التضامن اللبنانيّ مع غزّة متواصل… وتحيّة إلى الصمود الأسطوريّ
لا تزال الوقفات والفعاليات والاعتصامات التضامنية مع غزّة مستمرّة في كافة المناطق اللبنانية من الجنوب إلى الشمال والبقاع مروراً بالعاصمة بيروت، وفي كلّ المخيّمات المنتشرة على الأراضي اللبنانية.
وإذ حيّت الكلمات والبيانات الصمود الأسطوري الذي يخطّه شعبنا البطل في غزّة، وملاحم الفداء التي تسطّرها المقاومة الفلسطينية الفذّة، أكّدت هذه الكلمات والبيانات على ضرورة الوحدة والالتفاف حول المقاومة، وعدم التفريط بإنجازاتها، كما دانت العدوان الصهيوني المستمر على القطاع، وشجبت الاعتداء الأخير الذي تعرّضت له قناة «الأقصى الفضائية».
وفي التقرير التالي، جولة على أهم هذه الفعاليات التضامنية.
صالح
أصدر أمين عام المؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح أمس بياناً جاء فيه: «يحلّ علينا عيد الفطر وأمتنا تواجه العدوان التكفيري الذي يضرب أكثر من بلد عربي، فالعراق يتعرّض لهجمة من تنظيم «داعش» الذي يستهدف الكنائس والمساجد والمراقد تدميراً وتدنيساً، ويهجّر المسيحيين وكلّ من يخالفه الرأي بهدف تقسيم العراق إلى كانتونات مذهبية وعرقية لإضعافه وإخراجه من دائرة الصراع القومي خدمة لأعداء الأمة. وتستمر الحرب الكونية على سورية بدعم من دول غربية وأخرى عربية تغدق أموالها وأسلحتها لإسقاط دور الشام الداعم للمقاومة، وليبيا ومصر واليمن وتونس تُستهدف بهجمات إرهابية، واليوم يشنّ العدو الصهيوني حرب إبادة على شعبنا في غزّة، فتقف هذه الدول متفرّجة على رغم سقوط أكثر من ألف شهيد وآلاف الجرحى وتدمير أحياء بكاملها على رؤوس ساكنيها، وارتكاب المجازر والمذابح الجماعية بحقّ أهل غزّة البواسل، فإن هذه الدول تتواطأ مع أميركا وتتبنّى الموقف الصهيوني الذي يسعى إلى تجريد المقاومة من سلاحها لحفظ أمن الكيان الصهيوني وإنقاذه، بدل تقديم المساعدة لغزّةا ورفع الحصار الجائر عنها.
إننا إذ نؤكد أن مقاومة غزّة الأسطورية التي صمدت وواجهت طوال عشرين يوماً وكبّدت العدو الخسائر الجسيمة في جنوده وعتاده، قادرة على رد العدوان وتحقيق النصر، ندعو الأحزاب أعضاء المؤتمر إلى الوقوف مع شعب فلسطين الصامد والمضحّي، وإلى تقديم كل وسائل الدعم له، وإلى تصعيد تحرّكاتنا ومسيراتنا التضامنية لنستحق شرف الاحتفال بالنصر المؤزر الذي ستحقّقه مقاومة غزّة الباسلة، وحينئذٍ يمكننا إحياء أعيادنا. وإنها لمقاومة حتى النصر».
«المنار»
أصدرت قناة «المنار» بياناً أمس، تعليقاً على العدوان الصهيوني الإجرامي الذي استهدف المؤسسات الاعلامية الفلسطينية، لا سيما قناة «الأقصى»، وأدّى إلى تدميرها. وجاء في البيان: «تعبّر قناة المنار عن إدانتها الشديدة العدوان الصهيوني الذي استهدف قناة الأقصى، وترى فيه محاولة يائسة لإسكات الإعلام الفلسطيني المقاوم الذي يضطلع بنجاح بمهمة تظهير المجاهدين وصمود أبناء الشعب الفلسطيني وفضح سياسة المجازر بحقّ المدنيين.
إن الإعلام الفلسطيني المقاوم قد أنجز الكثير حتى الآن، لأنه شريك أساس في الحرب، وما استمراره في البث وإيصال رسالة المقاومين إلا دليل واضح على فشل العدو في خنق صوت المقاومة وحجب إنجازاتها المباركة.
إن قناة المنار، إدارة وعاملين، تؤكد تضامنها الكامل ووقوفها التام مع الجسم الإعلامي الفلسطيني في غزّة وكلّ فلسطين، لا سيما قناة الأقصى، وتشدّد على أنها ستبقى صوتاً قوياً معبّراً عن مظلومية الشعب الفلسطيني وجهاده في سبيل استعادة حقوقه المغتصبة».
حركة الأمة
دانت حركة الأمة في بيان الممارسات الصهيونية في فلسطين والمجازر في غزّة، وما تقوم به المجموعات الإجرامية في العراق من قتل، وتدمير أماكن العبادة ومقامات الأنبياء، وما يحصل في الموصل من تدمير وقتل واعتداء على المواطنين المسيحيين، مشيرةً إلى أنّ الهدف من كل هذا، التدمير وتقسيم العالم الأمة.
واستنكرت الحركة الأعمال الإجرامية ضد أهلنا وإخواننا المسيحيين، «فهذه الجماعات استباحت كالصهيونية كل المحرّمات ضد جميع المواطنين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، وهم لا يمثلون الإسلام ولا المسلمين على الإطلاق».
صيدا
نفّذت حركة حماس، وقفة تضامنية في ساحة الشهداء في مدينة صيدا، بحضور حشد من ممثلي وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة في المدينة وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية الفلسطينية اللبنانية، استنكاراً للعدوان «الإسرائيلي» على الشعب الفلسطيني في غزّة، واستهداف المؤسسات الاعلامية والعاملين فيها وقصف المدنيين ومكاتب شبكة «الأقصى».
وألقى كلمة إعلاميي صيدا نزيه النقوزي الذي أكد أنّ المقاومة ستبقى حتى النهاية، وهي السبيل الوحيد لاستعادة فلسطين. معتبراً أنّ الدماء البريئة التي تسقط في غزّة ما هي إلا الدليل على فشل العدو الصهيوني.
بعد ذلك، تحدث المسؤول الإعلامي في حركة حماس ـ صيدا وليد كيلاني الذي طالب المجتمع الدول والامم المتحدة بتحمّل المسؤوليات والخروج عن الصمت إزاء استهداف الصحافيين وقتلهم بدم بارد. منتقداً صمت وسائل الإعلام العربية والدولية، داعياً إلى عدم الوقوف وقفة المتفرج على ذبح الصحافيين والإعلاميين واستهداف مكاتبهم من دون أن يحرّكوا ساكناً.
وألقى مسؤول منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في لبنان محمد دهشة كلمة أكد فيها أنّ العدو لن يستطيع كسر إرادة المقاومة، وهي تمضي قدماً لتحقيق الانتصارات والمفاجآت، ولن يستطيع كسر أقلام الصحافيين وكمّ أفواههم أو إرهابهم.
واختتم الاعتصام بكلمة للجماعة الاسلامية ألقاها وائل نجم ندّد فيها بالعدوان الصهيوني على قطاع غزّة وعلى وسائل إعلامية، داعياً الوسائل الإعلامية في لبنان إلى تشكيل وسائل بديلة لفضح جرائم العدو.
«الاتحاد»
رأى حزب الاتحاد في بيان صدر أمس أنّ القيادة الصهيونية ترفع من وتيرة مجازرها بحق الشعب الفلسطيني في عملية ممنهجة للقضاء على مقاومة هذا الشعب الأبيّ الذي يصنع المعجزات بصموده. وأشار إلى أنّ صمود غزّة عرّى النظام الرسمي العربي، كما أكد ألّا خيار أمام الأمة إلا المقاومة تأكيداً لحقها في الحرية التي لا تصنع بمفاوضات وتسويات إنما بمقاومة المحتل.
أبو سامر موسى
اعتبر القيادي في الجهاد الإسلامي أبو سامر موسى خلال كلمة ألقاها في لقاء تضامنيّ في صور ضمن حشد فصائلي وشعبي، أنّ «اليوم أمس بحساب الأيام هو الرابع والعشرون للاعتداء على غزّة، وفي حساب السنين هو السابع والستون للاعتداء على فلسطين، وفي حساب العزّة والكرامة والانتصار فحدّث وافتخر أنك فلسطينيّ من أبناء الفئة المنصورة التي ترابط في بيت المقدس»، وقال في كلمته متوجّهاً إلى أبناء فلسطين: «المقاومة بكل فصائلها لن تخذلكم، ولن تتخلى عنكم، ولن تساوم على آلامكم وآمالكم. دمكم هو دمنا، وجرحكم هو جرحنا، ومصابكم هو مصابنا، وكل ما حققته المقاومة من إنجاز وأثخنت به العدو من آلام وجراحات، هو بفضل صمودكم وثباتكم».
وتوجّه إلى الداخل الفلسطيني وكلّ الأطراف الأخرى الذين يلهثون من أجل إبرام تهدئة تخدم العدو الصهيوني وتحافظ على ماء وجهه قائلاً: «إننا في فصائل المقاومة لسنا على عجلة من أمرنا، أعددنا العدّة ونحن جاهزون لكلّ أشكال الحرب ومستعدّون للمواجهة البرية بكل شوق».
واعتبر أنّ كل ما يشاع من هنا وهناك عن تهدئة إنما هو كلام إعلامي ولا شيء رسمياً حتّى الآن، «ونحن منفتحون على كل المبادرات ودرسها وإبداء الرأي فيها، وكل طرح لا يرقى لمستوى التضحيات ودماء الشهداء والجرحى لن يمرّ، والمقاومة ستستمر في مواجهة الكيان الصهيوني وكل المتآمرين على شعب فلسطين».
وطالب أبو سامر المقاومة بالوحدة ورصّ الصفوف لمواجهة المؤامرة الدولية والمغطّاة من بعض الأنطمة العربية. وانتقد صمت المجتمعين الدولي والعربي وغياب نبض الشارع الذي ما زلنا نراهن عليه.
الديمقراطية
وضع وفد من قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ـ صيدا، إكليلاً من الزهر عند النصب التذكاري للشهداء في ساحة المدينة، إجلالاً لأرواح شهداء غزّة وشهداء الصحافة وقناة «الأقصى الفضائية».
وحيّا مسؤول الجبهة في صيدا فؤاد عثمان الشهداء الذين سقطوا بآلة الحرب التدميرية الهمجية والبربرية الصهيونية. مستنكراً التخاذل والصمت العربيين والدوليين، وسأل: «لماذا كل هذا الصمت والأطفال يستشهدون في مقرات الأمم المتحدة وترتكب بحقهم أبشع المجازر؟».
وختم عثمان بتوجيه التحية إلى الصحافة اللبنانية على دورها المقاوم بالقلم والصوت والصورة مع شهداء غزّة وصمودها.
البدّاوي
نظّمت جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية ـ فوج القادسية، مسيرة تضامنية مع قطاع غزّة، جابت شوارع مخيم البدّاوي، رُفعت خلالها أعلام فلسطين وصور الشهداء من الأطفال الذين سقطوا ضحية العدوان «الإسرائيلي» على القطاع. كما رفعت لافتات مندّدة بالعدوان، ومستنكرة الصمت العربي والدولي على الجرائم التي ترتكب بحقّ المدنيين والعزّل.
«شاهد»
ندّدت «المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان ـ شاهد»، في بيان صدر أمس، بقصف جيش الاحتلال «الإسرائيلي» منذ أيام مدرسةً تابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم «الأونروا» في مخيم جباليا شمال قطاع غزّة، وارتكاب مجزرة ذهب ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح. وتشير الإحصاءات إلى قتل نحو 16 شخصاً بينهم أطفال ونساء داخل مدرسة «الأونروا»، في تحدّ واضح للقانون الدولي.
وأوضحت «شاهد» أنّ العدوان على غزّة تسبّب في تدمير آلاف المنازل بين تدمير كامل وجزئي، وتعرّضت 46 مدرسة و56 مسجداً و7 مستشفيات لدرجات مختلفة من التدمير.
وطالبت المجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان وجامعة الدول العربية بالتدخل الفوري لوقف العدوان المتواصل على القطاع، ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب.
تجمّع الأطباء
دان تجمّع الأطباء في لبنان، في بيان صدر أمس، القصف الصهيوني الهمجي على المستشفيات والمراكز الطبية في قطاع غزّة. معتبراً أنّ إجرام الكيان الغاصب تخطّى كلّ الخطوط الحمراء، متحدّياً القانون الدولي.
وجدّد التجمّع التضامن المطلق مع أطباء فلسطين وأهالي غزّة الصامدين ومقاوميها.
عقد اجتماعه الدوري في مركز «القومي»
لقاء الأحزاب يدعو إلى محاكمة قادة العدو على جرائمهم الوحشية في غزّة
عقد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية اجتماعه الدوري في مركزي الحزب السوري القومي الاجتماعي، واستهلّ بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء غزّة والأمة، وفي نهاية الاجتماع صدر البيان التالي:
أولاً: توقف اللقاء أمام الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة والبطولات التي تسجّلها المقاومة الفلسطينية في مواجهة جيش العدوّ الصهيوني وتكبيده الخسائر الجسيمة على نحو أسقط هيبته وأحبط أهداف عدوانه، ما أدخله في مأزق وجعله غير قادر على التقدّم أو التراجع. الأمر الذي أكد حقيقة عدم قدرة الجيش الصهيوني ـ أقوى جيش في المنطقة ـ على استعادة قوته الردعية، وتحقيق إنجاز في الميدان يحفظ ماء وجهه. وإننا إذ ندين ارتكاب المجازر المتتالية ضدّ الأطفال والنساء والشيوخ في غزّة والتي تشكل دليلاً على فشل أهداف العدوان وانتصار المقاومة، فإننا ندعو إلى تحويل قادة العدو الصهيوني إلى المحكمة الدولية لمحاسبته ومعاقبتهم بسبب الجرائم التي يرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني.
ثانياً: يدين اللقاء بشدّة موقف معظم الأنظمة العربية التي لاذ بعضها بالصمت، وبعضها الآخر بالتآمر والتواطؤ ضدّ المقاومة الفلسطينية، تماماً كما تآمرت ضدّ المقاومة في لبنان خلال حرب تموز 2006. وقد عرّى العدوان الصهيوني دور الجامعة العربية وبعض المشايخ العرب الذين كانوا يجتمعون ليلاً ونهاراً للتحريض ضدّ سورية، وإصدار الفتاوى للقتال فيها، فيما هم صامتون إزاء ما يرتكبه العدو الصهيوني من فظاعات بحق شعبنا في قطاع غزّة.
وفي المقابل، يثمّن اللقاء مواقف سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني ومقاومته والتي جسّدت وحدة حلف المقامة في مواجهة الاحتلال الصهيوني، في مقابل تواطؤ الحلف الدولي ـ العربي ـ الإقليمي المعادي لفلسطين والساعي إلى تصفية قضيتها.
ثالثاً: يدعو اللقاء النظام المصري إلى الإسراع بفتح معبر رفح أمام المساعدات للشعب الفلسطيني وخروج الجرحى للعلاج، وهذا أقلّ الواجب الوطني والقومي الذي يؤكد استعادة مصر دورها العربي والذي يتجسّد عبر الوقوف إلى جانب شعب فلسطين ومقاومته.
رابعاً: يتوجّه اللقاء إلى جميع الأحزاب والقوى والحركات الوطنية والقومية العربية من أجل التحرّك نصرةً للشعب الفلسطيني ومقاومته وكسر جدار الصمت العربي وفضح تآمر الأنظمة التي كشفت عن اصطفافها إلى جانب العدو الصهيوني في شنّ الحرب على غزّة، وممارسة الضغط على الأنظمة التي تقيم العلاقات مع العدو الصهيوني، لقطع هذه العلاقات وسحب السفراء من كيان العدو اقتداءً بمواقف دول أميركا اللاتينية فنزويلا ـ السلفادور ـ البيرو ـ تشيلي والبرازيل التي برهنت وقوفها مع فلسطين وشعبها بعكس أنظمة الجامعة العربية الداعمة للعدوان والمحرّضة على التآمر على فلسطين وشعبها الأسطوري.