«المنار»
عجَزوا عن كسرهِ بجولاتِ الحروبِ والترهيب، وفَشِلوا بأسرهِ تحتَ مسمّياتِ الهِباتِ والترغيب، فلن يُصيبوهُ بسخافةِ الهزلِ والتهوين.
إنّهُ العلمُ اللبناني الباقي نحوَ العُلى، مهما علا صوتٌ من هنا أو استشرسَ حقدٌ من هناك.
علمُ اللبنانيين،َ بل كرامةُ دولتهِم يُهانُ على صفحاتِ مملكةِ الخيرِ والمكرمات، بأقلامٍ مستأجَرَة ما تعلّمت أحرفَ الكلام إلّا على أسطرِ لبنان.
ولأجلهِ وما يمثّلُ من شعبٍ ودولة، خيضت الحروبُ وقُدِّمَتِ القرابينُ والشهداء.
هُزِمَ الصِهيوني عندَ حرابهِ المغروسةِ في الأرض، وتاهَ التكفيريُّ بينَ أغصانِ أرزهِ المعانقِ للسماء، فمَن المدّعي معرفةً الذي يحاولُ أن يكتُبَ على بياضهِ بِتِيهٍ وغباء؟ هوَ لبنانُ، الحقيقةُ المغروسةُ في الأرض، ولهُم الضياعُ والنسيان. وإن كانَ المُدّعى مِساحةَ رأي، وهو من غيرِ المعهودِ عند إعلام كهذا، فماذا لو عُكِسَ الأمرُ وقيلت حقائقُ عمّن يقتُلُ ويشردُ ويخوضُ الحروبَ ويمتهنُ قتلَ الأبرياء؟
وماذا عن السياديّينَ اللبنانيينَ النائحينَ باسمِ الأخوةِ والعروبةِ والاستقلال؟ أليسوا هم من أمعنَ بحنيِ ظهرِ الوطن حتى تطاولَ عليهِ هؤلاء؟
هو مَسلكٌ لدى البعض سيَسحبُ التطاولَ على لبنانَ في شتّى الملفات كملفِ النازحينَ السوريين، حيث تُقررُ الأممُ المتحدةُ وعلى لبنانَ الاستماع تحتَ عناوينِ الهِباتِ والمساعدات، فأيُّ لبنانَ يريدُ هؤلاء؟
«أن بي أن»
مؤشّرات سياسية بدت في زيارة الرئيس سعد الحريري إلى موسكو، وخصوصاً أنّ لقاءً جمع الرئيس فلاديمير بوتين برئيس تيار المستقبل في الكرملين لمدة ساعة، في شكل زيارة نجاح سبق الاطّلاع على مضمونها، فماذا عن تداعياتها؟ وهل تتدخّل روسيا إيجابياً في لبنان لتسهيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية كما في طلب الحريري؟ إطلالة رئيس تيار المستقبل الدولية من البوّابة الروسية تؤكّد خلط الأوراق في المنطقة، باعتبار موسكو مركز ثقل دولياً وإقيلمياً وازناً.
وفي الشأن الداخلي، يمضي الرئيس نبيه برّي قُدُماً في سعيه لعقد جلسة تشريعية ميثاقية لن تكون يتيمة، لا شيء يحول دون قيام المجلس بعمله التشريعي رغم الشغور الرئاسي، رئيس المجلس طلب من وزير المالية إعطاء الأولوية لتأمين التمويل الخاص بتجهيزات مطار بيروت ومستلزماته، تجاوب كامل من الوزير علي حسن خليل بانتظار أن يبتّ مجلس الوزراء الأمر في الجلسة المقبلة.
وعلى خط الإنترنت غير الشرعي متابعة وزارة الاتصالات أدّت لتأليف لجنة فنيّة لمتابعة التحقيقات التي تُجريها المراجع القضائية والأمنية وتقديم التوضيحات والإجابات، أمّا الإنجازات في الأمن فتُراكمها مديرية الأمن العام التي تُلقي القبض على شبكة تلو أخرى وتُجنّب البلد اهتزازات وتفجيرات، كما في خبر توقيف خليّة «داعشية» تجنّد القاصرين لتكليفهم بأعمال تفجير ضدّ الجيش والأجهزة الأمنية.
«او تي في»
وفي الحلقة الثالثة من مسلسل Comrade سعد في بلاد القيصر، اكتشف رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري من موسكو أنّ تدخّل الجيش الروسي في حرب دمشق كان من أجل مساعدة الدولة السورية وللحفاظ على المؤسسات في سورية. اكتشاف لم يكن بوتين نفسه ليدركه، ولا يعرفه طبعاً بشار الأسد، ولا أي سياسي آخر في العالم. ولم يكتف Comrade سعد باكتشافه هذا، بل أضاف إليه فذلكة فلسفية عميقة. قال إنّ في سورية مشكلتين: «داعش» التي تهدده كمسلم معتدل، والأسد الذي يدفع الناس كي يصيروا «دواعش» … حسناً، بعض المنطق Comrade…أولاً، أنت مع التدخّل الروسي وتقول أنّ «داعش» والأسد مرادفان، لكن بوتين نفسه الذي بجّلته اليوم أمس ، أشاد بالأسد الذي شتمته قبل أيام، وبوتين نفسه أكّد قبل أسبوعين أنّ الناس تفرّ من سورية هرباً من «داعش» لا من الأسد، فكيف توفّق بين النظريّتين؟! ثانياً، تقول إنّ الأسد هو من يجعل الناس «دواعش»… حسناً، هل يمكنك أن تقول لنا، بفصاحتك المعهودة، من يصنع «دواعش» ليبيا، والعراق، وتونس، ومصر، والخليج … كل الخليج؟ هل هو الأسد أيضاً؟ ومن يصنع الـ»دواعش» في عواصم عدوّة للأسد؟ من يجعلهم «دواعش» وحوشاً في باريس، وفي بروكسل، وفي اسكندينافيا وفي أوقيانيا؟ هل وصل الأسد أيضاً إلى هناك؟! Comrade سعد، احترم عقول الناس قليلاً إلّا إن كنت تخاطب قلوبهم أو تخطب ألبابهم، أمّا قصة المؤسسات، فلو أنّك طبقتها في بيروت فأجريت انتخابات نيابية قبل ثلاثة أعوام بدل أن تطبّق مفاهيم الطغيان على الشعب اللبناني لما كنت بحاجة إلى كل هذا التخبيص من موسكو رئاسياً إلى حي الطمليس بلدياً، وعلى سيرة المؤسسات، هل يمكن لوطنك الأول أن يمون عليك فتطلب من مستكتبي الخليج وأوهامه التوقف عن شتم لبنان أولاً؟! عن أي شتائم نتحدّث؟
«ام تي في»
لبنان على الأجندة الدولية.. الخبر ليس كذبة أول نيسان بل حقيقة، ففي موسكو اجتماع بين الرئيس بوتين والرئيس الحريري استمرّ زهاء ساعة تخلّلته خلوة بين الرجلين، وفي واشنطن كان الملف اللبناني حاضراً في اللقاء الذي جمع الرئيسين الأميركي والفرنسي، فهل سيتغيّر شيء بعد هذين الاجتماعين؟ وهل يتحرّك الملف الرئاسي المجمد؟ أم أنّ الانتخابات الرئاسية ستبقى كذبة كل يوم لا كذبة أول نيسان فقط.
في بيروت، أول نيسان كان صادقاً، إذ إنّ الصورة لم تكن متفائلة والعلاقات اللبنانية السعودية تزداد تردّياً. فقناة العربية اتّخذت قراراً بإقفال مكاتبها في لبنان وتسريح موظفيها، ما شكّل صدمة إعلامية وسياسية في آن.
صدمة من نوع آخر عاشها اللبنانيون تمثّلت في رسم كاريكاتوري نُشر في جريدة الشرق الأوسط. فحوى الرّسم أنّ العلم اللبناني ودولة لبنان هما ككذبة أول نيسان، ما أثار ردود فعل شاجبة كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي استكملت مساء أمس باقتحام مكاتب الجريدة في بيروت.
«ال بي سي»
تلقّى لبنان اليوم أمس صفعتين سعوديتين الجامع المشترك بينهما الإعلام. الصفعة الأولى من صحيفة الشرق الأوسط عبر كاريكاتور مُهين يصف دولة لبنان الموضوعة في قلب العلم اللبناني على أنّها كذبة نيسان، أمّا الصفعة الثانية فمن خلال تسريح نحو خمسة وثلاثين لبنانياً من مكتب قناة العربية وإعلان إقفاله.
الصفعتان مترابطتان وإن كانتا في سياقين مختلفين، وهاتان الخطوتان تؤشّران إلى أنّ المواجهة بين لبنان والسعودية ما زالت في مرحلة التوتر العالي، لكن صفعة الشرق الأوسط قوبلت بردود فعل رعناء قام بها عدد من الشبّان على رأسهم بيار حشاش الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عمدوا إلى اقتحام مكاتب الصحيفة بطريقة انفعالية وقاموا ببعثرة محتويات المكاتب وسط استنكار العاملين في المكتب، الذين ذكّروا المقتحمين بأنّ هناك سُبُل قانونية للاعتراض، وليست هذه الطريقة الهمجية.
في ملفٍّ آخر، يتقدّم استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية على ما عداه من ملفات خصوصاً بعد اللغم القانوني الذي وضعه النائب نقولا فتوش، ما استدعى توضيحاً من وزارة الداخلية.
«الجديد»
حَمّلوا أُمنياتِكم لهذا النهار الأبيض، وصدّقوا أنّنا ليومٍ واحدٍ انتخبنا رئيساً وبالإجماع. فتحنا أبوابَ التشريع على مصراعيه.. توافقْنا على قانونِ انتخابٍ ونسبيّ. حدّدنا مواعيدَ الاقتراع. أوكلنا النُفايات لبلدياتِها. فقط تخيّلوا، لأنّ هذهِ الاُمنيّاتِ لا تحصُلُ إلّا في الأولِ مِن نَيسان.
في الأيامِ العاديةِ لم تُرصَدْ كلمةُ صِدقٍ ولو بزلّةِ لسان، فكيف بنا واليومُ يومُ الكذِبِ العالميّ، واليوم سنرتكبُ نحن مَعصيةَ الحُلمِ لا الكَذِبِ، ونتصوّرُ دولةً ملأتْ فراغَ رأسِها .. وإذا كانت أُمنيّاتُنا أضغاثَ حُلمٍ، ففي يومِ الكذِبِ ثمّةَ حقيقةٌ ساطعةٌ وبسُرعةٍ توازي سُرعةَ التحقيقِ القضائيّ. تتقدّمُ لائحةُ الاختلاساتِ في قُوى الأمنِ باتّجاهِ رأسِ الهرَم ولائحةُ الفسادِ نفسُها تتّسعُ لتضعَ أربعَ مئةِ ضابطٍ ورتيبٍ في قفصِ الاتّهام.
التحقيقُ انتهى اليومَ أمس ، بإشرافِ المحامي العامِّ التمييزيّ الأمينِ القاضي شربل بو سمرا في ملفِّ قُوى الأمنِ على ثلاثةِ ضباطٍ وتسعةَ عشَرَ موقوفاً ومدَنيٍّ واحدٍ ومتقاعدَينِ اثنينِ، ويُنتظرُ أن يُحالَ الملفُّ غداً أليوم إلى مفوّضِ الحكومةِ معَ الموقوفين.
أمّا في قفصِ الإنترنتِ غيرِ الشرعيّ فلم يعدْ هناكَ مِن علاماتِ استفهامٍ وتشكيكٍ في بُطءِ القضاءِ ولفلفةِ القضيةِ. السرِقةُ الموصوفةُ التي أَفقدتِ الأمنَ الداخليَّ أمانَه الداخلي قابلَها جرمٌ موصوفٌ بشقاءٍ مستترٍ في عُلَبِ ليلٍ تحوّلت إلى سوقِ نِخاسةٍ بالإكراهِ والتعذيبِ النفسيِّ والجسديّ .. فتياتٌ هَرَبْنَ مِن جحيمِ بلادِهنّ ليَقَعْنَ في شرَكِ شبكةٍ تُديرِ بيوتِ دعارةٍ ألقت شُعبةُ الاستقصاءِ القبضَ عليها أمسِ أول أمس ، ونتابعُها اليومَ أمس بشهادةٍ حيّةٍ لفتاةٍ ستَسرُدُ معاناتَها في متنِ النشرة. كلّ ذلك حقائق في يوم الكذب، وفي هذا اليوم أمس ، ظنّ زملاءُ في مكتبِ العربية أنّ قرارَ إقفالِ المكتبِ في بيروتَ ما هو إلّا كذبةُ الأولِ مِن نَيسانَ وسَرعانَ ما تبيّن أنّ الكذبةَ حقيقة وأنّ قرارَ الصرفِ اتُّخذَ لأسبابٍ أمنية كما علّقت المحطة، والأسبابُ الأمنيةُ تُخفي وراءَها أسباباً سياسيةً قد لا تقفُ عند وثائقيّ «حسن»، وقد تتعدّاه إلى ما هو أبعدُ من إقفالِ مكتب. وتبقى الكِذبةُ الصّارخةُ تلك التي صدّقها خمسونَ زعيمَ دولةٍ يجتمعونَ الليلةَ أمس في واشنطن على السلاحِ النوويّ في قِمّةٍ سقط منها حتى احتمالُ الغمزِ مِن قناة مئات الرؤوس النوويّة التي بحوزةِ «إسرائيل»، فعلى من يقرأ الزعماء مزاميرهم!
«المستقبل»
من الكرملين، في لقاء جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعاد الرئيس سعد الحريري التذكير بأنّ لبنان بلا رأس، وطالب بالمشاركة في إنهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس.
هو آخر الميثاقيين وآخر المتمسّكين بلبنان وبحضوره الإيجابي على المسرح الدولي. هو الرئيس سعد الحريري يجول حاملاً الهمّ اللبناني، وباحثاً عن نهاية سعيدة لأزمة الفراغ الرئاسي التي تدخل عامها الثالث.
هو الذي يلعب دور حامي بلاد تعيش كما لو أنّها في بداية نيسان، كلّ يوم، بلاد تملؤها الأكاذيب، حيث قليلون يقومون بالدور المناط بهم.
وحدها القوى الأمنية تحمي لبنان، الجيش على الحدود، وقوى الأمن الداخلي في الداخل، التي كشفت شبكة اتجار بالبشر وبأعضائهم وبكراماتهم، فحرّرت 75 امرأة وفتاة سورية شهدنَ أبشع أنواع التعذيب والاغتصاب، وخضعن لأكثر من 200 عملية إجهاض خلال الأشهر الفائتة، في واحدة من أكبر الجرائم في تاريخ لبنان والمنطقة.