دونالد ترامب مروّجاً لنفسه: أنا أفضل صديق لـ«الإسرائيليين»!

ترجمة: ل. ز.

كتبت صحيفة «إندبندنت» البريطانية:

جاء الظهور الأول لدونالد ترامب خلال المؤتمر السنوي لـ«آيباك» في واشنطن عبر الإصرار ـ من خلال خطاب مطوّل ـ على عدم إرضاء جمهوره الداعم لـ«إسرائيل». مدّعياً أن هذا يمثل عادة درَج عليها السياسيون. وأكد أنه لم يفعل سوى القليل في ما يتعلق بإظهار الحزب الجمهوري على أنه الأوفر حظاً والأكثر تأثيراً في السياسة الخارجية الأميركية، باعتباره أكبر منظمة مؤيدة لـ«إسرائيل» في الولايات المتحدة الأميركية.

واصفاً نفسه على أنه داعمٌ قديم وصديق حقيقي لـ«إسرائيل»، استشهد السيد ترامب بعدد من الأمثلة الدامغة على ولائه للدولة اليهودية، بما في ذلك إقراض طائرته لعمدة نيويورك، رودي جولياني، للسفر إلى «إسرائيل» في الأسابيع التي تلت هجمات 11 أيلول، فضلاً عن إشارته إلى أن ابنته إيفانكا سوف تلد قريباً «طفلاً يهودياً جميلاً».

كذلك، أكد السيد ترامب أنه كان المارشال الأكبر في نيويورك، الذي أدّى التحية للموكب «الإسرائيلي» عام 2004، وذلك خلال فترة العنف المتواصلة في الشرق الأوسط. «كان وقتاً خطيراً جداً لإسرائيل، ولأيّ شخص داعم لإسرائيل»… ويتابع الملياردير العقاري: «أنا سعيدٌ بإقدامي على هذه المجازفة».

وللمرّة الأولى خلال مسيرته الخطابية الارتجالية في السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض، يتلو ترامب خطاباً قد أُعدّ مسبقاً، ويرتكز جوهره السياسي بشكل مباشر على قواعد اللعبة التي يمارسها الجمهوريون. وفي حال انتخابه رئيساً، يقول ترامب إنه سيعمل على تفكيك الصفقة النووية الإيرانية، التي وصفها بـ«الكارثية». مضيفاً: «عكفتُ على دراسة هذه القضية بتفاصيلها المملّة، أعمق مما فعل أيّ شخص آخر».

كما انتقد ترامب أيضاً، الضعف المطلق وعدم كفاءة لدى الأمم المتحدة. مشيراً إلى أنه سيستخدم حقّ النقض «الفيتو» ضدّ أيّ محاولات من قبل المنظمة لفرض قراراتها على «إسرائيل». وأضاف: «لا يحقّ لأحد بأن يفرض على إسرائيل التقيّد بهذه الاتفاقية، التي وقعها آخرون يبعدون عنها مئات آلاف الأميال ولا يعرفون حقيقة ما يجري في المنطقة هناك».

ووسط تصفيق حادّ، وتعهّد بنقل السفارة من «تلّ أبيب» إلى القدس، يصرّ على أنه سيكون على إدارة ترامب المستقبلية، إرسال إشارات واضحة المعالم على عدم وجود أيّ غموض أو التباس في العلاقات بين أميركا وبين حليفها الأكثر موثوقية «إسرائيل». وقد يكون الأمر الأكثر إثارة للدهشة، التفاخر بمعرفته العميقة برئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، ويقول أنه سيكون باستطاعتهما ـ سوياً ـ العمل بشكل جدّي على إحلال السلام بين «إسرائيل» وباقي الدول في المنطقة.

ويكمن العنصر المفاجئ خلال خطبة السيد ترامب في «آيباك»، في ردود الفعل الإيجابية والقوية من حشود لجنة الشؤون العامة الأميركية ـ «الإسرائيلية». فقبل ظهوره على المسرح، انتُقد ترامب بشدّة من قبل بعض الحاخامات ذوي التأثير، بسبب خطابه القاسي حول المهاجرين والجماعات الدينية. وتساءل بعضٌ من الحضور حول ما إذا يعتبر نفسه «رجلاً محايداً»، حيال قضية الصراع «الإسرائيلي» ـ الفلسطيني.

ومع ذلك، وعلى رغم الاحتجاجات المهدّدة، فقد استُقبلت خطبة ترامب مع ضحك وتصفيق حادّين من الحضور الذي وقف متحمّساً بعد خطاب ترامب، وليس أقلّه حين شنّ الأخير حملةً على وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون والتي من المرجح أن يشهد معركته الحامية معها، واصفاً إياها بـ«الكارثة المطلقة».

جاء خطاب الملياردير بعد مرور ساعات قليلة فقط على الانتقاد القاسي الذي وجّهته إليه المرشحة الديمقراطية في خطابها أيضاً في «آيباك». وعلى رغم عدم ذكر كلينتون لترامب بالإسم، فلم يكن هناك من مجالٍ للشك في أنه كان هو المعنيّ في خطابها عندما وصفت النهج المتّبع في الشؤون الخارجية بـ«الخطأ الخطير». وتابعت: «نحن بحاجة إلى أيدي ثابتة، لا إلى رئيس محايد اليوم، ومؤيد لإسرائيل غداً، مع تيقنه من أن غداً سيكون كلّ شيء قابلاً للتفاوض».

كذلك، قدّمت السيدة كلينتون مقارنة بين آراء السيد ترامب وأفكاره حول المسلمين وغيرهم من المهاجرين إلى المواقف الأميركية في الثلاثينات من القرن الماضي، عندما أشاحت الولايات المتحدة بوجهها بعيداً عن بعض اليهود الأوروبيين، وأعادتهم إلى أوروبا المحتلّة من قبل النازيين، مؤكدةً: «على أميركا أن تعمل بشكل أفضل من ذلك، وهذه المسؤولية تقع علينا كمواطنين أميركيين للمجاهرة بذلك».

كما ظهر أمام «آيباك» عددٌ من المرشحين المنافسين للسيد ترامب، كسيناتور تكساس تيد كروز، وحاكم ولاية أوهايو جون كاسيش. أما سيناتور فيرمونت بيرنيه ساندرز، وهو المرشح المنافس للسيدة كلينتون على ترشيح الحزب الديمقراطي، فقد آثر قضاء يومه في التحضير للحملة الانتخابية التمهيدية في ولايات أريزونا، يوتاه وإيداهو. لوحظ بشدّة غيابه عن حضور اللقاء، باعتباره المرشح اليهودي الوحيد، يملك حظوظاً، الآن وأكثر من أيّ وقت مضى للفوز بالانتخابات التمهيدية الرئاسية.

وخلال لقائه مع هيئة تحرير صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، سرد ترامب أسماء فريقه الاستشاري المختصّ بالسياسة الخارجية، الذي يقوده سيناتور آلاباما الجمهوري جيف سيشينز، المتشدّد للغاية في ما يتعلق بالهجرة. إضافةً إلى المفتش العام السابق في وزارة الدفاع الأميركية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، جورج بابادوبولوس، وهو مستشار الطاقة المحافظ الذي قاد سابقاً حملة الدكتور بن كارسون الانتخابية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى