موسكات: لا يمكن ترك لبنان يواجه وحده تداعيات أزمة النازحين

زار رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات، على رأس وفد، رئيس الحكومة تمام سلام، في السراي الحكومية، وبحث معه العلاقات الثنائية والمشاريع المشتركة بين البلدين، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

بعد ذلك أقام الرئيس سلام مأدبة غداء على شرف رئيس حكومة مالطا والوفد المرافق في حضور باسيل ووزيري الاقتصاد آلان حكيم والسياحة ميشال فرعون.

ثم عقد سلام وموسكات مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله سلام لافتاً إلى القواسم المشتركة بين لبنان وجمهورية مالطا. وقال: «نحن بلدان صغيران ضعيفا الموارد، يكافح كلّ منهما لتثبيت موقعه ولتعزيز اقتصاده مستنداً إلى رأسمال أساسي هو الموقع والطبيعة والثروة البشرية».

أضاف: «ناقشنا إمكانات التعاون بين لبنان وجمهورية مالطا، خصوصاً في مجال السياحة التي حققت فيها بلاده إنجازات كبيرة مستفيدة من موقعها المميز وطبيعتها الجميلة وكرم شعبها الطيب. وتعرفون أنّ لبنان لديه الكثير مما يقدمه في هذا المجال، الأمر الذي يجعل تبادل المعارف والخبرات والخطط أمراً جوهرياً يعود بالمنفعة على البلدين. كذلك بحثنا إمكانية تسهيل ودعم الاستثمارات المشتركة في مختلف المجالات بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين. وأكدنا والجانب المالطي على أهمية جعل البحر المتوسط بحيرة سلام، يسمح بالتبادل التجاري والثقافي الحر والمثمر بين الدول المشاطئة له».

وختم: «عرضنا أيضاً موضوع النزوح السوري، والعبء الكبير الذي يمثله هذا الملف بالنسبة للبنان واستمعنا إلى آرائه في هذا الشأن، خصوصاً أنّ مالطا شكلت في فترات معينة محطة لموجات نزوح من أفريقيا في اتجاه أوروبا. وبطبيعة الحال، كان لنا نقاش حول الأوضاع في الشرق الأوسط، خاصة الأزمة السورية وظاهرة الإرهاب التي عانينا وما زلنا نعاني منها في منطقتنا، والتي انتقلت عدواها اليوم إلى أوروبا».

وقال موسكات: «إننا معجبون بما تقومون به بالنسبة إلى النازحين … أنا مقتنع ويمكنني أن أتحدث باسم حكومتي بأنّ هنالك شعوراً في أوروبا بأنه لا يمكن أن نترك لبنان بحاله وبموارده الشحيحة لكي يتجاوب مع هذه الأزمة، وهنالك اتفاقيات يجب على الدول الصغيرة مثل لبنان أن تلتزم بها، ونحن نؤيد ما قاله الرئيس سلام بأنّ هذه المسألة ليست مسألة مساعدة دولة للتكيف والتأقلم مع الوافدين إليه وإنما المساعدة على تطوير البنية التحتية الاقتصادية والمجتمعات المضيفة من أجل خلق فرص عمل والبيئة المؤاتية ليس فقط للحؤول دون المعاناة جراء هذا الوضع وإنما من أجل ضمان الاستدامة والبقاء».

وتوجّه إلى سلام قائلاً: «كن على ثقة دولة الرئيس بأننا لسنا فقط نفهم هذه الرسالة وإنما سنقوم بإرسالها إلى غيرنا ونحن نؤكد لكم التزامنا ودعمنا الكاملين لمفهوم الأمن والاستقرار في لبنان، فهذا أمر أساسي لا بل هو من الدعائم الأولى والشروط الأساسية ليس فقط من أجل النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي. ولا يغيب عنكم أن مالطا هي دولة محايدة، ونحن كدولة محايدة تقضي مهمتنا باتخاذ كلّ التدابير والإجراءات اللازمة للمساعدة ليس على الصعيد العسكري لأننا لسنا قوة عسكرية، وسنبذل جهدنا لكي نساعد عندما يطلب منا ذلك لتحقيق السلام بين كلّ الاطراف المعنية».

في غرفة بيروت

من جهة أخرى، زار موسكات يرافقه وزير الاقتصاد والاستثمار كريستيان كاردونا، وزير السياحة إدوارد لويس، وزير الشؤون الخارجية جورج فيلا، ووفد اقتصادي يضم 50 شخصاً من كبار رجال الأعمال المالطيين، غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، وكان في استقبالهم رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، وعقدت جولة محادثات مع شقير واجتماع مع القطاع الخاص اللبناني، اختتما بلقاء اقتصادي لبنان ـ مالطي.

وأكد شقير أنّ لبنان «رغم الأوضاع التي تمر فيها المنطقة، لا يزال يتمتع بدرجة عالية من الأمن والأمان، وهو محط أنظار الكثير من الدول لدوره الاقتصادي المميز في المنطقة، ولا سيما أنه يشكل بوابة أساسية لدخول أسواق الشرق الاوسط وافريقيا، كما أنه يمتلك الكثير من الفرص الكبيرة والواعدة، لعلّ أبرزها استخراج النفط والغاز، ودوره الأساسي في إعادة إعمار سورية».

وأكد موسكات، من جهته، اهتمامه الكبير بتعزيز التعاون الاقتصادي بين مالطا ولبنان، «اللتين تربطهما علاقات صداقة قوية»، لافتاً إلى أنه «انطلاقاً من موقع الدولتين هناك إمكانات كبيرة لزيادة التبادل التجاري ورفع مستوى التعاون الاقتصادي على مختلف المستويات، ومؤكداً حرصه على تذليل كلّ العقبات التي تعوق تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية واتخاذ كلّ الإجراءات اللازمة لتحقيق كلّ الأهداف الاقتصادية المشتركة».

فيلا يلتقي باسيل

وفي السياق عينه، استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نظيره في دولة مالطا جورج فيلا والوفد المرافق، وتمّ البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون السياسي والتشابه بينهما فضلا عن الخطر الإرهابي الذي يقترب من مالطا ويطال أوروبا والتعاون بين لبنان ومالطا لمواجهته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى