استمرار الاشتباكات بين يريفان وباكو في قره باخ رغم إعلان علييف وقف الحرب
قال الرئيس الأذربيجاني الهام علييف أمس في اجتماع مجلس أمن أذربيجان أن باكو لا تريد الحرب وتدعو إلى التسوية السلمية في ناغورني قره باخ.
ووفق تلفزيون أذربيجان الحكومي، قال علييف: «نحن نتخذ موقفا بنّاء من هذه القضية، وأنا قلت أكثر من مرة إن أذربيجان لا تريد الحرب، لكننا نطالب بالعدالة، نطالب بحقنا. نحن نريد تسوية سلمية للنزاع».
وكان الجانب الأذربيجاني أعلن قبل هذا عن اتخاذ قرار بوقف كل العمليات القتالية على خط التماس في قره باخ من جانب واحد، لكن وزارة دفاع أرمينيا وصفت هذا الإعلان بأنه مغاير للواقع.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع في أذربيجان قولها: «بعد الأخذ في الحسبان… مناشدات المنظمات الدولية قررت أذربيجان وقف الأعمال العسكرية الانتقامية من جانب واحد وسوف يتم تعزيز المكاسب التي تحققت أمس على الأرض».
من جانبها، اتهمت وزارة دفاع أرمينيا الجانب الأذربيجاني باستئناف قصف مواقع جيش دفاع جمهورية قره باخ منذ صباح أمس، بالرغم من اعلان باكو وقف عملياتها القتالية في قره باخ.
وجاء في بيان الوزارة الأرمنية: «في 3 نيسان، منذ السادسة صباحا، استأنف العدو القصف المدفعي لمواقع قره باخ على المحور الجنوبي لخط التماس»، وحسب الوزارة، يجري القصف باستخدام الوسائط المدفعية الصاروخية والآليات المدرعة.
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع لجمهورية قره باخ عن استمرار القصف المدفعي من قبل الجيش الأذربيجاني على عدد من مناطق قره باخ، مشيرة أن القصف استؤنف أمس باستخدام مدافع الدبابات والمدفعية الصاروخية على مناطق تقع على امتداد خط التماس بين الجانبين في قسمه الشرقي الجنوبي.
وكان ممثل جمهورية قره باخ صرّح بأن قتالا عنيفا يتواصل في منطقتي شمال وجنوب شرق قره باخ، رغم تأكيد وزارة دفاع أذربيجان توقف إطلاق النار في منطقة النزاع.
وبدورها، أفادت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن «القوات المسلحة الأرمنية اخترقت 130 مرة خلال الساعات الـ24 الماضية اتفاق الهدنة على خطوط التماس باستخدام مدافع الهاون عيار 60 مم و82 مم و120 مم، والقواذف الصاروخية والرشاشات الثقيلة.
وأعلنت الوزارة عن تعرض القرى الأذربيجانية القريبة من الجبهة لقصف على طول خط التماس خلال الليل، دون سقوط قتلى، وقال المتحدث باسم الوزارة: «لا يزال التوتر سائدا، وتعرضت القرى الأذربيجانية القريبة من خط الجبهة للقصف دون سقوط قتلى».
على صعيد متصل، أفادت وكالة أنباء «أرتساخ برس» الأرمنية أن مئات المتطوعين بدأوا يتوافدون إلى خط الجبهة.
وفي وقت لاحق، قامت وحدات من القوات المسلحة الأذربيجانية بالسيطرة على مناطق آغدارا تارتار آغدام وخوجاوند فضولي التي كانت قد استولت عليها القوات المسلحة الأرمينية في إقليم كاراباخ في وقت سابق.
وأوضح بيان نشرته وزارة الدفاع الأذربيجانية، أمس، أنه نتيجة هجوم جوابي على مواقع قوات الأرمن في تلك المناطق تم الاستيلاء على مرتفعات في قرية تاليش ومنطقة سيسولان، وهضبة «لالا تابا» ذات الأهمية الإستراتيجية في محافظة فضولي الأذربيجانية. وتقوم وحدات الجيش الاذربيجاني بتعزيز المواقع في تلك المرتفعات وخط الدفاع الجديد.
كما أعلنت وزارة الدفاع الاذربيجانية تدمير 6 دبابات وحوالى 15 قطعة مدفعية ومنشآت هندسية معززة لوحدات القوات المسلحة الارمينية الى جانب سقوط اكثر من 100 عسكري أرمني قتلى وجرحى.
كما جاء في بيان وزارة الدفاع الأذربيجانية، أن القوات المسلحة الأذربيجانية فقدت 12 من جنودها، إلى جانب خسارة مروحية من طراز «مي 24» ودبابة واحدة في الاشتباكات. كذلك قتل أحد سكان القرية الاذربيجانية القريبة من خط الجبهة نتيجة تعرض منزله لقصف مدفعية ارمينية. بحسب الوزارة.
الى ذلك، أعلن الرئيس المناوب لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن الجانب الأميركي جيمس فارليك، أن المجموعة ستعقد اجتماعا لها في فيينا يوم الثلاثاء المقبل لبحث التصعيد الأخير في منطقة قره باخ.
وكتب فارليك في حسابه على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أن «الرؤساء المناوبين لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي سيجتمعون في فيينا يوم الاثنين، وسيعقدون اجتماعا لمجموعة مينسك يوم الثلاثاء بشأن العنف في قره باخ الجبلية».
وكان الرؤساء المناوبون لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا قد دعوا في بيان مشترك لهم إلى وقف إطلاق النار واتخاذ الإجراءات الضرورية كافة لاستقرار الأوضاع بالمنطقة.
هذا وأعربت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، عن قلقها البالغ إزاء تصعيد الوضع في منطقة قره باخ ودعت الأطراف كافة لوقف العمليات القتالية.
وقالت موغيريني في بيان لها إن «الأنباء عن القتال على امتداد خط التماس تثير قلقا بالغا. أدعو الأطراف كافة لوقف العمليات القتالية فورا والالتزام بالهدنة. على جميع الأطراف التحلي بضبط النفس والامتناع عن خطوات أو تصريحات من شأنها أن تؤدي إلى التصعيد».
وأكدت أن «الاتحاد الأوروبي يؤيد تأييدا كاملا جهود مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي ورؤسائها المناوبين الثلاثة. ونحن نتوقع أن تلتزم كل الأطراف بالهدنة، وتمتنع عن استخدام القوة وتستأنف الجهود للتسوية السلمية للنزاع في قره باخ».
على صعيد متصل، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم أذربيجان، حليفة أنقرة حتى النهاية في نزاعها مع أرمينيا حول إقليم ناغورني قره باخ.
ونقلت الرئاسة التركية أمس، عن أردوغان قوله أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة: «نصلي من أجل انتصار أشقائنا الأذربيجانيين في هذه المعارك بأقل خسائر ممكنة»، مؤكدا: «سندعم أذربيجان حتى النهاية».
وهاجم الرئيس التركي مجموعة مينسك التي تسعى منذ سنوات، في ظل رئاسة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، إلى إيجاد حل للنزاع حول قره باخ، لكن بدون جدوى. وقال: «لو اتخذت مجموعة مينسك إجراءات عادلة وحاسمة، لما كانت حصلت مثل هذه الأمور».
من جانب آخر عبّرت طهران عن قلق شديد وطالبت جارتيها الشماليتين بضبط النفس والوقف الفوري للاشتباكات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: «نطالب جارتينا الشماليتين بضبط النفس وتجنب أي إجراء یؤدي إلی المزيد من تعقيد الظروف ونوصیهم بوقف فوري للمعارك وبذل قصارى جهدهم لإعادة الهدوء وتسوية الخلافات بالطرق السلمية في إطار فرق السلام والأمم المتحدة».