العهد يكتسح الحكمة… والراسينغ يفرمل الأنصار
إبراهيم وزنه
ضيّع نادي الأنصار فرصة المنافسة على إحراز لقب بطولة الدوري اللبناني الـ57 في ضوء وقوعه في فخ التعادل السلبي الذي نصبه له نادي الراسينغ في المباراة التي جمعتهما على ملعب بلدية برج حمود، وكانت قد شهدت مباريات اليوم الثاني من المرحلة 17 مفاجأة من العيار الثقيل تمثّلت بسقوط مدوّ لفريق الحكمة، وبالضربة القاضية على يد فريق العهد ثاني الترتيب بنتيجة 9 ـ 1، وهي الأعلى منذ أكثر من عشرين سنة، وهكذا تمحورت المنافسة بوضوح أكثر بين ثلاثي الصفاء المتصدّر برصيد 43 نقطة ومطارده العهد بـ39 والنجمة 35 نقطة من 16 مباراة .
منذ بداية اللقاء اعتمد لاعبو الراسينغ على الكرات الطويلة لناحية السريعين بول رستم وعدنان ملحم في شنّ هجماتهم مع اللجوء إلى تمركز عالي الحيطة والحذر في خط الوسط واستبسال دفاعي في الخلف، وهذه الاستراتيجية التي نفذّها رجال مولدوفان بإتقان أعطتهم الأرجحية على خصمهم الذائع الصّيت والذي يواصل في تسجيل الانتصارات منذ 6 مراحل متتالية. وقد استهلّ عدنان ملحم للراسينغ مسلسل الفرص د10 مع تسديدة «دوبل كيك» مسحت العارضة، ليردّ باولو الأنصار بتسديدة بين يدي الحارس محمد سنتينا، في حين غابت ملامح الأرجنتيني لوكاس غالان هدّاف الدوري بـ 18 هدفاً الهجومية وبدا لاعباً آخر، وحتى سي الشيخ كان عاجزاً وأمير لحاف انشغل بمهام دفاعيّة على حساب دوره الهجومي الذي لعبه في المباريات السابقة، ربما وحده ربيع عطايا غرّد وحيداً وحاول عبر عدّة اقتحامات لم تسفر عن شيء بسبب الإمعان في الاحتفاظ بالكرة، وسارت المجريات طيلة الشوط الأول في سياق سلبي لينتهي من دون أهداف وخالٍ من الفرص الحقيقية.
وفي الشوط الثاني، واصل الراسينغاويون في خطتهم مع اللجؤ إلى تلوين أدائهم ببعض المرتدّات والمحاولات الخجولة أملاً بفكّ شيفرة المرمى الأخضر المحروس من جانب حسن بيطار وأمامه المتألقين المعتز بالله الجنيدي وحسين السيد والخبير راموس، هذا وعاب الأنصاريين تباعد خطوطهم وضياع تركيزهم، مع الإشارة إلى أنّ الرقابة اللصيقة التي نفّذها محمد صادق على غالان وعملية إقلاق مهاجمي الأنصار من الوسط عبر علي حمية وسيرج سعيد أعطت نتيجتها الإيجابية، وساعدت في إبقاء شباك الحارس محمد سنتينا نظيفة ومن دون هز، وهنا يسجّل للأنصاريين فورتهم المتأخرة عبر التسديد من بعيد، والرفعات العرضيّة والرأسيات الطائشة مع غالان وسي الشيخ والبديل الزغبي، ولما أدرك مولدوفان بأنّ نقطة التعادل قد أصبحت بالمتناول لجأ إلى إجراء تبديلاته، مع الإشارة إلى أنّ البديل علي بلوط لم يلعب سوى دقائق معدودة ليخرج مصاباً ولم يجد مسعفاً ولا حمّالة!! وهذا برسم الاتحاد. ثمّ أطلق الحكم علي رضا صافرة النهاية لتنطلق عمليات رمي القناني ومعزوفات الشتائم المعترضة على أدائه. وبعد المباراة صرّح رئيس نادي الأنصار نبيل بدر: «هذه هي كرة القدم في بلادنا، لا أنكر بأنّني محبط، كما أجدّد عدم ثقتي بالاتحاد وخصوصاً الجهاز التحكيمي، كنت آمل أن يبقى حكم المباراة علي رضا موقوفاً ومبعداً عن قيادة مبارياتنا، إنّها أسوأ مباراة لفريقنا، ربما ضعفت حظوظنا بإحراز اللقب لكنّنا سنواصل وكأنّ شيئاً لم يحصل، الحسابات كلها واردة، وأمامنا معركة الكأس».
وعلى ملعب العهد، ومن منطلق الفارق الكبير في المستوى والإمكانيات، تمرّن لاعبو العهد تمرينتهم الأخيرة قبل مواجهتهم فريق الحدّ البحريني في 12 الجاري ضمن بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، فعلى ملعبهم وأمام جمهورهم الذي قارب الألف ارتكبوا مجزرة تهديفية في شباك ضيفهم فريق الحكمة صاحب المركز ما قبل الأخير بسبع نقاط، فمنذ بداية اللقاء سيطر العهداويون وتناقلوا الكرات بثقة عالية، وسريعاً نجح ثعلبهم أونيكا بهز الشباك الخضراء د4 ليردّ القصاص مستفيداً من خطأ ارتكبه مدافع العهد حسن ضاهر فسدّد داخل المرمى ليحلّ التعادل، وما بعد هذا الهدف انقلب المشهد تماماً فسجّل حسن شعيتو هدفين متتالين د 25 و33 لينتهي الشوط الأول بنتيجة 3 ـ 1 .
وفي الشوط الثاني، عاد أونيكا ليسجّل 47 ثمّ تلاه أحمد زريق 54 ، وحسين دقيق 62 ، وبعدها سجّل التونسي المويهبي ضربة جزاء 70 ، ليسجّل حسين زين 81 ويختم أحمد زريق في الدقيقة 84، والجدير ذكره أنّ لاعبي الحكمة في الشوط الثاني عمدوا إلى إضاعة الوقت والتشتيت البعيد بغية التخفيف من النتيجة وسعياً إلى إبقائها دون العشرة. قاد المباراة براحة تامّة مع مطالبة بضربة جزاء للحكمة الحكم علي سلوم.
تُستكمل المرحلة اليوم بمباراتين، الأولى ستجمع شباب الساحل مع الشباب الغازية على ملعب العهد، والثانية بين النجمة والسلام زغرتا في طرابلس، أمّا الأحد فستقام مباراة واحدة على ملعب برج حمود، وستجمع بين النبي شيت والاجتماعي.