاور وهي حرية الفكر وحرية الإرادة وحرية القرار فحرية الفكر والقرار لم يعد بيد الحكومات بل أصبح بيد الشعوب ولا شك أنّ هناك تغييباً حقيقياً للقضية الفلسطينية إعلامياً وسياسياً وعربياً». وأضاف: «إنّ يوم الأرض أصبح يوماً شعبياً وجماهيرياً وقيمياً أكثر من السابق».
القادري
وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية عضو مجلس الأمناء ريما القادري، بدورها، على محورية القضية الفلسطينية ومدى عمق ارتباطها وتجذرها في قلوب السوريين
ولفتت إلى التعاون الوثيق بين الوزارة وهيئة شؤون اللاجئين الفلسطينيين العرب، معربة عن ثقتها الأكيدة «بأنّ تضافر الجهود السورية ـ الفلسطينية في نصرة صوت الحق سيؤدي إلى عودة القدس إلى أهلها قريباً».
الجدعان
أما نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية سورية باسل جدعان فقال لـ»البناء»: لا يوجد أحد أكثر سعادة بالأحداث التي مرت على سورية مثل العدو الإسرائيلي رغم أننا نعلم جميعاً أنّ هذه الأحداث من صنعه وتخطيطه».
وأكد جدعان «أنّ العدوان الإسرائيلي مستمر على شعبنا الفلسطيني ودائم ولم تخف وتيرته يوما وكلّ بادرة مقاومة من شعبنا تقمع من قبل العدو الإسرائيلي، والجميع شاهد كيف يتعامل المحتل الصهيوني بوحشية ودون رحمة مع أهلنا في فلسطين».
وأضاف: «نحن نرى ماحدث في العالم العربي والكل يعلم أنه من صنع دوائر صهيونية وعالمية تريد تفتيت المنطقة وتجزئتها والهيمنة عليها والقضاء على ثقافتها وتاريخها فالمعركة مستمرة وهي معركة واحدة وستنتهي بتحرير القدس وكلّ شبر من فلسطين».
وأشار جدعان إلى «أنّ هناك مصطلحات تستخدم وفق المصالح مثلاً القاعدة التي صنعتها أميركا وأتباعها من الأعراب في أفغانستان كانوا يسمونهم مقاتلين من أجل الحرية، وبعد ذلك كان من مصلحتهم الابتعاد ظاهرياً عن هذا الفكر والاتجاه وأصبحوا يسمونهم إرهابيين».
في 30 اذار من عام 1976 صادرت حكومة الاحتلال «الإسرائيلية» عشرات آلاف الدونمات من أراضي المواطنين العرب الفلسطينين ، ضمن خطة منهجية ومبرمجة للاستيلاء على ما تبقى من الأراضي العربية الفلسطينية وتهويد الجليل، ما أثار حفيظة الشعب الفلسطيني الذي هبّ لمقاومة المحتل الغاصب وكان الردّ عنيفاً جداً من قبل الاحتلال «الإسرائيلي»، ما أسفر عن سقوط ستة شهداء فلسطينيين ومن هنا انطلقت ذكرى إحياء «يوم الأرض».