تدمر… حيث التاريخ والحضارة ينتصران

جمال رابعة

اليوم نهضت زنوبيا من مرقدها وبأعلى صوتها تردّد: ألم أقل لكم إنّ شعبي لم يمُت ولن يموت. عبارة أطلقتها بصرخة مدوية تخرق عباب الكون لترسم بها صلابة ومتانة تاريخ شعب لا ترهبه جرائم البرابرة ولا تفتّ من عزيمته نائبات الدهر، بل تصقله المحن بجوهر الحقائق والوقائع.

هذا ما عاود فعله أحفادها أبطال الجيش العربي السوري تلبية لنداء زنوبيا وشعبها في سورية، واستجابوا لصرختها من عمق التاريخ ليصنعوا مستقبل سورية الحضارة والإنسان، بثلاثية الشعب والجيش العربي السوري وقائد مقدام صلب لا يهاب العدى.

دحر رجال الجيش العربي السوري هذه العصابات التكفيرية الوهابية من أرض تدمر، كما هو الحال على كامل الجغرافيا السورية بانتصارات متلاحقة وهزائم وانهيار لهذه العصابات التكفيرية المدعومة من امبراطوريات إعلامية ومال لا ينضب ودعم لوجستي من آل سعود ومشيخات الخليج والسلجوقي أردوغان وبتغطية سياسية من الغرب الأطلسي وفي مقدمته واشنطن.

إنّ أهمية تدمر التاريخية والجغرافية الدولية والعالمية وبُعدها الإنساني والحضاري أعطى لتحريرها صدىً كبيراً جدّاً، وخاصّةً في إطار وجود العصابات التكفيرية تحت مسمّى تنظيم «داعش»، ومن نتائجه المباشرة:

انهيار لمعنويات العصابات التكفيرية الوهابية، إضافة إلى أهميته الجغرافيّة الكبيرة باعتبارها موجودة في قلب البادية السوريّة وصلة اتصال مع العراق، حيث انهار تنظيم «داعش» انهياراً سريعاً بتحرير تدمر.

وهذه هي رسالة دعم إلى وفدنا المفاوض في جنيف، ولها بلا شكّ تأثير سلبي كبير على ما يُسمّى وفد الرياض، لأنهم هم الرُعاة الداعمون لهذه العصابات التكفيرية تحت مسمّيات مختلفة.

لا تشتمْ إلهاً أنتَ لا تعبده!

كُتبت هذه العبارة على أحد المعابد في تدمر السورية باللغة الآرامية التدمرية، هذه العبارة التي كتبت قبل 2500 عام تقريباً، لم يكتبها عبثاً أجدادنا السوريون التدمريون الذين تباهوا باحترامهم لحرية المعتقد، بل إنهم عندما حفروها على الصخر، أرادوها رسالة لتقرأها كلّ الأجيال التي كانت ستولد على أرض سورية الجميلة الملوّنة.

إنّ عملية تحرير تدمر هي الحلقة الأولى من مسلسل قلب الطاولة على المتآمرين على سورية الحضارة والمقاومة والذي لن تطول خاتمته لتعلن نصراً مدوياً لقوة الحضارة وترسخ الإيمان والمعتقد بوطن الأبجدية الأولى.

عضو مجلس الشعب السوري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى