طالبان أفغانستان تعلن بدء «هجوم الربيع»

أعلنت حركة طالبان الأفغانية، أمس، بدء «هجوم الربيع» الذي تشنه سنويا، في وقت تحاول دول عدة دفعها للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأعلن مسلحو طالبان في بيان نيتهم «شن هجمات واسعة على مواقع معادية في جميع أنحاء البلاد». وأطلقوا على الهجوم اسم «العملية العمرية»، تَكَنِّيًا بزعيم الحركة الراحل الملا محمد عمر، الذي أعلنت الحركة رسميا في الصيف الماضي أنه توفي قبل سنتين. وأضاف البيان أنه «مع قدوم الربيع، حان الوقت لتجديد عزيمتنا وعملياتنا الجهادية. وسوف تستخدم العملية الجارية كل السبل التي نملكها لعرقلة العدو في حرب استنزاف تثبط الروح المعنوية للغزاة الأجانب وميليشياتهم المسلحة الداخلية.»

وكانت القوات الأميركية والقوات الدولية بقيادة «الناتو» قد انهت مهمتها القتالية في أفغانستان في كانون الأول 2014، ما جعل القوات الحكومية الأفغانية تتحمل وحدها المسؤولية الأمنية في البلاد بدءا من أول كانون الثاني من العام الماضي.

ولكن لا زال حوالي 13 ألفا من أفراد القوات الأجنبية يتمركزون حاليا في أفغانستان في إطار بعثة «الدعم الحازم» بقيادة حلف الأطلسي لمساعدة القوات الأفغانية في مجال التدريب وتقديم المشورة.

وقد فشلت حركة طالبان في «هجوم الربيع» السابق، الذي حمل اسم «العزم» وجاء في صورة هجمات انتحارية وتفجيرات على جوانب الطريق، حيث أنها لم تستطع السيطرة على أي ولاية أو مدينة كبرى في البلاد، رغم أن هجماتها تسببت في سقوط آلاف الاشخاص، عسكريين ومدنيين، ما بين قتيل وجريح.

إلى ذلك خلف هجوم نفذه انتحاري ينتمي لحركة طالبان يوم الاثنين الماضي، خلف 12 قتيلا من طلبة الكليات العسكرية، وأصيب نحو 40 آخرين، أغلبهم من المدنيين، فيما لقي موظفان في وزارة التعليم الأفغانية مصرعهما وأصيب 7 آخرون في تفجير على جانب الطريق بالعاصمة الأفغانية كابول.

وكثفت حركة طالبان هجماتها منذ انسحاب أغلب القوات الأجنبية من أفغانستان في نهاية 2014 رغم أن كابول شهدت فترة من الهدوء النسبي خلال شهور الشتاء. ومن المتوقع انقضاء هذا الهدوء قريبا مع استعداد طالبان لشن هجوم الربيع السنوي المعتاد.

في غضون ذلك، قال قادة حلف شمال الأطلسي إن طالبان لا تسيطر إلا على ستة بالمئة من أفغانستان لكن ثلث البلاد عرضة لخطر المتشددين، بينما تسيطر القوات الحكومية على 70 في المئة فقط من أراضي أفغانستان.

ويجري الجنرال الأميركي جون نيكولسون الذي تولى قيادة القوات الأجنبية في أفغانستان الشهر الماضي مراجعة استراتيجية تشمل خططا لخفض عدد القوات الأميركية في أفغانستان من 9800 إلى 5500 جندي بحلول نهاية العام.

وما لم تتغير هذه الخطة، فإنها ستعني انتهاء معظم عمليات التدريب والمساعدة التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي لتركز القوات الأميركية الباقية على عمليات مكافحة الإرهاب ضد جماعات ارهابية مثل تنظيم «داعش».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى