فرنسا
أحيا القوميون الاجتماعيون في فرنسا عيد مولد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده، وذلك بإقامة حفل غداء، حضره المنفذ العام في فرنسا الدكتور أنطون الأشقر وأعضاء هيئة المنفذية، عدد من أعضاء المجلس القومي، ممثلون عن التجمّع من أجل لبنان، التيار الوطني الحر، جمعية الغدير، حركة أمل، الحزب الشيوعي اللبناني، واتحاد الوطنيين السوريين، وجمع من القوميين وأبناء الجالية.
استهلّ الاحتفال بالنشيد الرسمي، ثم الوقوف دقيقة تحيةً لشهداء الحزب والأمة الذين استشهدوا في مواجهة الإرهاب الذي يعصف في بلادنا ويتهدد فرنسا وكل العالم.
عازار
وتخلل الاحتفال شرحٌ قدمه عضو المجلس القومي بيار عازار عن الخطر التركي وأطماع تركيا مستشهداً بالوقائع التاريخية والحالية، ومذكراً بالمراحل التي جرى فيها سلخ لواء اسكندرون عن سورية.
وأشار عازار إلى ما كتبه أنطون سعاده عن الخطر التركي في جريدة «النهضة» عام 1937، إذ رأى أنّ هذا الخطر يوازي الخطر اليهودي على أمتنا، وهما خطران أمرهما مستفحل وشرّهما مستطير. ويومذاك أكد سعاده أنّ مطامع تركيا قد أصبحت واضحة، وأنّ استعداداتها الحربية تدلّ على اتجاهها.
وقال عازار: هذا ما رآه سعاده منذ ثمانين سنة، وكأنه يتحدّث عما يحصل هذه الأيام، فهل هناك من يعي خطر العثمانيين الجدد، وأطماعهم في الأمة السورية الآن؟
الأشقر
وألقى المنفذ د. أنطون الأشقر كلمة رحب فيها بالحضور من أحزاب وجمعيات ومواطنين، وقال: ما زلنا منذ أكثر من مئة وعشر سنوات نحتفل بميلاد الزعيم أنطون سعاده، الذي بث في شرايين الأمة نهضة الحياة، لاتخاذ المكان الذي يليق بها تحت الشمس. ولأنّ الأول من آذار يجسّد لنا ولادة حقيقة الأمة بذاتها، فقد صار الاحتفال بالمناسبة رمزاً لانبعاث النهضة القومية الاجتماعية، أحياه القوميون على امتداد سنيّ حياة معلمهم وقائدهم، واستمرّوا في إقامته بعد استشهاده وحتى اليوم.
أضاف: إنه فتى آذار، قارئ التاريخ ودارس الواقع وواضع رؤية واضحة لمستقبل فيه خلاص الأمة السورية، وباعث النهضة السورية القومية الاجتماعية، نهضة تعيد إلى الأمة مجدها واستقلالها وحريتها وكرامتها، وتعيد بناء الإنسان الجديد. وهو الذي أثرى التراث الثقافي بمؤلفاته وكتاباته، وحدّد معنى الأمة السورية وأعداءها، وحارب الطائفية.
واستعرض الأشقر مقالاً للزعيم كتبه عام 1921 وهو لا يزال في السابعة عشر من عمره، يُوَصِّف فيها حال الأمة، وما يسودها من فساد وتفرقة ومحسوبية، وأضاف: ما أشبه الأمس باليوم، وما أحوجنا إلى فكر سعاده في هذه الظروف التي نمرّ بها، ومعركتنا اليوم كما الأمس هي من أجل سورية التي أحبّها الزعيم، والتي تجمعنا شامياً، ولبنانياً، وفلسطينياً، وعراقياً وأردنياً، و
أضاف: لم يعرف التاريخ رجالاً ينذرون حياتهم بكلّ تفاصيلها من أجل قضية آمنوا بها كأنطون سعاده. هذا الرجل لم يؤسّس فكراً وحركة تتناولان حياة الأمة السورية بأسرها وحسب، بل تعدّى ذلك فأسّس نظرة جديدة إلى الحياة والكون والفن، تمثلت ببناء الإنسان الجديد، الإنسان المجتمع، ليس غريباً أن يُعتقل هذا الرجل وهو أول من حذّر من الخطر الصهيوني والعثماني والوهابي.
وختم كلمته بالقول عن العيد: نحياه إذاً ميلاداً لرسالة وتأسيساً لنضال، ونحياه ربيعاً قومياً اجتماعياً.