الجعفري يسلم دي ميستورا تعديلات دمشق على ورقته.. المباحثات كانت «بناءة ومفيدة»
قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية إن الوفد عقد حال وصوله إلى جنيف أمس، جلسة مباحثات «بناءة ومفيدة» مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
وأضاف الجعفري أنه تمت مناقشة الورقة التي قدمها دي ميستورا حول المبادئ السياسية للحل السياسي في سورية، مشيرا إلى أننا «نقلنا إلى دي ميستورا التعديلات السورية على ورقته».
وتابع أنه طلب منه أن يدرسها هو وفريقه لعرضها على الأطراف الأخرى، وتم الاتفاق على معاودة مناقشة التعديلات في الجلسة القادمة التي تم تحديدها صباح الاثنين المقبل.
وكانت دمشق جددت رفضها بحث مصير الرئيس بشار الأسد في إطار «جنيف-3» وغيرها من المفاوضات.
وتجدر الإشارة إلى أن استئناف المفاوضات يأتي في الوقت الذي دخلت فيه الهدنة في سورية أسبوعها السابع، فيما مهدت تهدئة التطورات الميدانية إلى إيصال المساعدات الإنسانية للعديد من المناطق السورية التي يحتاج سكانها للمساعدة بصورة ماسة.
يذكر أن وفد معارضة الرياض وصل جنيف مساء الثلاثاء الماضي. وضم الوفد الذي وصل قادما من الرياض كلا من أسعد الزعبي، ومحمد علوش، وسهير الأتاسي، ومحمد صبرا، ونذير حكيم، وفؤاد عليكو وغيرهم.
وبدأ دي ميستورا الأربعاء الماضي لقاءاته في جنيف في إطار الجولة الثالثة من محادثات جنيف-3»، بينما أجلت الحكومة السورية انضمامها للحوار حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية التي جرت الأربعاء في الأراضي الخاضعة لسيطرة دمشق.
من جانب آخر، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن مصير الرئيس السوري بشار الأسد ليس مطروحا للنقاش في جنيف أو في أي مكان آخر، ولن يصبح موضوع مفاوضات بين الحكومة والمعارضة.
وأوضح الزعبي في تصريحات لصحافيين روس في دمشق أمس أن وفد الحكومة السورية لن يناقش هذه المسألة مع «قائمة الرياض» للمعارضة السورية أو أي وفد معارض آخر. وشدد على أنه لا يحق لأحد باستثناء الشعب السوري أن يقرر مصير الأسد.
واستبعد وزير الإعلام إجراء مفاوضات مباشرة بين وفد الحكومة و«قائمة الرياض» في المرحلة الراهنة، موضحا أن الهيئة العليا للمفاوضات «لا تعبر عن إرادة الشعب السوري، وهي ليست إلا بوقا للسعودية وتركيا وقطر، ويكمن هدفها الرئيس في تدمير الدولة السورية».
وأكد الزعبي أن وفد الحكومة السورية يحمل معه جواب دمشق على «ورقة دي ميستورا» التي تتضمن 12 مبدأ للتسوية بسورية.
وسبق للمبعوث الأممي إلى سورية أن أعلن أن الجولة الثالثة من المفاوضات ستكون مكرسة لبحث عملية الانتقال السياسي، وعلى مبادئ الحكم الانتقالي والدستور.
هذا وذكرت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء أن الجولة الثالثة من المفاوضات السورية قد تستمر لنحو عشرة أيام، تتبعها جولة أخرى في شهر أيار المقبل، بعد نحو شهر من انتهاء الجولة الثالثة.
وبالإضافة لوفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثق عن قائمة الرياض، يشارك في هذه المفاوضات ممثلون عن مؤتمر القاهرة، ومعارضة الداخل، كمراقبين أو مستشارين، بالإضافة إلى وفود نسائية وممثلين عن المجتمع المدني.
وفي السياق، لم تجد عقدة مشاركة صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي لأكراد سورية حلاً لها، حتى الآن، ويبدو أن الحزب لن يكون له تمثيل في المفاوضات مجددا، مثلما كان خلال الجولتين الأولى والثانية، وذلك من جراء معارضة تركيا لذلك على وجه الخصوص.
تجدر الإشارة إلى أن استئناف المفاوضات يأتي في الوقت الذي دخلت فيه الهدنة في سورية أسبوعها السابع، فيما مهدت تهدئة التطورات الميدانية إلى إيصال المساعدات الإنسانية للعديد من المناطق السورية التي يحتاج سكانها للمساعدة بصورة ماسة.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي إصرارهما على دعم وقف إطلاق النار في سورية، باستثناء مكافحة الجماعات الإرهابية.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس أن الاتصال الهاتفي جاء بمبادرة من الجانب الأميركي، والذي دعا خلاله الوزيران أطراف النزاع السوري للعمل من أجل تسهيل الوضع الإنساني في البلاد.
وأضاف البيان أنه تم بحث عدد من القضايا الدولية الأخرى، بما في ذلك الصراع في دونباس شرق أوكرانيا، وفي إقليم قره باخ.
وكانت الخارجية الروسية أعلنت أن لا نية لدى القوات الجوية الروسية لتنفيذ هجوم على مدينة حلب في سورية، مشيرة إلى قلقها إزاء احتمال استخدام مقاتلين هناك أسلحة كيميائية.
ووصفت الوزارة، ما يرد في تسريبات حول تزويد المقاتلين بالأسلحة لتنفيذ «الخطة بـ« الأميركية بالأمر غير اللائق.
ولفتت الوزارة إلى أن هناك زيادة في تدفق الأسلحة والذخيرة المهربة إلى المقاتلين في سورية عبر الحدود التركية.
من جهة أخرى، أكدت الوزارة دعمها لمشاركة الأكراد في المحادثات السورية في جنيف.
وفي السياق، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن المفاوضات مع الرئيس السوري بشار الأسد ضرورية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للازمة في سورية.
وقال هولاند في مقابلة مع قناة «فرانس 2» أول أمس: «نبحث مع روسيا عن سيناريو سياسي بحيث لا يكون بشار الأسد الخيار النهائي للحل»، بحسب تعبيره.
وأضاف أن فرنسا لا تأخذ في عين الاعتبار أي خطة ستحافظ على الأسد في السلطة، «ولكن في الوقت الراهن، ولأسباب موضوعية، فإن التفاوض معه أمر لا مفر منه».
وقال الرئيس الفرنسي إن باريس منذ بداية الأزمة السورية دعمت باستمرار المعارضة المسلحة، ووقفت إلى جانب الديمقراطيين السوريين ابتداء من عام 2012، حسب قوله.
ميدانياً، أعلن مصدر عسكري إحكام السيطرة على شركة اسمنت البادية ومركز البحوث العلمية بريف دمشق الشمالي الشرقي بعد القضاء على تجمعات إرهابيي «داعش» فيهما.
وذكر المصدر ان وحدة من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية نفذت عملية عسكرية شرق منطقة أبو الشامات أسفرت عن «فرض السيطرة على شركة اسمنت البادية ومركز البحوث العلمية بعد القضاء على العديد من إرهابيي تنظيم داعش المتحصنين فيهما».
ولفت المصدر إلى ان وحدات الجيش «تطارد فلول إرهابيي التنظيم التكفيري الذين فروا باتجاه البادية في حين يقوم عناصر الهندسة بتمشيط المعمل والمركز ومحيطهما لتفكيك العبوات الناسفة التي زرعها الارهابيون قبل مقتل معظمهم».
وكانت وحدة من الجيش أحكمت أمس السيطرة الكاملة على التلال والمقالع والكسارات ومساحات واسعة في منطقة أبو الشامات بريف دمشق الشمالي الشرقي بعد تكبيد تنظيم داعش خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
وفي دير الزور واصل سلاح الجو في الجيش العربي السوري طلعاته على تجمعات إرهابيي تنظيم داعش المدرج على لائحة الإرهاب الدولية ودمر لهم آلية ومقرا وقضى على عدد من أفراده.
وأفادت مصادر ميدانية بأن وحدة من الجيش «دمرت آلية لإرهابيي تنظيم داعش في غارة على تجمع لهم في حي الرشيدية في مدينة دير الزور».
ولفت المصدر إلى «مقتل عدد من أفراد التنظيم التكفيري وإصابة آخرين خلال طلعة للطيران الحربي السوري على أحد مقارهم في قرية الجفرة» شرق مدينة دير الزور بنحو 7 كم.