صباحات

كان يكفي أن يتّخذوا عبرة من قرية واحدة، لكنهم أصرّوا فكانت العبرة في القريتين… مبروك سورية!

تذكّروا أن للعلاقات التي تقيمونها في سرّكم بينكم وبين القضايا والأشياء والأعمال والأصدقاء والأحبة والأبناء، أرواحاً لكلّ منها تتألم من عدم الإنصاف وتتسبّب لكم بأوجاع قاسية لأنكم وحدكم تعلمون عندما تمنحون مشروعاً أقلّ أهمية أو شخصاً أقلّ صدقاً أو فكرة أقلّ جدارة، اهتماماً أكبر مما منحتم أو تمنحون لما هو ومن هو أحق وأجدر… والفارق فقط بينهما تلبية مظاهر سخيفة تخجلون منها عندما تعترفون لأنفسكم أنها السبب. الإنصاف جوهر التوازن النفسي والشعور الداخلي بالسعادة حتى لو تسبّب اللاإنصاف ودوسنا على تألّم روح الداخل فينا بعضاً من بهجة وفرح مزيفين، نظنّهما سعادة وندوس بِاسمها على مواطن وجع تسبّب لنا بآلامٍ مبرحة لن تبارحنا، لأننا جرحنا كبد السعادة بلا رحمة، وهو نقطة الإنصاف التي نتجاهلها كثيراً.

زمن التسويات: سورية تذهب إلى جنيف لأنها دخلت تدمر وفازت بها. وجماعة الرياض في اليمن يذهبون إلى جنيف لأنّهم خرجوا من تعز وخسروها.

يكفي أن تضع الكلب وقربه صحن اللحم، وتحتفظ بوصفة الطبخ بجيبك وتضحك عندما تعلم أنه أكلها من دون أن يتعلم الوصفة، كي تشبّه حال الدولة اللبنانية وهي تتحدّث عن إنجازات التحقيق بكشف شبكة تهريب الإنترنت والتجسّس، بعدما جعلت سعر البيع الأغلى في المنطقة وشرعت أبواب التهريب بسبب ذلك، وهي تعلم أنّ تهريب الاتصالات سيجلب الأفعى «الإسرائيلية» الجاهزة دائماً والقادرة والقريبة، والتي يسيل لعابها كالكلب على اللحمة، ويرقص المسؤولون في لبنان فرحاً لأن الوصفة في جيوبهم… فرحون بالترخيص!

ينقصني إحساس بالقوّة هذا الصباح… فصباح بلا «المنار»، هو صباح بلا قوّة… فلترحل كلّ قنوات الخير الفضائية إلى القمر الروسي، ومن لا يلحق ليبق منهم وليس منّا!

في حلب ستكون الكلمة الفاصلة مع المشروع العثماني. وفي حلب ستكون النقطة والفاصلة مع المشروع الوهابي. وفي حلب سينبثق فجر النصر لمشروع العروبة والمقاومة من فوهات بنادق أبطال الجيش العربي السوري ورجال المقاومة. تذكّروا دمشق التاريخ وحلب الجغرافيا. وما اجتمع التاريخ والجغرافيا إلا وكان النصر ثالثهما. فكيف إذا كان القائد… الأسد؟

إذا كانت زيارة الملك سلمان إلى مصر جاءت بهدية استقبال حمل فيها بثّ «المنار» كما قدّم الحاخامات رأس يوحنا المعمدان على طبق من فضة لأباطرة الروم… فمتى صار رنين الذهب أقوى من صوت تلاوة القرآن ونداء الآذان صارت الصلاة لربّ ثانٍ. ولا يمكن للمرء أن يعبد ربين، الله بما هو الحق، والمال… مصر لا تنام نواطيرها عن عناقيدها، وما حدث حفلة تعرّ ووصمة عار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى