تلفزيون لبنان

مجلس الوزراء إلى الثلاثاء المقبل وهو لم يتوصّل في جلسته اليوم أمس إلى قرار حول اعتمادات جهاز أمن الدولة، كما لم يبحث في موضوع نايل سات ولا في موضوع أمن المطار وحاجاته والجلسة اقتصرت على قرارات عادية.

وفي السياسة، برزت زيارة السفير الفرنسي إيمانويل بون لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة، والبحث تناول المحادثات التي سيجريها الرئيس فرانسوا هولاند في بيروت سبت وأحد الأسبوع المقبل.

وفي القضاء، برز ختم محاكمة ميشال سماحة وقد تمّ توقيفه ليصدر الحكم بحقّه في اليومين المقبلين.

وفي الأمن، حرّرت شعبة المعلومات الطفلين المخطوفين وتأكّد في الأمر أنّ وراء الخطف قضية عائلية.

وفي الشأن البيئي والصحي، شركتا سوكلين وسوكومي أكّدتا العمل في خطة معالجة النفايات.

وفي الخارج، اهتمامات بزيارة خادم الحرمين الشريفين للقاهرة لخمسة أيام، ومشاركته بعذ ذلك في مؤتمر عالمي في أنقره.

وفي المؤتمر الأخير، سيشارك لبنان بعد ستة أيام ممثّلاً بالرئيس تمام سلام الذي قد يلتقي العاهل السعودي على هامش المؤتمر. وفي صيدا حفل تأبيني وهجوم صاعق للشيخ نبيل قاووق على السعودية.

إذاً، جلسة مجلس الوزراء اليوم اتّخذت قرارات في مسائل عادية، ولم تحسم أو لم تنجز معالجة ملفات حيوية وشائكة.

«ال بي سي»

أمن الدولة فجّر الدولة، الصورة ليست سريالية بل هي مرآة تعكس واقع ما جرى اليوم أمس على طاولة مجلس الوزراء، فبعدما رتّب الوزراء بند الموافقات على أسفار الوفود الوزارية إلى الخارج وصرف الاعتمادات على القاعدة الاثنتي عشرية، وصل النقاش إلى موازنات الأجهزة فانفجر البند بالوزراء ورفع الرئيس سلام الجلسة إلى الثلاثاء المقبل، لكن تحديد الموعد لم يخلُ من تلميحات بعض الوزراء إلى أنّ الجلسة قد لا تُعقد.

هذه القضية التي لم تنتهِ فصولها بعد يُتوقع أن تشهد مزيداً من الكباش السياسي حتى الثلاثاء المقبل.

وفيما المواجهة على طاولة مجلس الوزراء، كانت مواجهة من نوع آخر تجري بين زوج وزوجته على أحقيّة حضانة طفليهما، فعلى الطريقة الهوليودية أخذت الأم وهي من الجنسية الأسترالية الطفلين بعدما كان الوالد قد اصطحبهما من أستراليا، لكن شعبة المعلومات عرفت مكان إخفاء الطفلين، وعملاً بقرار قضائي سُلِّما إلى الوالد.

وإذا كان حكم الطفلين قد صدر فإنّ حكم الوزير السابق ميشال سماحة سيصدر في الساعات الـ48 المقبلة، وقد أُبقي الوزير سماحة موقوفاً إلى حين صدور الحكم.

«او تي في»

إنّها قمة الوقاحة… هكذا وصف أكثر من وزير مضمون ما حصل في جلسة مجلس الوزراء اليوم أمس . في الوقائع معلوم أنّ هناك في البلد أكثر من جهاز أمني. وفي الوقائع أيضاً، وضع تمام سلام، أو كاتبه البوجي، موازنات كل الأجهزة ضمن البند 40 من جدول الجلسة. ورمى جهاز أمن الدولة ضمن البند 65، تحت عنوان البحث في أوضاعه… هكذا، بكل وقاحة، كان المطلوب من الوزراء أن يوقّعوا على مخصّصات سريّة على العمياني لبعض الأجهزة. ثمّ أن يبصموا على قتل جهاز آخر فيه بشر ومواطنون وأبناء دولة أيضاً… لماذا؟ لأنّ تركيبة تمام سلام أرادت ذلك، ولأنّ وزير المالية وافقه، ولأنّ نهاد المشنوق وعبد المطلب حناوي كانا جاهزين لمساندته. أكثر من سنة والجهاز عرضة للحصار والخنق حتى الموت، وتمام سلام يدّعي أنّه لا يعرف. حين ووجه بالوثائق صارت حجّته أن لا شيء مستعجلاً إلى أن انفجرت قلوبهم المليانة، وأطلقوا كلامهم الصريح. ما اضطر سجعان قزي إلى خبط الطاولة بيده سائلاً الحناوي: هل تتكلم باسم كتلة الرئيس سليمان أم بصفة أخرى؟ حتى بقّ المشنوق بحصته، زاعماً ومتّهماً أنّ البعض يعتبر طائفة الجهاز أهم من الدولة كلها. عندها صار كل الكلام مُباحاً. سُئل سلام والمشنوق ومن معهما عمّن تحدّث عن المجلس الملي، فسكتوا. وسُئلوا عمّن أفصح عن نيّته حل الجهاز لا إيجاد حل له، فسكتوا… وسُئلوا عن مكبوتاتهم ومكنوناتهم حتى فقدوا صوابهم وأعصابهم فرفعوا الجلسة، مهدّدين كما كل مرة، بعدم الدعوة إلى جلسة أخرى. تبقى ملاحظتان، لم تتّسع لهما رحابة صدر السرايا اليوم أمس : الأولى بصيغة سؤال للوزير نهاد المشنوق: إذا طالب وزير لبناني، بتطبيق القوانين اللبنانية، وبوقف انتهاك الأصول والنصوص والقانون والدستور في لبنان، يصير طائفياً؟ وفي المقابل، حين ترافق أنت وليّ وليّ حكومتك إلى موسكو للمطالبة بحقوق السنة في سورية، تكونون ماذا؟ علمانيين أم أمميّين؟ أمّا الملاحظة الثانية، ففي صيغة استذكار لما قاله السيد حسن نصرالله قبل مدة: إذا أردتم العودة أهلاً وسهلاً. وإذا لا… الله معكن.

«ام تي في»

هل خطر المتفجرات والأسلحة هو الذي يهدّد أمن الدولة؟ وهل إبقاء جهاز أمن الدولة معطّلاً بفعل الهيمنة الفئوية هو الذي يُضعف القدرات على محاربة الإرهاب؟ أم أنّ التعاطي الفوقي الانقلابي مع الأمن والبيئة والاتصالات والدستور من قِبل بعض الوزراء ومن وراءهم هو الذي يهدّد أمن الدولة؟ لقد تخطّت حال الاهتراء كل المعايير والمقاييس ونضرب على ذلك المثل، ما إنْ وردَ اسم رئيس الوزراء الايسلاندي في وثائق بنما ليكس حتى استقال، أمّا عبد المنعم فيُدين ويلفّق ويتّهم.

هذه الصورة السوداء تأكّدت اليوم أمس في مجلس الوزراء، حيث لم يعر بعض الوزراء اي اهتمام للمخاطر المحيطة بالبلد، فمنعت الكيدية الحل المستحق لجهاز أمن الدولة، فطارت تجهيزات المطار وطار معها ملف الإنترنت المهرّب، كل هذا على وقع ألحان طائفية استُعيرت من قواميس الحرب.

كذلك اشترى القضاء العسكري بضع ساعات مستقطعة لميشال سماحة ولم يصدر حكمه فور انتهاء المرافعات، وحده فرع المعلومات يعمل، فقد حرّر الطفلين من آل الأمين اللذين خُطفا على يد والدتهما الأسترالية أمس.

«المنار»

لن يطول زمن الكسوف العربي الذي تغيب فيه أقمار الحقيقة لصالح الظلم والظلام، ولن تدوم الشماتة «الإسرائيلية» بما آلت إليه أحوال أمة تُمعن طعناً بنفسها فتُصيب ما لم يستطيع الصهيوني نفسه.

ليست المسألة فقط إنزال المنار عن النايل سات، بل نزول الأمة من فضاء قِيمها وتضييق أفقها وإسكات الحق في الاختلاف نصرة للخلاف. وهي الأمة التي خبرت أنّ الحق لا يموت، وأنّ حقيقتها أقوى من كل الطارئين الحاكمين بأمرها.

وإلى أمر محاربة الرأي الحر والكلمة الحقّة إلى قضية المنار، فقد كفى الكلام «الإسرائيلي» اليوم أمس ، كل تحليل أو استنتاج، «الإسرائيليّون» فرحون بمرحلة جديدة مع قطع بثّ القناة التابعة لحزب الله والتي تُعتبر شعبيّة جداً عن قمر النايل سات بعد العرب سات، والحجّة التحريض قال الإعلام العبري، وهم محقّون قال محلّلوه. فما عجز عنه العدو من إسكات صوت المنار عبر التدمير لن يستطيعه الأخوة قاصدين أو عن غير قصد عبر الحجب والتضييق، وستبقى المنار حيث يجب أن تكون ستكون من فلسطين القبلة الأولى إلى كل قضية تولى أهمية عند أهلها.

في لبنان أولوية الحكومة في غير مكان، أمن اللبنانيين الاقتصادي والاجتماعي والصحي سبقه ملف أمن الدولة، فعلقت الحكومة عند جهاز على أهميّته لكنه عطل أجهزة استشعارها بكل مخاطر التجسّس وشبكات الاتجار بالبشر، وحتى إسقاط هيبتها وسيادتها عبر التطاول على إعلامها.

«أن بي أن»

الدولة علقت في أمن الدولة، جدل في جلسة مجلس الوزراء عطّل الإنتاج الحكومي اليوم أمس ، والمشهد اختصره وزير الداخلية بالقول يبدو أنّ طائفة أمن الدولة أهم من عمل الحكومة وأمن المطار وقوى الأمن الداخلي والأمن العام، تلك عناوين ملفات كانت مطروحة اليوم أمس في الجلسة، لكن مسار جدول الأعمال تجمّد نتيجة إصرار وزراء الكتائب والتيار الوطني الحر وميشال فرعون على فرض رؤيتهم لملف أمن الدولة، وهو ما لم يوافق عليه رئيس الحكومة تمام سلام.

أمّا العنوان المالي للجهاز، فكل المستحقّات تُصرف كما أكّد وزير المالية علي حسن خليل، لكن النفقات التي تحتاج لموافقة وإدارة مجلس القيادة لا يمكن صرفها قانونياً لأنّ المجلس معطّل، وفي ظل الأجواء المشحونة حول أمن الدولة كانت نجاحات الأمن العام تقود المديرية إلى مزيد من التكريم كما في حفل أبرشية بيروت للروم الكاثوليك التي كرّمت اليوم أمس اللواء عباس إبراهيم.

جدل جلسة مجلس الوزراء أطاح بالملفات فأُرجئت إلى الثاني عشر من الجاري وبقيت بالتالي قضية حجب القنوات التلفزيونية من جورة البلوط قائمة، مجلس الوزراء عجز عن اتخاذ قرارات تهمّ مصالح اللبنانيين ولم يجدّد العقد مع النايل سات رغم أهمية الموضوع وخطورته على الإعلام اللبناني، ما يعني أنّ الأزمة مطروحة وبثّ قنوات الـ nbn والجديد وتلفزيون لبنان سيبقى من خارج جورة البلوط إلى حين تسوية المشكلة القائمة، فهل يجوز ترك القنوات اللبنانية بهذا الشكل من دون حماية ولا أقلّه رعاية؟

إقليمياً، برزت زيارة الملك السعودي إلى مصر اليوم أمس لتكتسب بعداً إضافياً للعلاقة بين الرياض والقاهرة في عزّ تسويق مشاريع التسوية السياسية في المنطقة، وفي هذا الإطار جاء خبر توجيه السعودية دعوة إلى مسؤولين إيرانيّين لزيارتها الأسبوع المقبل لتنظيم الحج هذا العام، الدعوة تساهم في تقريب المسافات بين الإيرانيين والسعوديين، لكن تحسين العلاقة يحتاج إلى مزيد من الخطوات.

«الجديد»

يوم استقصائي من أستراليا إلى بيروت، فبلاد الأفلام المركّبة زادت ساعاتها ستين دقيقة ليتحرّك الخبر على وقع المطاردة من أدنبرة إلى السانت تيريز مع حكاية أم لحقت بطفليها إلى لبنان مجهّزة بفريق صحافيٍ خاطف. وقع الخاطفون بكاميراتهم بين أيدي الدرك، وتعقّبت شعبة المعلومات الأم وطفليها في بيروت إلى أن حرّرت الطفلين وأوقفت الأم، وعادت الحضانة إلى الأب علي الأمين. فيلم أسترالي قصير صوّر جزءه الأول في بلاد آخر الدنيا، ولمّا جاؤوا ليصوّروا الجزء الثاني في بيروت أطبقت عليهم القوى الأمنية، لكن نوح ولاهالا الأمين وحدهما لم يعرفا ما دورهما في رواية العائلة المفكّكة سوى أنّهما عاشا ساعات عصيبة لا تشبه ألعابهما وعمرهما الطري، وأنّهما وُلدا لأبوين أعطيا الأولوية لنزاعاتهما التي تغلّبت على مصير طفليهما. انتهت المأساة بفوز الأب وترويع الأطفال وتوقيف الأم. هل هي نهاية سعيدة؟ هي ليست كذلك في أي حال، والحكم المنصف على القضية ربما يغرّم الوالدين معاً، فأولادكم لكم قبل أن تكونوا أبناء الحياة، وبالأحكام تدوم النِّعم العسكرية التي تسهر الليلة على توليف عقاب لميشال سماحة يُبقيه في السجن ولا يُفنيه. وقد استعدّت قوى الرابع عشر من آذار للصدمة فألغت الاعتصامات أمام المحكمة صباحاً، ومهّد وزير الداخلية لصدور القرار عن هيئة التمييز قائلاً، إنّ أي حكم على سماحة سيكون عادلاً، فيما شوهد وزير العدل غير المستقيل أشرف ريفي يهمّ بزيارة إلى الرياض. سماحة جرى توقيفه قُبيل صدور القرار المتوقع في خلال ساعات، والمنتظرون ما عليهم سوى أن يتحلّوا بالصبير إلى حين النّطق بحكم هيئة التمييز، وهو حكم لن يجد دولة تعترض بعدما اهتزّت على جهاز أمن الدولة وتحوّل مجلس الوزراء اليوم أمس إلى هيئة طائفية، وأبرز تعبير جاء على لسان الوزير نهاد المشنوق الذي رأى أنّ طائفة أمن الدولة أهمّ من أمن البلد والمطار والأمن الداخلي والأمن العام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى