جريج: كاريكاتور سمج ويتطاول على رمز لبنان المشنوق: خطيئة لا تغتفر وإهانة لكل العرب

تواصلت الحملة السعودية ضد لبنان لتصل إلى جسمها الإعلامي من خلال إقفال قناة «العربية» مكتبها في بيروت وصرف اللبنانيين العاملين فيه، ومن ثم رسم العلم اللبناني وفوقه عبارة «دولة لبنان كذبة نيسان» وذلك في كاريكاتور نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة من أبناء ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، موجهة بذلك إهانة الى جميع اللبنانيين من دون استثناء. الأمر الذي أثار غضباً رسمياً وشعبياً لبنانياً بهذا التصرف.

وفي أول تعليق له على هذه الإهانة، أدان وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج نشر الكاريكاتور، مؤكداً أن علم لبنان هو رمز متأصل بالتاريخ لا يمكن النيل منه وهو فوق كل اعتبار.

ورأى جريج أن ما نُشر في الصحيفة السعودية لا يمت إلى الكاريكاتور بصلة، واصفاً إياه بالـ»سمج» لما فيه من تطاول على رمز لبنان، مؤكداً أنه يدرس اتخاذ تدابير في هذا الصدد.

وزير البيئة

كما ردّ وزير البيئة محمد المشنوق على الرسم الكاريكاتوري فاعتبر «أن دولة لبنان تشرِّف كل العرب وكل إهانة لعلمها هي إهانة لكل العرب». ورأى «أن صحيفة الشرق الأوسط سقطت في خطيئة لا تغتفر». وقال « فليتحرك القضاء لرميها في حفرة كذبها».

ومساء، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن عدداً من شبان الحراك المدني، دخلوا مكاتب جريدة «الشرق الأوسط» – الطابق الـ11 في مبنى برج «الغزال»، بالتباريس – الأشرفية، أثناء غياب معظم جهاز التحرير، وعملوا على تمزيق عدد الجريدة، احتجاجاً على الرسم الكاريكاتوري.

وحضرت دوريات من مفرزة استقصاء بيروت وشعبة المعلومات وآمر فصيلة الأشرفية في قوى الأمن، واستمعت إلى إفادة مع موظفتين وشاب حول الحادث.

وردّت الصحيفة بتبرير نشر الكاريكاتور المسيء مشيرة إلى «أن الكاريكاتور كان يهدف للإضاءة على الواقع الذي تعيشه الدولة كبلد يعيش كذبة كبيرة سببها محاولات الهيمنة عليه وإبعاده عن محيطه العربي».

ردود فعل

وفي ردود الفعل الشاجبة للكاريكاتور، قال رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن في بيان: «ليس أغلى على قلوب اللبنانيين جميعاً من الحرية على مختلف أشكالها، وعلى الأخص حرية التعبير، لكن ليس أي تعبير عندما يتعلق الأمر برمزية لبنان في علمه الوطني. وأن تستغل مناسبة كذبة نيسان في صحيفة إعلامية صادرة في المملكة العربية السعودية لتدعونا إلى الاستغراب والاستنكار لأنها تشكل إساءة إلى المملكة ولبنان. لقد ارتكبت صحيفة الشرق الأوسط شتيمة موصوفة هي بمثابة خطيئة مميتة بحق الشعبين السعودي واللبناني. فهل فاتها ما كان يردده الراحل الأمير فيصل الأول من أنه: «لو كان يمكن شراء استقلال لبنان، لكنت دفعت أي مبلغ يطلب، فهو الباب المؤدي لاستقلالنا جميعا».

وأشار أمين الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين- المرابطون» العميد مصطفى حمدان إلى أن «أبلغ ما يمكن به الرد على ما قامت به صحيفة سلاطين «بيت سعود» بتحقير قدس أقداسنا العلم اللبناني وأرزتنا المقدسة، أن نقتبس ما قاله قائدنا ومعلمنا جمال عبد الناصر منذ عشرات السنين لأنهم كانوا دائماً آفة ومصدر التآمر على أبناء الأمة العربية :»إن جزمة أصغر شهيد لبناني أشرف من تاج بيت سعود».

وانتقد توفيق سلطان في بيان، الكاريكاتور، وقال: «أول ما أُعلمت بأن جريدة الشرق الأوسط نشرت رسما كاريكاتوريا للعلم اللبناني تحت عنوان كذبة نيسان، ظننت أن الخبر هو كذبة نيسان، وإذ بي بعد أن تحققت من الخبر صعقت، لأن جريدة الشرق الأوسط شبه رسمية، والخبر لا يدخل ضمن إطار الحريات التي نقدسها».

أضاف: «ليعلم القاصي والداني، أن لبنان وطن بكل المقاييس، بل هو جوهرة البلاد العربية، ودفع الغالي والنفيس دفاعاً عن العروبة وقضاياها المحقة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية. أرجو أن يكون ما نشر في جريدة الشرق الأوسط زلة من إدارة الجريدة، وأن تبادر إلى الاعتذار من الشعب اللبناني على هذه الإساءة».

..والعربية تقفل مكتبها

إلى ذلك، أقفلت قناة «العربية» وقناة «الحدث» المتفرعة عنها، مكاتبهما في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، صباح أمس، بعدما أبلغت العاملين فيها بواسطة مدير شؤون الموظفين ومحامي المحطة في بيروت إيلي دانيال، بإقفال مكاتبها في بيروت كلياً، وأن في جعبة المحامي 27 تبليغ صرف، للعاملين من إعلاميين وتقنيين.

ونقل عن أحد العاملين، أنهم أبلغوا بأن أسباباً أمنية وراء إقفال مكاتب القناة، وبدأ الإعداد لدفع التعويضات اللازمة تمهيداً لصرفهم، وهي قد تبقي على مراسليها في لبنان.

وتعليقاً على القرار، أسف الوزير جريج لحصول هذا الأمر «خصوصا أن لا مبرر أمنيا لإقفال مكاتب القناة». وسأل: «هل القرار نابع عن موقف سياسي بسبب توتر العلاقة بين لبنان ودول الخليج، ولا سيما السعودية؟».

وقال إنه «كان يأمل أن يزول هذا التوتر، خصوصاً أن لبنان أبدى مدى حرصه على هذه العلاقة وأن اتصالات عدة أجريت في هذا الإطار»، مشدداً على انه «لا بد من تجاوز أزمة العلاقات، ربما عبر اتصال مباشر بين رئيس الحكومة تمام سلام والعاهل السعودي خلال المؤتمر الذي سيعقد في تركيا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى