«الوفاء للمقاومة»: نتجه نحو تثبيت الموازين لمصلحة قوى المقاومة والممانعة في المنطقة
استقبل الرئيس العماد إميل لحود، في دارته في اليرزة، وفداً من كتلة الوفاء للمقاومة ضمّ رئيسها النائب محمد رعد والنائبين بلال فرحات ونوار الساحلي والنائب السابق أمين شري، في حضور النائب السابق إميل إميل لحود. وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع محلياً وإقليمياً.
وقال رعد بعد اللقاء: «تناولنا مجمل المستجدات التي تشهدها الساحة اللبنانية خصوصاً في ظلّ الفضائح التي تتوالى وتكشف عن دويلات متعدّدة في داخل الدولة، فيما الأوضاع السياسية تشهد ركوداً لا يمكن أن يعالج إلا من خلال خطوة تعيد للبلاد حيويتها عبر إقرار قانون للانتخاب يكون عادلاً ومنصفاً يحقق آمال الشعب اللبناني وهذا لن يكون إلا من خلال اعتماد النسبية مع دائرة واحدة».
أضاف: «على المستوى الإقليمي، من الواضح أنّ الأمور تتجه إلى تثبيت موازين القوى لمصلحة قوى الممانعة والمقاومة في المنطقة وهذا ينبغي أن يلفت إلى التداعيات التي يمكن أن يخطط لها الأعداء المتربصون بشعوب هذه المنطقة».
ولفت رعد إلى أنّ «وجهات النظر مع الرئيس لحود كانت متطابقة، لأنه يقرأ في كتاب وطني صادق ليس لديه فيه أي حسابات شخصية».
من جهة أخرى، كشفت كتلة «الوفاء للمقاومة» عن مضمون رسالة وجهتها الأسبوع الماضي إلى «رئيس البرلمان في الاتحاد الأوروبي وإلى كلّ رؤساء البرلمانات في جميع الدول الأوروبية، وذلك إثر الهجمات الإرهابية التي حصلت في بروكسل على أيدي الجماعات الإرهابية».
وجاء في الرسالة: «ننقل إلى سيادتكم كلّ مشاعر الأسف والحزن والادانة، وهي مشاعر إنسانية صادقة أثارتها في نفوسنا الهجمات الإرهابية الأخيرة في بروكسل التي أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين قتلى ومصابين شكلت تهديداً جدياً مباشراً للأمن والحياة الطبيعية مختلف بلدان أوروبا».
وأضافت: «إنّ هذه الهجمات الإرهابية وما خلفته من تخريب وقتلى وجرحى، وما أثارته في قلوب الناس وخصوصاً النساء والأطفال من هلع وقلق واضطراب، استنفرت لدى شعبنا في لبنان ذاكرته المشحونة بصور العديد من التفجيرات التي حصدت العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الرجال والنساء والاطفال الآمنين في عدد من أحياء الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وكذلك في الهرمل واللبوة وغيرهما من منطقة البقاع اللبناني. وهي تفجيرات اعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها تماماً كما فعل بعد تنفيذ هجماته الإرهابية في بروكسل».
وتابعت الرسالة: «لقد سبق لتنظيم داعش الإرهابي أن دمّر معالم الحياة المدنية واستقرار الدولة في كلّ من ليبيا والعراق وسورية واليمن، وهو الآن يتمادى في تهديد دول ومجتمعات أخرى سواء في منطقتنا العربية والاسلامية أو في بلادكم وبلاد الغرب عموماً. إنه تنظيم متضخّم وخطير، يشكل تهديداً للعالم ولكلّ الوجود الإنساني، وللأسف الشديد فإنّ هذا التنظيم ما كان لينمو ويتمدّد خطره لولا الدعم السياسي واللوجستي الذي تلقاه ولا يزال من دول اقليمية ترتبط بعلاقات جيدة مع بعض دول أوروبا وتلتزم سياسات خاطئة توفر الحماية لتنظيمات إرهابية تكفيرية في كلّ من لبنان وسورية والعراق وغيرها».
ولفتت الكتلة إلى أنه «لم يعد خافياً أنّ الفكر الوهابي الذي يغذي كلّ التنظيمات الإرهابية التكفيرية ومن بينها داعش، هو سعودي المنبع والرعاية وهو فكر إلغائي لكلّ من يختلف معه او يخالفه، يماثل في نزعته العدوانية الفكر الصهيوني العنصري الذي يغذي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ويحرّض على الاستيطان وارتكاب المجازر وعلى اقتلاع أصحاب الأرض الحقيقيين من أرضهم».
ورأت «أنّ الخطوة الأولى في مواجهة الإرهاب التكفيري، تبدأ بفهمه وإدراك مخاطره والعمل على تجفيف منابعه ومحاصرته عبر وقف الدعم المالي والسياسي واللوجستي الذي يتلقاه، ومن ثم العمل على مواجهته وملاحقة شبكاته وقواعده وعناصره»، لافتة إلى أنه «بات من الضروري للحكومات الغربية أن تعيد النظر بسياساتها الخاطئة التي ساعدت على تعاظم قدرات التيارات التكفيرية وسهّلت لها حرية الحركة والتنقل والدعم العسكري والسياسي متوهّمة أنها تستثمرها خارج أراضيها، لكنّ هذا الوحش قد كبر وأفلت من عقاله وتمرّد حتى على الذين روّضوه و دعموه».
وشدّدت على «أنّ حزب الله في لبنان، ومن موقع ريادته للمقاومة التي تمثل النقيض الكامل للإرهاب التكفيري والصهيوني، والتي تعبّر عن حق شعبنا في الحياة الحرة وفي رفض الاحتلال والإرهاب أياً كان نوعهما ومصدرهما، يؤكد تعاطفه مع شعوب الاتحاد الأوروبي التي ترتدّ عليها اليوم الهجمات الإرهابية، وتشعر بمعاناة بسبب التهديدات التي يبدو أن لا أفق لها، وتحتاج اليوم من حكوماتها وقفة جدية ومسؤولة للدفاع عنها وإعادة النظر في علاقاتها مع الدول الراعية للإرهاب والتي تشكل بيئة حاضنة ومصدراً لدعمه وانتشاره».
وأشارت الكتلة إلى أنّ الرسالة الموجهة إلى رئيس مجلس النواب البلجيكي تضمّنت فقرة أخيرة جاء فيها ما يلي: «إنّ حزب الله وكتلة الوفاء للمقاومة يؤكدان تعاطفهما مع الشعب البلجيكي في محنته الأخيرة، ويقدّمان تعازيهما الحارة لذوي الضحايا ويشاركان المصابين والجرحى آلامهم، ويدعوان إلى وقفة جدية ومسؤولة للتصدّي للإرهاب ومنابعه».