بري: لإطلاق ثقافة التوحيد والتقريب ومقاومة مشروع «إسرائيل»
استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، الوكيل العام للمرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني السيد جواد شهرستاني، ثم أقام مأدبة غداء حاشدة تكريماً له وللوفد المرافق، في حضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس مجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، رئيس الطائفة العلوية الشيخ أسد عاصي، ممثل البطريرك الماروني المطران بولس مطر، ممثل بطريرك الروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، ممثل بطريرك الأرمن الأرثوذكس المطران شاهي بانوسيان، ممثل بطريرك الأرمن الكاثوليك المطران جورج أسدوريان، السفير الإيراني محمد فتحعلي، السفير العراقي علي عباس بندر العامري، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، ممثل السيستاني في لبنان حامد الخفاف، والمفتي الجعفري الممتاز الشيح أحمد قبلان، وعدد من النواب وقيادة حركة «أمل».
وألقى بري خلال المأدبة كلمة قال فيها: «إننا في هذا الوقت الضاغط على الأمتين الإسلامية والعربية بالحرب الهادفة للسيطرة على مواردنا البشرية والطبيعية، وهي الحرب التي استهلكت الكثير من أرواح مواطنينا في مختلف أقطارنا وتسببت بالدمار الهائل الذي أصاب أوطاننا ومدننا ولا تزال تضغط بالفتنة على الشرق. إننا نعبر عن حاجتنا إلى صوت وموقف المرجعية متمثلة بصوتكم الصارخ في برية الله من أجل بناء وهي لمنع الاستخدام السياسي للإسلام، ومحاولة جعله غطاء لتفتيت بلادنا وإشعال الحروب والفتن ومن أجل إصلاح نظامنا».
وأضاف: «إنني في هذا الإطار أنقل عن صاحب السماحة الدكتور الشيخ احمد محمد طيب شيخ مشايخ الأزهر الشريف الذي تشرفت بلقائه منذ أيام تأكيده وجوب الحفاظ على إسلام الوحدة والتصدي لثقافة التكفير والتدمير والتهجير التي هي الأداة الأساس لاستراتيجية الفوضى البناءة. إننا يا صاحب السماحة ومن لبنان نتطلع بعين الأمل إلى دور المرجعية في حفظ وحدة الأرض والشعب والؤسسات في العراق الشقيق، وترتيب الأولويات انطلاقاً من منع سقوط العراق وجعله رهينة التطرف وقاعدة ارتكاز له وحفظ صيغة التعايش التي هي ميزة المنطقة، ومنع الإرهاب التهجيري من تخريب صيغة وحدة وتماسك مجتمعاتنا، وكذلك لإسقاط المشروع الذي يحاول أن يرسم نهاية للتاريخ الذي كان منطلقه من هذا الشرق ومن بلاد ما بين النهرين، ومن حوض النيل وممالك الشاطئ في لبنان».
وتابع بري: «نوابكم يعتصمون داخل المجلس في هذه الأيام، ونوابنا يعتصمون خارجه.
إننا نبحث عن ثقافة أصولية متجدّدة تنبع من النجف الاشرف وقم والأزهر الشريف، في مواجهة الثقافة التي أرساها الانتداب ومخلفاته من أنماط النظام العربي المتنوعة من منطقتنا، سلطات العشائر والقبائل والفئات والجهات والطوائف والمذاهب. هذه الثقافة هي التي أنتجت داعش والنصرة وكلّ المسميات القاتلة والمجرمة. ونحن نريد أن تتمكنوا يا صاحب السماحة من إطلاق ثقافة التوحيد والتقريب ورفع الظلم والحرمان، وبالأساس إطلاق ثقافة المقاومة لمشروع إسرائيل وتحقيق الأماني الوطنية للشعب الفلسطيني الشقيق الذي حرمناه. لقد باتت الحاجة ملحة يا صاحب السماحة وأنتم تؤسسون في هذا المجال لنشر واستخدام وسائل الاتصالات العصرية لمحو الأمية المعلوماتية ولتحرير الإسلام من احتلاله بالجهل، وهزيمة دويلات الوهم التي أُقيمت بالاستثمار على اسم الإسلام، وتحرير العالم من محاولات خلق «الإسلام فوبيا»، ونشر وعي ثقافي للإسلام الحقيقي».
وختم: «إننا في ذلك نراهن على مؤسساتكم ومؤسسات الأزهر لحفظ الإسلام ومكانته والقرآن الكريم وتفسيره والأبحاث العقائدية، وإقامة مكتبات تخصُّصية للتاريخ، وعلوم الحديث، وفقه الحقوق التخصصية، الكلام، الفلسفة والعرفان. ولكم دائماً الجميل والعرفان».
ومن زوار عين التينة: رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد.