اتفاق فلسطيني على ورقة موحدة للتفاوض في القاهرة
وفي اليوم الـ 28 من العدوان «الإسرائيلي» المجرم على شعبنا في غزة، لم يتغير المشهد الدامي في قطاع غزة على رغم إعادة نشر الآليات العسكرية الصهيونية بالقرب من السياج الأمني الفاصل فالغارات الجوية استمرت على أكثر من منطقة حاصدة معها أرواح المزيد من الأبرياء الآمنين، إلا أنه ظهرت «الورقة الموحدة» للوفد الفلسطيني للتفاوض مع الجانب المصري في كيفية وقف العدوان وفتح المعابر، كما جاء في اجتماع الوفد الفلسطيني في القاهرة الذس انتهى بالاتفاق على ورقة موحدة ستبحث مع الجانب المصري وتتضمن الورقة وقف إطلاق النار والانسحاب «الإسرائيلي» الفوري من القطاع، إضافة إلى نقاط أخرى تنشرها الميادين.
أهم بنود الاتفاق الفلسطيني
علمت الزميلة «الميادين» من مصادر أن اجتماع الوفد الفلسطيني الموحد في القاهرة انتهى برؤية موحدة في ظل أجواء وصفت بـ«الإيجابية جداً». وكشفت تفاصيل ورقة الوفد الفلسطيني الموحد، حيث تم الاتفاق بين أعضاء الوفد على ورقة ستبحث مع الجانب المصري، وتتضمن:
– وقف إطلاق النار والانسحاب «الإسرائيلي» الفوري من قطاع غزة.
– انهاء الحصار على القطاع وفتح المعابر وتأمين دخول الأفراد والبضائع.
– حرية العمل والصيد في المياه الإقليمية الى حدود 12 ميلاً بحرياً.
– إنهاء المنطقة العازلة التي تفرضها «إسرائيل» على قطاع غزة.
– الاتفاق على إعادة الإعمار وتأمين المساعدات العاجلة عبر حكومة الوفاق.
– إعادة الإعمار من خلال مؤتمر دولي للمانحين تنفذه حكومة الوفاق.
– التزام «إسرائيل» بتنفيذ صفقة شاليط والإفراج عن الأسرى الذين اعتقلوا أخيراً.
– ضرورة تنفيذ «إسرائيل» الصفقة الرابعة للافراج عن الأسرى التي تمت مع السلطة.
– وقف اعتداءات المستوطنين التي اعقبت أحداث 11 حزيران في الضفة. وأشارت المصارد إلى أن ورقة الوفد الفلسطيني جرى الاتفاق عليها بإجماع فصائل الوفد.
وكانت مصادر ذكرت أنه واضح من الحوارات في القاهرة ان حماس لا تستخدم التكتيك لإظهار موقف ما. وقالت المصادر: «إن حماس قررت أن تقاتل حتى رفع الحصار عن غزة مهما كلف الأمر وبأي شكل كان».
عباس يدعو إلى تدخل دولي
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد دعا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لإلزام «إسرائيل» بوقف هجومها ضد غزة والتجاوب مع المبادرة المصرية.
وخصّ بدعوته التي أطلقها أمس الأمم المتحدة والإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، محمّلا تل أبيب بموقفها الرافض المسؤولية عن التداعيات الخطيرة التي تترتب على استمرار حربها.
وقال عباس: «خلال الأيام الـ27 الماضية كانت «إسرائيل» تقتل وتجرح 17 فلسطينياً كل ساعة، وكانت تقتل طفلاً فلسطينياً كل ثلاث ساعات منذ بدء العدوان».
وأضاف: «في المقابل استجابت القيادة الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية، ومجموع الفصائل الفلسطينية لمقترحات المجتمع الدولي بوقف إطلاق النار، القاضية بتهدئة ووقف إطلاق نار إنساني لمدة 72 ساعة». متابعاً «غير أن هذه التهدئة انهارت خلال ساعتين نتيجة استمرار»إسرائيل» بعدوانها على قطاع غزة».
وأوضح عباس: «على رغم ذلك قمنا بإرسال الوفد الفلسطيني إلى القاهرة تأكيداً على حرصنا ورغبتنا في وقف الحرب والعدوان وحقن دماء أبناء شعبنا، غير أن الحكومة «الإسرائيلية» رفضت إرسال وفد إلى القاهرة تحت ذرائع واهية».
مشعل: لا هدنة من دون انسحاب العدو
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، أن «الحركة لم ولن توافق على اتفاق هدنة يقرّ بوجود قوات «إسرائيلية» في غزة، وبتدميرها الأنفاق». وأضاف مشعل في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» أن «الوجود الإسرائيلي في قطاع غزة، وتدميرها الأنفاق خلال فترة الهدنة، أمرغير مقبول». وأكد علم الدوحة بذلك، والتي نقلت موقف حماس لوزير الخارجية الأميركي جون كيري عن طريق وزير الخارجية القطري.
وشدد مشعل خلال المقابلة: «للمقاومة الفلسطينية الحق في الدفاع عن النفس، ومواجهة القوات «الإسرائيلية» داخل قطاع غزة».
وأشار مشعل الى أن حماس لم تضلل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ولم تضلل الجانب «الإسرائيلي»، فـ«الفلسطينيون يقاتلون بشرف». متابعاً «منذ البداية، أخبرنا الجميع أن هذا هو موقفنا، ونحن سنكون مسؤولين عنه».
حرب عربية ـ «إسرائيلية» على القطاع
وأكد رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو أنّ «أهمّ ما تحقّق خلال الحملة على غزة هو علاقةٌ مميزة مع دول المنطقة قد تتطوّر الى احتمالاتٍ كثيرة، ويعلن استمرار العدوان على قطاع غزة، وأنه سيواصل العمل بكل قوة لتحقيق أهداف العدوان».
وقال نتنياهو: «إنه سيواصل العمل بكل قوة لتحقيق أهداف العملية العسكرية، من أجل إعادة الهدوء لفترةٍ طويلة مهما تطلّب ذلك من وقت».
وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحافي: «أنّ الجيش «الإسرائيلي» هاجم آلاف الأهداف، وأنه سيتصرف وفق الاعتبارات الأمنية فقط». واتهم قطر «بتمويل حماس بصورة مباشرة، وأنّ الأمر المهم الذي حققته «إسرائيل» خلال العدوان هو العلاقة المميزة مع دول المنطقة ووصفه بـ«الذخر المهم» لكيانه، كما وصف دعم الولايات المتحدة وأوروبا لـ «إسرائيل» بإنجاز لكيانه.
وكانت شبكة «سي أن أن» قد نقلت تحليلاً لعلي يونس خلص فيه إلى «إنها سابقة في تاريخ النزاع العربي-«الإسرائيلي».. غالبية الدول تدعم بفعالية «إسرائيل» ضد الفلسطينيين، من دون استحياء أو تكتم… إنها حرب عربية «إسرائيلية» مشتركة تضم مصر والأردن والسعودية ضد العرب الآخرين».
وفي تحليل سياسي توقفت فيه الشبكة الأميركية ما كتبته صحيفة «نيويورك تايمز» بأن «القادة العرب الذين يرون بأن حماس أسوأ من «إسرائيل» عليهم التزام الصمت»، وقالت «سي أن أن»: «إن العدوان على غزة يجري على خلفية جديدة كلياً.
ونقلت عن نائب رئيس «دراسات السياسة الدفاعية والأجنبية» بـ«معهد الانتربرايز الأميركي»، دانيال بليتكا، أن «الصراع بين حماس و«إسرائيل» عرّى الانقسامات الجديدة في الشرق الأوسط.. الأمر لم يعد صراع المسلمين ضد اليهود.. بل المتشددين: الإخوان المسلمين، وحماس، وحزب الله، والدول الداعمة لهم إيران وقطر وتركيا ضد «إسرائيل» والمسلمين الأكثر اعتدالا ويشمل ذلك مصر والأردن والسعودية».
يعالون: دفعنا ثمناً باهظاً
من ناحية أخرى، قال وزير الأمن «الاسرائيلي» موشيه يعالون: «إن حماس هي من خرق وقف النار، ومعلناً مواصلة ضرب البنى التحتية للمقاومة التي وصفها بالإرهاب في قطاع غزة، الى حين استعادة الهدوء».
واعتبر يعالون أن «الوضع ليس لصالح حماس بشكل واضح وهكذا سيستمر خلال الأيام المقبلة. وأضاف: «نحن على وشك إنهاء مهمة الأنفاق وقد دفعنا ثمناً باهظاً لذلك حتى الآن»، مشيراً إلى أن «جزء من الوسائل القتالية والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات لدى حماس هي صناعة إيرانية» بحسب تعبيره».
ورداً على تصريحات نتنياهو ويعالون، سخر القيادي في حماس سامي أبو زهري من هذه الادعاءات، معتبراً أن «اعلان نتنياهو تدميره الأنفاق وآلاف الأهداف العسكرية هو أمر مضحك». وأضاف: إن «الأهداف التي ادعى نتنياهو تحقيقها هي قتل مئات الأطفال والنساء واستهداف المؤسسات الصحية».
وقال ابو زهري: إن «مؤتمر نتنياهو جاء لترميم النفسية «الاسرائيلية» بعد الهزيمة أمام المقاومة»، وإن هذه «التصريحات تمثل محاولة يائسة لصناعة نصر وهمي أمام «الإسرائيليين»، واصفاً إياها بالمرتبكة والتي تنم عن مواجهة جيشه أزمة حقيقية في غزة.
الانسحاب من طرف واحد
وكانت «سرايا القدس» اعتبرت تصريحات نتنياهو ووزير حربه موشيه يعالون حول الانسحاب من طرف واحد اعترافاً صريحاً بالهزيمة، مؤكدة في بيان لها أنها ستواصل القتال حتى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني.
ومن ناحيتها، قالت حركة «المجاهدين» :»إن خطاب نتنياهو إعلان فشل بامتياز، ومحاولة لرفع معنويات جنود انكسروا أمام ضربات المقاومة».
وفي السياق ذاته ، قالت كتلة «التغيير والإصلاح» البرلمانية التابعة لحركة حماس: «إن انسحاب الاحتلال من جانب واحد يعني فشله في تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها، وهي هزيمة واضحة المعالم لجيش العدو وقياداته».