«المنار»

بنبضِ القضايا وشرائعِ الحريةِ ستبقى المنارُ في كلِّ دار لن تمحُوَ غزوةُ القراراتِ المشبوهةِ ذِكرَها، ولن تَحجِبَ نورَ رسالتِها، ولأنّها على حقٍّ ستقولُ كلمتَها مهما كانَ الثمنُ ولن تُبدِّلَ تبديلا.

المنارُ لن تَغيبَ في تغطيتِها عن أخبارِ المظلومينَ في اليمنِ الجريح، المثقلِ بالغاراتِ الهوجاءِ والصواريخِ الشعواءِ على مدى عامٍ ونيّفٍ وقُبيلَ ساعاتٍ من بدءِ اختبارِ هُدنةِ ولد الشيخ أحمد، وكأنَّ القتلَ تقليدٌ لدى دولِ العدوان، لا يشبعُ منه متبجّحٌ بسفكِ الدماءِ نهاراً وجِهاراً أمامَ أمثالِه المتفرّجين والمصفّقين حولَ العالم.

المنارُ، لن يَحجِبَها قرارٌ تعسفيٌّ عن متابعةِ انتصاراتِ الميدانِ في سورية، ولن يَكبحَ عزمَها في مرافقةِ الجيشِ والحلفاءِ في أريافِ حلب وغيرِها، حيثُ تتساقطُ أوراقُ الإرهاب، وتُطفَأُ جَذوتُه التي أوقدَها من أشعلَ حرائقَ العراقِ واليمنِ والبحرين، وجاهرَ بمدِّ اليدِ للكيانِ الصهيوني تعاوناً وتضامناً وإصراراً على خنقِ قضايا الأمةِ وحقوقِها.

وأُمُّ القضايا فلسطين، حاضرةٌ في صميمِ القلب، هي روحُ المنار، ودربُ مسيرتِها منذُ النشأةِ الأولى حيثُ كانت مواكبةُ مقاومةِ الاحتلالِ، ولا تزالُ واجباً وأكثرَ مهما أمعنَ النسيانُ في منابرِ العرب .

باختصار، في قلوبِ مُحبّي المنارِ وجماهيرِها بوصلةٌ تَهدِيهم إليها .. لن يَبخلوا بموقفٍ وبكلمةِ حقٍّ بوجهِ سلطانٍ جائر، أمّا من اصطنعَ أقماراً يتحكّمُ بها، فلن يُفلحَ في كمِّ أفواهٍ يُشهَدُ لها بصدقِ القول، ولن يُعطّلَ مساراً أو يغيّرَ نهجاً وهُويَّة.

«أن بي أن»

حراك متسارع على غير مستوى يمتدّ من لبنان إلى العديد من عواصم الإقليم، فهل يؤسّس لتسويات وتفاهمات في مراحل مقبلة؟ هذا التساؤل ينسحب خصوصاً على سورية واليمن ودول أخرى، وعلى سُبُل احتواء الإرهاب التكفيري. ومن هنا جاءت مواقف رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي الواضحة والحاسمة أمام المشاركين في افتتاح مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في القاهرة، وانطلاقاً من خبرة العارف يدعو الرئيس برّي إلى إنشاء غرفة عمليات أمميّة تنسّق النشاط العسكري والاستخباراتي لمواجهة الإرهاب التكفيري، ويدعم هذه الدعوة بدعوة أخرى إلى حوار بين الدّول العربية الخليجية وإيران، مؤكّداً أنّ حل القضايا الخلافية يتمّ عبر هذا الحوار، وموضحاً أنّه لا يمكن منع الإصلاح بالقوة ولا فرض التغيير بالقوة.

أمّا على المستوى المحليّ، فقد برز قول الرئيس برّي إنّنا بدأنا نرى أملاً في آخر النفق في توصّل الأطراف اللبنانية إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، لكنّه استدرك قائلاً: نسأل الله أن لا يكون ذلك سراباً يحسبه العطشان ماءً.

على أنّ ما رصده المراقبون من تزامن كلام الرئيس برّي عن الحوار ومكافحة الإرهاب من قلب القاهرة مع كلام الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز من العاصمة المصرية أيضاً، حيث أكّد السّعي إلى تدشين قوة عربية لمجابهة الإرهاب قريباً.

هذا الإرهاب تشهد مواجهته فصولاً جديدة في سورية، حيث يخوض الجيش وحلفاؤه معارك عنيفة مع الجماعات الإرهابية وخصوصاً في حلب وسط تقارير عن الإعداد لعمليّة عسكريّة سوريّة روسيّة مشتركة لتحرير المدينة الاستراتيجية.

وعلى إيقاع هذه المواجهات يصل دي مستورا هذا المساء أمس إلى دمشق، آتياً من عمّان في إطار جولة في عدد من العواصم الإقليمية لتمهيد الطريق أمام استئناف مفاوضات جنيف الأسبوع المقبل.

أمّا في اليمن، فيتمّ الحديث عن اشتباكات متقطّعة قبل موعد سريان وقف النّار منتصف هذه الليلة أمس ، تمهيداً للمفاوضات اليمنيّة التي تستضيفها الكويت اعتباراً من 18 من الشهر الجاري.

«او تي في»

فشلت مناورة الفريق الحكومي الأكثري في جلسة السرايا الأخيرة. لا اختلال العدد نفع، ولا الصراخ ورفع الصوت، ولا خصوصاً محاولة إدانة المدافعين عن مؤسسات الدولة وحسن عملها بأنّهم طائفيّون ومذهبيّون، فالطائفي والمذهبي ليس من يطالب بتطبيق القانون والأنظمة. الطائفي والمذهبي هو من يفرض بالقوة أعرافاً جديدة داخل المقرات الرسمية، في المأكل والمشرب وأيام العمل والعطل، بخلفيات انعزاليّة بحتة. والطائفي والمذهبي ليس من يرفع الصوت مطالباً بالحياة معاً، ضمن التوازن والعدالة، بل الطائفي والمذهبي هو من باتَ يعيش سجيناً في مؤسّساته الرسمية، في جوّ من الصفاء المذهبي المتراوح بين 90 و95 في المئة من أبناء ملّته، على حساب الشركاء الآخرين في الوطن. فشلت مناورة الفريق الحكومي الأكثري في الجلسة الأخيرة. فانكفأ نحو خطّته البديلة، ومفادها دعوة إلى جلسة جديدة لمجلس الوزراء يوم الثلثاء المقبل، على أن تُعقد تحت وابل من القنابل الدّخانية في السياسة والإعلام والأمن. كل المطلوب هو التعمية على الهدف الرئيسي، والهدف هو تعويض بعض المفلسين بعضاً من خساراتهم حيث طاروا علّهم يرضون بفتات ما تبقّى من هدر ونهب، حيث حطّوا قنبلة أمنية إعلامية جديدة في مطار بيروت، عشيّة جلسة السرايا. مصادفة مثالية للتهويل والضغط وتهبيط الحيطان. فهل تكون تمهيداً للتهديد بعنوان: إمّا الملايين، وإمّا الإرهابيين؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى