اليمن: سباق بين وقف إطلاق النار ومزيد من المجازر بحقّ اليمنيين
على وقع استمرار العدوان السعودي على اليمن بدأ العد التنازلي لدخول قرار وقف اطلاق النار الاممي حيز التنفيذ منذ مساء أمس، تمهيداً للانطلاق في مفاوضات الحوار المرتقب انعقادها في الثامن عشر من الشهر الجاري في دولة الكويت.
وبين تصعيد العدوان السعودي والحرص اليمني على الحوار تبقى الرياض هي الخاسر الاكبر وفق ما يرى المراقبون الذين اكدوا ان أفق العدوان بات مسدوداً وسط أجواء تحالف العدوان المحتقن، فجاءت مبادرة ولي العهد السعودي محمد بن نايف، لانقاذ الموقف، مستغلا التباينات داخل الادارة الاميركية في مقاربة الحرب على اليمن.
وفي السياق، قال محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا في حركة أنصار الله: ما يحصل من تفاهمات مع السعودية وما سيحصل في الكويت سيكون على أساس الوقف الشامل والكامل للعدوان على الشعب اليمني لأن العدوان على شعبنا لا يخدم المنطقة ولا شعوب المنطقة.
حركة انصار الله اكدت ان تصعيد السعودية للعدوان لا يمكن ان يؤدي الى حل انما الحوار هو الحل الوحيد لوقف العدوان.
واتهم الحوثي تحالف العدوان السعودي بعدم المبادرة لبناء الثقة رغم أن الحركة التزمت بوقف اطلاق النار على الحدود مع المملكة.
وبين التصعيد السعودي والحرص اليمني على الحوار يبقى الرهان على نجاح وثيقة وقف اطلاق النار الاممية التي تتطلب موافقة حركة انصار الله والمؤتمر الشعبي العام على وقف الاعمال القتالية في منتصف ليل العاشر من الشهر الجاري.
وفي هذا الإطار، اجتمع الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي مع نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر٬ ورئيس وزرائه٬ الدكتور أحمد عبيد بن دغر في العاصمة السعودية الرياض٬ وذلك للمرة الأولى منذ توليهما منصبيهما.
وأشار نائب رئيس الوزراء، عبد العزيز جباري٬ وزير الخدمة المدنية والتأمينات، إلى أن الاجتماع تطرق إلى الهدنة التي سيُبدأ العمل بها٬ مؤكدا أن الشرعية اليمنية «ملتزمة وموافقة على الهدنة٬ ووقف إطلاق النار» بحسب تعبيره.
ميدانياً، ارتكب العدوان السعودي مجزرة جديدة مروعة بحق اليمنيين العزل في محافظة تعز حيث استشهد وأصيب العشرات جراء غارات شنها طيرانه واستهدفت منطقة الربيعي بالضواحي الغربية للمحافظة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ عن مصدر محلي قوله إن «طيران العدوان السعودي شن غارتين على تجمع للمهمشين في حي الروض بمنطقة الربيعي ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المواطنين وتدمير معظم منازلهم المبنية من الطين والطوب والقش».
وجاءت الغارات بعد ساعات من مجزرة مماثلة دمر فيها طيران العدوان السعودي منزلا في منطقة الضباب ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين بينهم ثلاث نساء وطفل.
ووفقاً لما أعلنه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فإن العدوان الذي تشنّه السعودية بدعم أميركي، أسفر عن مقتل أكثر من 9000 يمني، بينهم ما لا يقل عن ثلاثة آلاف مدني غالبيتهم من الأطفال.
كما أدى العدوان إلى تهجير نحو 2.3 مليون شخص في اليمن من منازلهم جراء الهجمات، وعرقل عملية إدخال المساعدات الإنسانية وجعلها شبه مستحيلة، ما أدى إلى نشوب أزمة سوء تغذية تطاول عدداً كبيراً من الأطفال اليمنيين.
وفي رده على الاعتداءات، تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية التابعة له من القضاء على عدد من قوات هادي بعد استهدافهم بقصف مدفعي في القرية الجنوبية لمدينة ذباب بمحافظة تعز.
وقال مصدر عسكري إن القصف المدفعي للجيش واللجان الشعبية استهدف تجمعات للقوى المتحالفة مع العدوان في القرية الجنوبية لمدينة ذباب وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم إضافة إلى تدمير مدرعة تابعة لهم.
وفي محافظة شبوة، تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من تدمير مدرعة إماراتية في منطقة عسيلان كانت ضمن رتل عسكري حاول الزحف باتجاه مواقع الجيش.
وذكر موقع «المسيرة نت» أن قوات هادي عجزوا عن سحب جثث قتلاهم من المدرعة التي التهمتها النيران.
وفي سياق متصل، اعدم مسلحون من «القاعدة» 20 جندياً يمنياً ذبحاً في مدينة أحور بمحافظة أبين التي تعتبر معقل التنظيمات السلفية الوهابية جنوب البلاد، أول أمس، حسبما أفادت مصادر يمنية.
وبحسب المصادر التي نقلت عنها «روسيا اليوم»، فقد كان الجنود في طريقهم إلى محافظة المهرة، لاستلام رواتبهم، حينما اعترضهم المسلحون في مدينة قريبة من محافظة شبوة وقاموا بقتلهم ذبحاً.
وذكر المسؤولون والسكان في عدن، أن تنظيم «القاعدة» خطف الجنود أثناء توجههم من مدينة عدن الجنوبية إلى محافظة المهرة شرق البلاد، وقاموا بنقل المختطفين إلى منطقة نائية، وأطلقوا الرصاص على 15 منهم. وأضاف المسؤولون أن 17 جنديا آخرين أصيبوا، لكن يعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.