لماذا تتعثر استعادة الموصل؟
كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن ضباط عسكريين أميركيين وعراقيين تشكيكهم بفاعلية العملية العسكرية في شمال العراق، مشيرة إلى تراجع الحديث في أوساط المسؤولين العسكريين عن استعادة وشيكة للموصل ثاني أكبر المدن العراقية.
وفق مسؤولين عسكريين أميركيين، فإنه بعد أيام على بدء الهجوم لا يزال تقدم الجيش العراقي متعثراً باتجاه مدينة مخمور التي يسيطر عليها ما يقارب مئة إلى مئتي مقاتل من داعش، إذ لا يزال يقاتل من أجل استعادة قرية نصر الصغيرة رغم مرور أسبوع على محاولاته المتكرر.
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن «البداية والتوقف السريعين على طريق الموصل أثارا التساؤلات في أوساط القادة المحليين والمسؤولين العسكريين عما إذا كانت المهمة بدأت في وقت مبكر، وما إذا كان بإمكانها الاستمرار دون تعزيزات من قوات إضافية
وقالت «وول ستريت جورنال» إن جزءاً من المشكلة يكمن في إقامة قاعدة للجيش العراقي في قضاء مخمور قبل أشهر من بدء العملية. وفي هذا الإطار، نقلت عن بعض الضباط أن القاعدة أنشئت في مكان قريب من الخطوط الأمامية، ما جعلها هدفاً للقصف الصاروخي الروتيني لداعش على الرغم من رفض الجيش العراقي لهذا التقييم.
وفق الشيخ مروان الزيدان أحد قادة العشائر في الموصل متحدثاً لـ»وول ستريت جورنال» فإنه كانت هناك «اندفاعة» في بدء العملية. فيما قال ضابط في الجيش الأميركي للصحيفة إن الجيش الأميركي أكد تأجيل موعد بدء العملية بسبب استمرار سقوط الصواريخ على القواعد العراقية والأميركية، لكنه أضاف أن القواعد لم تنصب في اماكن قريبة من الجبهة الأمامية.
وقال بول ديبريو: «إن القوات العراقية مرغت أنف العدو والآن تراجع خطوة إلى الوراء»، مضيفاً: «أنها تستعد لإعادة إطلاق العمليات الهجومية قريباً جداً».
بدوره، قال قائد قوة محاربة الإرهاب في الجيش العراقي عبد الغني الأسدي: «أبلغنا المسؤولين أن الوقت المثالي لبدء عملية الموصل هو بعد انتهاء عمليات الأنبار»، معتبراً أن من شأن ذلك أن يجعل كل قواته تركز اهتمامها على القتال حول الموصل. وفي هذا السياق، لفت إلى أن القوات المشاركة في عمليات الموصل ليست كافية للسيطرة على كل نينوى لأنها محافظة كبيرة جداً فضلاً عن أن داعش متواجد في المدينة منذ وقت طويل.
وأضافت الصحيفة، أن المسؤولين الأميركيين وسعوا نقاشاتهم باتجاه توسيع قدرات القوات الأميركية الخاصة في البلاد واستقدام المزيد من الأميركيين للمعارك المقبلة.
ميدانياً، قتل 75 عنصرا من «داعش» بقصف جوي استهدف تجمعا للتنظيم ونفقا طوله 2 كم جنوب مدينة الموصل.
وبحسب «السومرية نيوز»، فقد قالت قيادة عمليات تحرير نينوى في بيان اليوم الخميس: إن «طيران التحالف الدولي وجه، اليوم الخميس، ضربة جوية دمر خلالها نفقا لتنظيم «داعش» الإرهابي طوله 2كم بالكامل، وهو يربط قرية موزاين بقرية النصر في جنوب الموصل»، مشيرة الى ان «القصف اسفر عن مقتل 40 إرهابيا في النفق الذي كان يستخدم لنقل السيارات المفخخة وغاز الكلور».
واضافت القيادة، أن «طيران التحالف وجه ضربة اخرى في قرية مهانة جنوب الموصل، وقتل 35 إرهابيا بينهم 12 من جنسيات عربية».
كما اعلنت قيادة عمليات تحرير محافظة نينوى، اليوم الخميس، عن مقتل 30 عنصرا من تنظيم «داعش» بقصف جوي لطيران التحالف الدولي لمعمل، صواريخ وغازات سامة، تابع للتنظيم بناحية القيارة جنوب الموصل.
وقالت قيادة عمليات تحرير نينوى: إنه «بناء على معلومات استخبارية دقيقة من قبل استخبارات عمليات تحرير نينوى تمكن التحالف الدولي من توجيه ضربة جوية استهدفت معمل صواريخ وغاز الكلور ومواد سامة لتنظيم «داعش» في قرية صعيوية التابعة لناحية القيارة في جنوب الموصل».
واضافت القيادة، ان «القصف ادى الى تدمير المعمل بالكامل وحدوث هزة أرضية، مع قتل 30 إرهابيا».
يُذكر أن خلية الإعلام الحربي أعلنت، في 24 آذار 2016، عن انطلاق الصفحة الأولى من عملية تحرير محافظة نينوى بتحرير مجموعة من القرى ورفع العلم العراقي فوقها.
وفي السياق، قال قائد الفرقة العراقية الـ7، نومان عبد نجم، إن عملية تحرير قبيسة في الأنبار امتازت بدقة التخطيط والتنفيذ بوقت قياسي قصير وبمساندة فعالة من طيران التحالف الدولي والجيش العراقي.
وذكر عبد نجم في مقابلة حصرية مع قناة RT أن السلاح الأكثر استخداما من قبل عناصر تنظيم «داعش» خلال عملية التحرير هو المفخخات والعبوات الناسفة، مشيرا إلى أنه تم نزع 1093 عبوة ناسفة مزروعة خلال تقدم الجيش إلى قبيسة التي كانت تشكل عائقا في تقدم القوات العسكرية.