مهنّا: وُجدنا لنتحرّر من هذا النظام الطائفي ولنضع نظاماً جديداً يليق بلبنان وبأجيالنا الطالعة

أحيت مديرية عينطورة التابعة لمنفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى مجزرة عينطورة، بإقامة قدّاس في كنيسة السيدة ـ عينطورة، حضره نائب رئيس الحزب توفيق مهنّا، عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية، عميدة البيئة ميسون قربان، الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، ناموس مكتب الرئاسة رندة بعقليني، المندوب السياسي في جبل لبنان الشمالي نجيب خنيصر، منفذ عام المتن الشمالي سمعان الخراط وأعضاء هيئة المنفذية، مدير دائرة المحامين ريشار رياشي، وعدد من أعضاء المجلس القومي، رئيسة مؤسسة أسَر الشهداء نهلا رياشي. وأعضاء هيئة مديرية عينطورة.

كما حضر الرئيس السابق لبلدية الشوير عين السنديانة نعيم صوايا، عبدو عازار عن التيار الوطني الحرّ، وفاعليات وجمع من القوميين والمواطنين.

الأب يوسف الخوري

ترأس القدّاس الأب يوسف الخوري الذي ألقى عظة بالمناسبة رأى فيها أنّ هناك من ابتعد عن سلام المسيح، لأنه خاف الحرب فنأى بالنفس عن الحق والبطولة والشجاعة، وكثيرون لم يفهموا معنى الجهاد والنضال من أجل كلمة الحق، التي دعا إليها المسيح، ولكن هل نسمع ونفهم فنعمل في الخير والجمال من أجل الحقيقة والحق، فلا ندخل الحق في حدّة الحنق فيغلبنا الحمق، ويصبح الحق مطية ورشوة وإشباعاً لأنانيات وكبرياء وتبجّحات، وقوداً لكسبٍ فتحرقه نار البغض والحقد والكره، بدل أن تنير هذا الحق أنوار الحكمة والمحبة والرحمة، فأين نحن من النار أم في الأنوار؟

وإذ أشار الأب الخوري في عظته إلى أهمية نظرة سعاده إلى الدين من خلال كتاب «الإسلام في رساليته»، قال: نعم الزعيم ابن الأنوار فكان قبساً منها، كان رجل سلام، فأدرك خطورة ما تعيشه بلدان الهلال الخصيب وجمر الطائفية البغيضة تحت الرماد.

وختم معلناً عن تقديم الذبيحة الإلهية من أجل شهداء عينطورة.

مسيرة إلى نُصب الشهداء

بعد القدّاس، توجّه المشاركون في مسيرة حاشد إلى نُصب شهداء المجزرة، حيث تمّ وضع أكاليل زهر بِاسم رئيس الحزب ومنفذية المتن الشمالي ومديرية عينطورة ومؤسسة رعاية أسَر الشهداء. وأدّى المشاركون التحية الحزبية.

فارس

بعدئذ، أقيم احتفال خطابيّ في قاعة كنيسة مار نهرا، حيث تولت خلود فارس التعريف وتقديم الخطباء واستهلّت كلمتها بتوجيه التحية إلى بلدة عينطورة المتعالية على الجراح، وإلى أهلها الصابرين الصامدين دوماً في كلّ ساح بالبذل والجود والكفاح.

ورأت أنّ مجزرة عينطورة ستبقى وصمة عارٍ وذلّ على جبين مرتكبيها والمحرّضين عليها، الذين ارتكبوها بدمٍ باردٍ بِاسم الدين على حائط الكنيسة… والدين منهم براء.

وقالت: يا لحقدهم، يا لجهلهم، يا لظلامهم وظلمهم، هدفهم واحد وواضح، إلغاء كلّ فكر حرّ في عينطورة، وقمع صوت الحق والحرية فيها وإبادة أحرارها، فاستهدفوا الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب الأحرار ووقفة العزّ، فكان هؤلاء الشهداء منارة لهؤلاء الظلاميّين في لياليهم الحالكة، وأصبحت أوهامهم سراباً في سراب.

وألقت روى الحاج كلمة باسم أشبال المديرية توجّهت فيها بالتحية إلى أرواح الشهداء، وعاهدتهم على الاستمرار في مسيرة النهضة حتى تحقيق أهدافها السامية، التي من أجلها روت دماؤهم أرض بلدتهم.

ميشال عازار

وألقى ميشال عازار كلمة مديرية عينطورة فرأى أنه ليس من باب الصدفة أن يُفتتحَ عهد الحرب الأهلية بعد فترة زمنية قصيرة من ارتكاب «الكتائب» مجزرة عينطورة، فالتاريخ ليس رواية تتشابك فيها العواطف بالتأويلات، بل سرد واضح للوقائع.

وقال: لا بدّ من وضع النقاط على الحروف، فلو ارتقى هؤلاء الشهداء على الجبهة لسمّينا هذا اليوم: ذكرى شهداء عينطورة، كذلك الأمر لو استشهدوا نتيجة انفجارٍ أو أيّ حادث آخر لتنوّعت التسميات، إلّا أنّهم قُتلوا… اغتيلوا عن سابق تصوّر وتصميم نتيجة حقدٍ طائفي وهمجية تعادل ما يقوم به «داعش» اليوم.

وأضاف: إنّ محاولة تحريف أسباب المجزرة وتحويلها من هجمة إرهابية إلغائية إلى خلاف عائلي قبلي محاولة بائسة، لذلك نحن مصرّون على أنها مجزرة، لأنها في الحقيقة والواقع هي مجزرة وحشية إجرامية، لا يستطيع أحد التعمية عليها والاختباء خلف مزاعمه وأكاذيبه وأحقاده.

في الختام، يقول سعاده: «لم آتِ إلّا داعياً للحق، فمن غضب منكم لأنني لا أميل مع أهوائه فليغضب. لستُ طالباً إلا رضا الحقّ الذي أعرفه والذي جئت أدعوكم إليه». لو لم نكن طلاب حق لما كنّا قوميين على الإطلاق. والشهداء فخرنا وعزّتنا وكرامتنا، وذكراهم أمانة في رقابنا، أمانة الحق الذي تكلّم عنه الزعيم وأوصانا بالدفاع عنه حتى الرمق الأخير.

مينا

وألقى كلمة أهالي الشهداء عضو المجلس القومي جورج مينا، فاعتبر أنّ الشهداء هم إحدى وعشرون صنوبرة غارت جذورها في الأرض وتأصّلت فيها، وتلألأت ثمارها فكانت خير غذاء لأمّتها، وجرى من شرايينها نسْغ الحياة دماءً، فأحيت الأرض وأبقتها عزيزة حرّة كريمة لم تقوَ عليها شياطين ذاك الجحيم، ولن ينال منها إرهابيّو هذا العصر.

والشهداء هم: نسيب عازار، سعد عازار، طوني عازار، عطا الله عازار، سبع عازار، الياس عازار، ميشال عازار، لوريس بعقليني، ناصيف بعقليني، الياس بعقليني، نخلة عازار، مخايل عازار، صوما عازار، سامي فارس، زاهية الحاج، أمل الحاج، يوسف الحاج، شبل عازار، نبيل عازار، وعبدو عازار، وكلّهم من عينطورة. والشهيد جورج فرح مينا من عين كفر زبد ـ قضاء زحلة. هؤلاء هم المنارات… والنهضة فينا لا يمكن أن تكون نهضة حقيقية إلّا إذا كانت ولّادة للشهداء الأبطال. ولن يكون الشهيد أدونيس نصر آخرهم، وسناء الاستشهادية التي تصادف ذكرى استشهادها بعد أقلّ من أسبوع في التاسع من نيسان، هي وردة الشهداء وهي القدّيسة في عالم الأشرار.

وأشار مينا إلى وقفة العزّ التي وقفها سعاده قبيل استشهاده، وكلماته الأخيرة: «أنا لا يهمنّي كيف أموت، بل من أجل ماذا أموت… أنا لا أعدّ السنين التي عشتها بل الأعمال التي نفّذتها». ها قد أتى الأنبياء لنصرة المظلومين ولرحمة المنكوبين ولدعوة الناس إلى الحق والخير والعز، ولرفض الباطل والشرّ والذلّ والإرهاب… لقد ثاروا ومعهم سعاده ضدّ الفساد والمفسدين، وضدّ الظلم والظالمين، وضدّ التعسّف والمتعسّفين، وضدّ الإرهاب والإرهابيين…

وأخيراً، صحيح أيها الشهداء أنكم رددتم الأمانة وغبتم عنّا جسداً، لكنكم ما تزالون روحاً تدور حولنا بإيمانها وفكرها وأخلاقها، وغيثاً يروي الأرض العطشى بما فيه وفيكم من دم وحق وخير وجمال، وقمحاً يغذّي المحتاجين الجائعين إلى التضحية والوفاء والفداء، وخميراً يخمّر العجين فيجعل المجتمع كلّه مجتمع الوئام والمحبة والسلام، وصخراً يفولذ الإرادة فينا فتتحطّم عليها كل المؤامرات.

عبدو عازار

وألقى كلمة التيار الوطني الحرّ عبدو عازار فرأى أنّ حكاية الشهادة في التاريخ طويلة. إنها حكاية الأحرار في وجه الاستبداد وكلّ أشكال المظالم والتخلف والرجعية والحرمان في شتى المجتمعات. أحلام الشهداء كبيرة كما طموحاتهم وآمالهم، لهذا يستشهدون في سبيلها، فهم يسطّرون البطولات وينتصرون بالدم على السيف في وجه الطغاة.

وقال: إذ نستذكر معكم اليوم شابات وشباناً، نساء ورجالاً، استشهدوا في سبيل قضيتهم ورأيهم، جريمتهم أنهم لم ينكروا أو يتنكّروا لقضيتهم وزعيمهم، جريمتهم أنهم لم يشتركوا في حفل القتل الجماعي على الطائفة والهوية، جريمتهم أنهم لا طعم ولا لون لهم في السياسة اللبنانية الزبائنية، فطعمهم الكرامة ولونهم المقاومة وشيمتهم الكلمة.

فالتحية كلّ التحية لشهدائكم الأبرار، والتحية لمقاوميكم ومناضليكم الشرفاء على دروب استعادة سورية… كلّ سورية. وفي هذا السياق، نشهد أنّ تاريخ النضال سجّل لكم بأنّكم لم تنزلقوا يوماً في متاهات الصراعات التي شاءت الرهانات والأوهام أن يسقط الكثيرون في أتونها.

ورأى أنّ المتتبّع لمسار السياسة اللبنانية يدرك، ومن دون عناء، أنّ السمة الراجحة لهذه السياسة أنها شكل من أشكال التعاطي بين الجماعات، أقرب إلى «نظام المافيا» منه إلى «نظام الدولة»، وقال: أقول المافيا ولا أقول حتى العشائر أو القبائل، لأنّ لهذه بنى أخلاقية وعادات، منها الحسنة ومنها السيئة، أمّا المافيا فلا حسنة لها، أقلّه في نظرنا.

واعتبر عازار أنّ الدستور في لبنان ليس مُصاناً، ولا القوانين التطبيقية محترمة، ولا حتى باقي المعايير، لا سيما الأخلاقية منها، ودليلنا على ذلك كيف نفسّر التباينات بين الأفرقاء، والتي غالباً تحكمها المصالح الخارجية والفئوية والمذهبية، فتصبح المقاومة إرهاباً، ويصبح الإرهاب ثورة.

وقال: إنّ غاية السياسة عندنا بناء المجتمع وتنظيم إدارته وتأمين رفاهه واستقراره، فنحن إن كنّا نسعى إلى الحكم ونطالب بالعماد ميشال عون رئيساً، مع شركائنا وحلفائنا، من أجل نقل الوطن من موقع الشركة إلى موقع الدولة. هي ثقافة التحرير والتحرّر تجمعنا، وبناء المجتمع الجديد، المجتمع المعافى من أدران الطائفية والمذهبية والفئوية والمناطقية، والمجتمع المقاوم لكلّ أشكال الإرهاب والاستعمار.

وختم عازار كلمته بتلاوة فقرات من خطاب سعاده في 2 آذار 1947 عن حالة الاستقلال الحاضرة، وكيف أنّ الاستعمار لا يزال يحاصر أمتنا في السجن الكبير.

مهنّا

وألقى نائب رئيس الحزب توفيق مهنّا كلمة استهلّها بتوجيه الشكر والتحية إلى كاهن عينطورة الجليل الأب يوسف الخوري على عظته الفلسفية والروحية والنهضوية والتقدّمية في مقاربتها كتاب «الإسلام في رسالتيه» لباعث النهضة السورية القومية الاجتماعية، هذا الكتاب الذي وضعه سعاده عن الأديان، لينقذ الأمة من خطر اقتتالنا على السماء ما يفقدنا الأرض ويبعدنا عن حضارتها وتراثها وحقيقتها القومية وعن إرثها الحضاري. تحية في هذا الزمن الذي يتبارى فيه رجال دين من شتّى الأصناف والأشكال والألوان إلى إطلاق فتاوى الجهل والتعصّب والموت. أما انتم أيها السوريون القوميون الاجتماعيون، فتصنعون فتوى الحياة التى وضعها أنطون سعاده من أجل عزة الأمة وكرامتها.

وقال مهنّا: نستهلّ هذه الكلمة بقول للشاعر السوري أبو العلاء المعري قال: «خفّف الوطأ ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد». هذه أرض طيبة ومباركة، لقد جاء في الكتب أننا خلقنا من الماء كلّ شيء حيّ، وقد جاء أنّ يوحنا عمّد في الماء وأنّ المسيح عمّد في الماء والروح القدس، أما سعاده فقد عمّد بروح النهضة، في الدماء، الدماء الزكية ليكون للحياة معنى وقيمة وكرامة وعنفوان. متسائلاً: ما معنى الحياة انْ كانت عيشاً وإن كانت جسداً فانياً طال العمر أو قصر. وما معنى الحياة إن لم تكن وقفة عزّ والدماء هي أزكى الشهادات للتعبير عن وقفة العزّ؟

ورأى مهنّا أنّ شهداء عينطورة مثّلوا وقفة العز، وأبناء عينطورة الذين دافعوا عنها بدمائهم بالعقيدة السورية القومية الاجتماعية دافعوا عن أبنائها عن المتن الشمالي عن لبنان ووحدته وانتمائه، وقفوا في صفّ الدفاع كي لا يسقط لبنان الوحدة والمؤسسات، تصدّوا لمشروع التقسيم والصهينة الذي كان يجتاح بلادنا عام 1975 حيث تفجّرت الحرب لفرز المجتمع وتقسيم الدولة تنفيذاً لمخطّط العدو الصهيوني.

وقال مهنّا: القوميون الاجتماعيون وشهداء عينطورة تصدّوا للمؤامرة ودافعوا عن وحدة لبنان في وجه من تشدّق بأنه لبناني أكثر من القوميين الاجتماعيين.

يا أبناء عينطورة، يا أبناء المتن… كما قال سعاده إذا كان هناك لبناني صميم، فهم القوميون الاجتماعيون الذين رفضوا التنازل عن وحدة لبنان، أما أولئك الذين ارتكبوا المجازر وهجّروا وفرزوا وقسّموا وقتلوا بِاسم الدين، أولئك الذين تشدّقوا أنهم لبنانيون، ثبت بالبرهان القاطع أنهم انتهازيون سلطويون يبغون السلطة، ويسيرون في مشروع التقسيم، لذلك أقدموا على ارتكاب مجزرة عينطورة بدم بارد.

وقال مهنّا: تعيدني الذاكرة إلى جريمة العصر التي ارتكبت ضدّ الزعيم سعاده على أيدي الجماعات نفسها. ألم يوصفها في تلك المرحلة كتائب الخيانة القومية التي مهّدت في بيروت بافتعال مشكلة الجميزة، وإدخال لبنان في أتون الفتن وفي الخراب والضياع، لذلك إذا كان من عبرة لنا ونحن نقف على منصة الشهداء، فالعبرة أولاً أنّ الطائفية والقوى الطائفية وأحزاب الطائفية وأمراء المذاهب والطوائف هم أعداء وحدة لبنان وهم أعداء تقدّم وتطوّر لبنان.

وإذا كان لنا من موقف حازم، فنحن في هذا اليوم نؤكد أننا وُجدنا لنتحرّر من هذا النظام الطائفي ولنضع نظاماً جديداً يليق بنا وبلبنان وبأجيالنا، ويحافظ على الشباب والأدمغة من الهجرة. وإذا كان من عبرة، فهناك عبرة أن نستمرّ في النضال لتقويض هذا النظام الطائفي البغيض الذي نكّل بالقوميين الاجتماعيين غيلة وإعداماً، وهو نفسه الذي يولد وحوشاً طائفية، ترتكب المجازر، فمجزرة حلبا في عكار بحق القوميين تتشابه مع مجزرة عينطورة، ولا تختلف من حيث الوحشية عن المجازر الإرهابية التي ترتكب بحق شعبنا في فلسطين والشام والعراق. فمرتكبو المجازر هم من الطينة ذاتها، إرهاب واحد وغدر واحد ويد آثمة واحدة. لكن مهما تعاظم الإرهاب ضدّنا، لا بدّ أن نضع حداً له، لأننا أبناء النور والحياة، كنا وسنبقى رسل النهضة ورسل النور، ونحن نستذكر الشهداء، لننعش روحنا وذاكرتنا بطيب أنفاسهم وشموخ وقفتهم.

وأضاف مهنّا: نحن اليوم نستذكرهم في المدلولات التاريخية لأننا دعاة وحدة المجتمع والدولة وحدة الأمة والقوميون الاجتماعيون كما تصدّوا لمشروع التقسيم في لبنان يتصدّون اليوم للإرهاب على أرض الشام لمشروع تقسيم الشام، ونؤكد أن لا حلّ لمشاكل الأمة الا بالعقيدة القومية الاجتماعية الموحدة المحيية.

وتابع مهنّا: نحن من باب الحرص على شعبنا نرتضي ان نضحّي بأنفسنا من أجل وحدة شعبنا لذلك ترون القوميين الاجتماعيين في لبنان أو في الشام أو في أيّ مكان من أرضنا القومية يقاتلون دفاعاً عن وحدة الأمة وعزتها واستقلالها في وجه التقسيم والفدرلة والإرهاب والاحتلال الصهيوني لبلادنا. ومن هنا من عينطورة تحية وفاء وإكبار إلى القوميين الاجتماعيين… نسور الزوبعة الذين يستبسلون في الدفاع عن الشام، فلا يظننّ أحد انه يمكننا أن نتراجع أو نضعف أو نهون في هذه المعركة القومية الكبرى.

وتحدّث مهنّا عن بعض الاستحقاقات الأساسية التي يجب الإشارة إليها، ولعلّ أخطرها التآمر الدولي والإقليمي والعربي والمحلي من خلال قوى معينة تحاول أن تصنّف المقاومة إرهاباً، المقاومة التي هي التعبير الحيّ عن نبض الأمة في وجه الهزيمة والقهر والموت.

المقاومة التي هي شرف الأمة التي تنبري بعض الجهات لتوسمها بالإرهاب، وتنسى إرهاب الكيان الصهيوني اليهودي، وتنسى إرهاب الجماعات الجاهلية المتخلفة الميتة في وجدانها وفكرها، هذه الجماعات التي تأتينا من كلّ أصقاع الأرض، تأتي بفتاوى إقامة إمارة بِاسم التخلف، هذه الجماعات الإرهابية التي عانى منها العراق والشام ولبنان، وظنّ الأعداء أنهم بتصديرها إلى بلادنا، إلى هلالنا الخصيب، يبعدون شرّ هذه الجماعات عنهم وعن دولهم، فماذا كانت النتيجة؟ ألا تذكرون قول الأديب القومي الاجتماعي سعيد تقيّ الدين: «من يزرع الريح يحصد العاصفة». أنتم من زرع هذه البذرة الشيطانية وتحصدون منها أعمالها الإرهابية والإجرامية في باريس وبلجيكا ولندن وأميركا أو في أيّ مكان، وعندما رفعنا مطلباً لإنشاء جبهة لمقاومة الإرهاب كنا نعي أنّ هذا الإرهاب هو كالتنين برؤوس عدّة، يضرب في كلّ مكان، لكننا هنا على أرض سورية نعيد التأكيد مع زعيمنا الخالد سعاده: «نحن أمة كم تنّين قد قتلت»، ونحن سنقتل هذا التنّين الإرهابي كما قاتلناه وواجهنا أوجهه المختلفة وانتصرنا عليه، وهذا هو خيارنا.

ورأى مهنّا أنّ هناك تضليلاً من قبل قوى محلية وعربية ودولية في موضوع النازحين السوريين من أجل التوطين، وكلنا نذكر القرار 194 المتعلق بحق العودة لأبناء شعبنا الفلسطيني، وكيف تآمر عليه اليهود وقوى عظمى في العالم لإسقاطه لتوطينهم ونسيان فلسطين وحق العودة، ولكن ظنّهم خاب بالرغم من التهويد والقتل والإبادة والمجازر، شعبنا في فلسطين ينتفض فألف تحية من عينطورة إلى الانتفاضة في فلسطين.

وفي السياق عينه، نجد أنّ هناك مؤامرة لإسقاط النظام في الشام، لأنّ هذا النظام كما يزعمون غير شرعي! وماذا حصل في أول استحقاق؟ هبّ الشعب السوري وأكد على ثوابته وخيارات دولته وقيادته، وتمسكه بالرئيس بشار الأسد كرمز لوحدة الدولة والشعب والمؤسسات والجيش في وجه هذه الهجمة البربرية المتخلفة.

اليوم يحاولون أن يضلّلوا شعبنا ويخيفوه من النازحين السوريين، وعلى الحكومة اللبنانية أن تتحمّل المسؤولية كاملة، ونحذّرها من اللعب بهذه اللعبة الخطيرة، بل عليها أن تقف في وجه هذه المؤامرة وإلا كانت شريكة فيها، وعليها أن تبادر إلى فتح الحوار مع الحكومة السورية لوضع الأسس والقواعد التي تتضمّن عودة كريمة لأبناء شعبنا إلى متحداتهم وقراهم في الشام.

وإذا لم تتحرك سريعاً فإنّ ذلك سيضعها في موقع الشبهة، لذلك، وإنْ كنا ننظر إلى الشاميين أنهم أبناء شعبنا، ندعو هذه الحكومة إلى الوقوف في وجه مؤامرة توطين النازحين حفاظاً على حقوقنا القومية ولا يمكن بعد اليوم أن يستمر أحد برفع شعار النأي بالنفس.

وتطرّق مهنّا إلى استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، فأكد ما دعت إليه قيادة الحزب بالمشاركة في الانتخابات كتعبير ديمقراطي عن إرادة الشعب، وقال: نرفع راية الإنماء من خلال هذا الاستحقاق الدستوري لأنه ليس استحقاقاً سياسياً ولا حزبياً، بل استحقاق إنمائي بامتياز، خصوصاً في ظلّ غياب الدولة عن تحمّل مسؤوليتها. ويجب على القوميين الاجتماعيين مقاربة هذا الاستحقاق برقيّ في قرانا وبلداتنا لأنها بحاجة إلى إنماء.

وأكد أخيراً بِاسم الحزب السوري القومي الاجتماعي لعائلات الشهداء ولأبناء عينطورة وأبناء المتن منبع النهضة، أننا سنبقى في موقع الاعتزاز بالشهداء، الذين كانوا درّة في تاريخ النهضة، فشهداؤنا هم فخرنا وعزنا، شهداؤنا هم طليعة انتصاراتنا الكبرى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى