المناضلة ليلى خالد: «الربيع العربي» خُلق لحماية الكيان الصهيوني الغاصب
جودي يعقوب
نظّم السوريون القوميون الاجتماعيون في السويد بالتعاون مع هيئة الدفاع عن سورية ولجنة فلسطين الديمقراطية، ندوة حوارية مع المناضلة ليلى خالد حول وضع المشرق الراهن وتداعياته على المنطقة والعالم، وذلك في صالة كنيسة سانتا ماريا للسريان الأرثوذوكس في العاصمة السويدية ستوكهولم.
افتتحت الندوة بالترحيب بالحضور والوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكراماً لأرواح شهدائنا الأبرار. ثمّ كانت كلمة تعريفية عن المناضلة ليلى خالد.
وشدّدت خالد على أهمية الندوة ومحاورها، التي تهدف إلى الكشف عن المبرّر من وراء المشروع التقسيميّ، في ظل الظروف الراهنة التي تمرّ بها المنطقة، والظروف الفوضوية إذا صحّ التعبير التي تبدّل المعالم الديمغرافية تحت ستارة ما سمّي «الربيع العربي» الذي كان في الواقع وبالاً وإعصاراً ما زال يضرب شمالاً ويميناً، محاولاً أن يبدّل معالم المنطقة، ويرسم حدوداً جديدة تُظهر ما يسمّى «الشرق الأوسط الجديد» الذي سيخدم أوّلاً وأخيراً مصالح الدول الاستعمارية في المنطقة. ومن ضمن هذه المصالح حماية الكيان الصهيوني الغاصب واستقراره، على اعتبار أن المشروع الصهيوني يريد أن يقيم دولة في فلسطين تشكّل العقدة في هذه المنطقة، فتمنع أيّ محاولة للوحدة، ليبقى المشهد مشوّشاً، وتنشب صراعات على التقسيم والتخوين، تهدف إلى قتل التاريخ والحضارة والإنسان.
ونوّهت خالد في الندوة بأهمية دور المغتربين في دعم المسار الديمقراطي في سورية لتحقيق الاستقرار في البلاد. مشدّدة على أن خطر الإرهاب في وطننا لن يقتصر عليها، فقط بل سيتعدّاها ليطاول دول الجوار في أوروبا وأفريقيا إن تمكن التطرّف من البلاد.
وتضمنت الندوة فتح باب النقاش والأسئلة للحضور، الذين تنوّعوا ما بين شخصيات سياسية واقتصادية وحزبية، وأفراد من الجالية السورية، إضافة إلى عدد من المغتربين. كما قدم بعض المشاركين عدداً من المداخلات التي أجمعت على الأهمية الحاسمة لنشر الوعي بين أبناء الجالية حول القضايا المصيرية المتعلقة بأمتنا السورية.
وفي ختام الندوة، نستطيع أن نقول أن حلّ الأزمات يكمن في وعي الشعب أهمية القضاء على الإرهاب في الدرجة الأولى، والمضيّ نحو المقاومة والصمود والمستقبل والوفاء لدماء الشهداء من أجل إعادة الأمن والأمان إلى بلادنا، لأن خيار الشعب السوري يكمن في المزيد من التلاحم الوطني وتشكيل علاقة جديدة بين الأطر الاجتماعية وإعادة النظر في مواقع الخلل وتصحيحها.
ومن لا يعرف ليلى خالد، أو خاطفة الطائرات، فهي المناضلة الفلسطينية ضدّ الاحتلال الصهيوني، من مواليد مدينة حيفا الفلسطينية. كانت عضواً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتعتبر السيدة الأولى في التاريخ التي تقدم على المشاركة في خطف طائرة، إذ قامت عام 1969 بخطف طائرة أميركية لتحلق بها فوق سماء فلسطين، وتتجول على علو منخفض فوق مسقط رأسها مدينة حيفا التي نزحت منها إلى جنوب لبنان يوم النكبة وهي في الرابعة من عمرها. ومن جنوب لبنان حيث كانت نشأتها وصباها، تحوّل مسارها إلى دمشق لتُحتَجز هي ورفاقها هناك، ثمّ يُطلَق سراحها بعد ثلاثة أسابيع، وذلك بهدف الإفراج عن المعتقلين في فلسطين، ولفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية. ولم تقتصر جرأة ليلى خالد فقط على تلك العملية الأولى، فبعد سنة واحدة عاودت الكرّة، بعد إجرائها عدد من عمليات التجميل لتغيير معالم وجهها وشكلها في أماكن عدّة طوال ستة أشهر، وحاولت خطف طائرة أخرى تابعة لشركة «العال» «الإسرائيلية»، وهبطت في لندن، إلا أن النجاح لم يحالف تلك العملية الثانية، إذ إنّ رفيقها في العملية لقي حتفه، في حين أوقفت السلطات البريطانية ليلى خالد بعدما أصيبت بجروح، ليتم الإفراج عنها بعد 28 يوماً فقط، وذلك بعد خطف طائرة أخرى من أجل الضغط على البريطانيين لإطلاق سراحها.
تعيش ليلى خالد حالياً في الأردن، وهي لا تزال تحلم بالعودة إلى ديارها حتى لو أصبح منزلها هناك مجرّد ركام. وهي عضو في المجلس الوطني الفلسطيني، كما يُمنع عليها الدخول إلى عدد من البلدان، لكن أملها لا يزال حيّاً وتعبّر عن إرادتها في محاربة العدوّ.