قمة مصرية سعودية: جسر بري يربط البلدين.. وتوقيع 15 اتفاقية
أعلن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، عن الاتفاق على إنشاء جسر بري بين السعودية ومصر.
وقال الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود: «اتفقنا مع الجانب المصري على إنشاء جسر بري، يربط البلدين معا، في خطوة تاريخية تعد الأولى من نوعها للربط بين قارتي آسيا وأفريقيا، ما سيزيد حجم التبادل التجاري بشكل كبير بين بلدينا، ويشكل معبرا أساسيا للمسافرين بين مصر والسعودية، ويخلق فرص عمل هائلة».
من جانبه قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقب جلسة مباحثات بين الجانبين، تعقيبا على إعلان الملك السعودي: «سنطلق على الجسر اسم الملك سلمان بن عبد العزيز».
وشهدت القمة السعودية المصرية توقيع 15 اتفاقية بين البلدين ومنها: توقيع اتفاقية جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز في سيناء، وبناء مجمعات سكنية ضمن مشروع الملك سلمان لتنمية سيناء، واتفاقية لتطوير مستشفى قصر العيني في القاهرة، وتوقيع اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين مصر والسعودية، واتفاقية لتنمية الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، واتفاقية في مجال النقل البحري والموانئ، ومذكرة تفاهم بين مصر والسعودية في مجال الإسكان، ومذكرة تفاهم بين مصر والسعودية في مجال الطاقة والكهرباء.
ونقل عن مسؤول مصري طلب عدم ذكر اسمه قوله، إنه سيتم توقيع 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين مصر والسعودية، على هامش زيارة العاهل السعودي إلى القاهرة.
وأشار المصدر إلى أن الاتفاقات ستشمل تمويل مشروعات في سيناء بقيمة 1.5 مليار دولار، ما يعتبر استثمارا نادرا في شبه الجزيرة لذي يتعرض شمالها لهجمات دامية ينفذها الفرع المصري لتنظيم «داعش»، مؤكدا أنه من المنتظر أن يوقع الزعيمان اتفاقات جديدة بقيمة 1.7 مليار دولار.
وأعلنت الرئاسة المصرية أن رئيس البلاد عقد مع ضيفه العاهل السعودي جلسة مباحثات موسعة أمس، بحضور وفدَي البلدين، أعقبها توقيع الاتفاقات بين القاهرة والرياض.
ونقلت وكالة «رويترز» عن رجل أعمال سعودي مطلع بأن الدعم المالي الذي تقدمه المملكة لحليفتها الاستراتيجية مصر لن يشمل «منحا» بعد الآن، وإن الرياض ستركز على القروض الميسرة والعائد على الاستثمار في الوقت الذي تتجه فيه إلى تنويع مصادر إيراداتها.
وأضاف رجل الأعمال السعودي أن الرياض ستعلن عن مشروعات في القطاعَين العام والخاص داخل مصر خلال زيارة الملك سلمان، لافتا إلى أن جميع المشروعات السعودية في مصر خضعت لدراسات جدوى.
ويواصل العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز زيارته لمصر التي بدأت الخميس وتستمر لمدة خمسة أيام. واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الملك سلمان في مطار القاهرة.
ومن المقرر أن يبحث الجانبان تعزيز التعاون المشترك، وتطورات الاوضاع في المنطقة، اضافة الى بحث الشروط السياسية السعودية لإطلاق مِنحَتِها المالية لمصر والمقدََّرة باربعة مليارات دولار.
واللافت ان زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة تأتي في وقت تشهد فيه مواقف البلدين تباعدا واختلافا في الرؤى بشأن عدد من القضايا العربية والإقليمية.
وبات متوقعا بالنسبة إلى المحللين السياسيين والمراقبين أن يجري في هذه الزيارة بحث الملفات الخلافية، التي تأتي في مقدمتها الأزمة في سورية، واستقرار المضايق البحرية، خصوصاً باب المندب عند مدخل البحر الأحمر، والخلافات بين القاهرة من جهة والدوحة وأنقرة من جهة أخرى، وأخيرا الأزمة اليمنية.
وما زاد من حدة هذه الخلافات أن دول الخليج، التي أغدقت المساعدات على مصر منذ عام 2013، شعرت على نحو متزايد بأنها تعرّضت للخذلان بسبب ما اعتبرته قصور السلطات المصرية في معالجة الفساد المترسخ، وضعف الاقتصاد، وتقلص الدور المصري على الصعيد الإقليمي.
وذهبت بعض التقديرات إلى أن الزيارة قد تمهّد الطريق إلى ردم جزء معتبر من الهوة قبيل انعقاد القمة الإسلامية في تركيا بعد أيام.