بروكسل: استفتاء هولندا حول انتساب أوكرانيا شأن داخلي
امتنعت قيادة الاتحاد الأوروبي عن التعليق على نتائج الاستفتاء غير الرسمي في هولندا الذي رفض معظم المشاركين فيه اتفاقية انتساب أوكرانيا للاتحاد الأوروبي.
وذكر مصدر في مجلس الاتحاد الأوروبي أمس أن بروكسل تنتظر صدور قرار أمستردام حول مستقبل اتفاقية الانتساب الموقعة سنة 2014، وصدقت عليها في الأشهر اللاحقة كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باستثناء هولندا، تحت ضغوط داخلية، خلصت إلى استفتاء غير رسمي قبل بت إقرار الاتفاقية النهائي من عدمه.
وأوضح المصدر أن «الاستفتاء ليس ملزما، وأنه استفتاء تشاوري، يندرج في نطاق الشأن الداخلي لهولندا». واضاف: «نحن لا نعلق على نتائج الاستفتاء، بل ننتظر صدور قرار الحكومة الهولندية بصدد المصادقة على اتفاقية انتساب أوكرانيا للاتحاد الأوروبي أو عدمها».
يذكر أن رئيس الوزراء الهولندي مارك ريوتي لم يستبعد أن ترفض أمستردام المصادقة على اتفاقية الانتساب بشكلها الحالي. وأكد أن هذه المسألة ستخضع للبحث في البرلمان الهولندي، وفي إطار الاتحاد الأوروبي، بما يرجح احتمال إعادة النظر بها.
وسبق لنواب الحزب الحاكم الهولندي أن أعلنوا أنهم سيضطرون لأخذ نتائج الاستفتاء بعين الاعتبار، في حال أظهرت نتائجه أن نسبة الرافضين للاتفاقية أعلى بكثير من المؤيدين لها.
من جهتها، أعربت أوكرانيا على لسان وزير خارجيتها بافيل كليمكين عن خيبة أملها في نتائج الاستفتاء في هولندا. وأكد كليمكين أن الجانب الأوكراني كان يأمل في أن تكون نسبة التأييد للاتفاقية في صفوف المواطنين الهولنديين أعلى مما أظهره الاستفتاء، لكنه أعرب عن ثقته بأن نتائج التصويت الشعبي لن توثر على التطبيق العملي للاتفاقية.
يذكر أن الاستفتاء قد نظم أول من أمس، على أن تعلن لجنة الانتخابات المركزية الهولندية نتائجه النهائية في الـ12 من نيسان. وأظهرت النتائج الأولية للاستفتاء أن 61.1 ممن شاركوا فيه رفضوا التصديق على الاتفاقية، فيما بلغت نسبة التأييد 38.1 وسط إقبال على بلغت نسبته 32.2 ، بما يجعله نافذا حسب التشريعات الهولندية.
وكان الموضوع المطروح للاستفتاء هو: «هل أنت مع أو ضد التصديق على اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا؟».
وعلى الرغم من أن التصويت الشعبي يحمل طابعا استشاريا، قال البرلمانيون الهولنديون إن نتائج الاستفتاء ستكون حاسمة لتحديد موقف البلاد النهائي من اتفاقية انتساب أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، علما بأن العديد من السياسيين الهولنديين يشككون في مدى قابلية أوكرانيا لبدء عملية الانضمام إلى الاتحاد.
علاوة على ذلك، تراجعت قيادة الاتحاد الأوروبي مؤخرا مرة أخرى عن قرار إعفاء الأوكرانيين من تأشيرات الدخول عند زيارة أراضي الاتحاد الأوروبي، وحمَّلت القيادة الأوروبية كييف مسؤولية التباطؤ في الوفاء بهذا التعهد، نظرا لعدم تنفيذ الأخيرة عددا من المتطلبات التي حددتها بروكسل في وقت سابق.
يذكر أن اتفاقية انتساب أوكرانيا للاتحاد الأوروبي التي بدأ إعدادها في عام 2012، تحولت إلى حجر عثرة على طريق العلاقات بين كييف وبروكسل وموسكو، وأدت الخلافات حولها إلى أزمة سياسية عميقة في أوكرانيا أواخر عام 2013 خلصت إلى انقلاب على السلطة أطاح الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في شباط عام 2014.