صنعاء: مسيرة حاشدة تطالب بوقف العدوان والحصار
انطلقت عصر أمس في شارع المطار بالعاصمة صنعاء مسيرة جماهيرية حاشدة تحت شعار: «مسؤولية أحرار العالم إيقاف العدوان والحصار» بمشاركة آلاف المواطنين.
وبدأت المسيرة بالسلام الجمهوري، وآيات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمات وقصائد شعرية استنكرت استمرار العدوان والحصار الظالم على اليمن.
وردد المشاركون في المسيرة الهتافات المنددة بجرائم العدوان السعودي الأميركي في اليمن، والمستنكرة للصمت الدولي تجاه هذه الجرائم، من بينها ثورتنا مستمرة .. عاشت بلادي حرة ، ما نقبل هذا الحصار.. تسقط دول الاستكبار ، هذا الحصار الظالم والعالم كله نائم .
كما رفع المشاركون اللافتات المنددة بالصمت الدولي تجاه جرائم العدوان وبالسياسة الأميركية في المنطقة والصور المعبرة عن بشاعة الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق الشعب اليمني.
ميدانياً، واصل تحالف العدوان السعودي أمس، خرق الهدنة لليوم الخامس على التوالي، وقصف مقر لجنة الهدنة خلال اجتماعها في محافظة الجوف، خلال اجتماع لها موقعا عددا من الجرحى بينهم نساء.
واستهدفت البوارج السعودية الصيادين في محافظة الحديدة، كما قصف المرتزقة مواقع الجيش واللجان في مأرب وتعز ولحج.
وزادت السيول الجارفة من معاناة اهالي حجة شمال غرب العاصمة صنعاء جراء القصف السعودي الذي دمر الطرقات والجسور وقطع اوصال طرق التواصل بين المحافظات لا سيما العاصمة صنعاء، فيما سارعت اللجان الشعبية بالنزول الى ارض الواقع للحد من الاضرار المادية.
وكان العدوان السعودي قد استهدف بالأسلحة الرشاشة مواقع جنوب شرق مدارس العمري بمدينة ذباب، بالاضافة الى منطقة التهامي ومناطق أخرى في مريس بالضالع، كما حاولت قوات العدو التقدم باتجاه مديرية المتون، فتصدى لهم عناصر الجيش واللجان الشعبية، وأوقعوا في صفوفهم قتلى وجرحى، في وقت لم يغادر فيه طيران العدوان التجسسي سماء محافظة الحديدة في خرق واضح للهدنة.
في سياق متصل، ضبطت الأجهزة الأمنية عددًا من العبوات الناسفة في سوق الإثنين بمديرية المتون في الجوف عقب انفجار عبوة لم تسفر عن وقوع أي اصابات.
من ناحية أخرى، دعت اللجنة الثورية العليا الى المشاركة الواسعة في مسيرة عصر غد الجمعة بشارع المطار بصنعاء تحت عنوان: «مسؤولية أحرار العالم إيقاف العدوان وفك الحصار».
وفي سياق متصل آخر، انتزعت قوات هادي مدعومة بطائرات مروحية من طراز أباتشي تابعة للتحالف، صباح أمس، مدينة الحوطة من مقاتلي تنظيم القاعدة.
وذكر مصدر أن سيارة ملغومة انفجرت بعد ساعات أمام مبنى وزارة الخارجية في مدينة عدن الجنوبية دون وقوع أي خسائر في الأرواح.
وقال المصدر إن القوات الحكومية بدأت هجومها مع شروق الشمس ونجحت بعد ضربات جوية ومعارك عنيفة استمرت ساعات عدة بانتزاع المدينة. وأضاف إن «الحملة اكتملت للسيطرة على الحوطة وتم تطهير المدينة من القاعدة والعناصر المتطرفة»، مضيفا أن أشخاص عديدين قتلوا وأصيب آخرون من الجانبين بينما أسر نحو 48 متطرفا.
على صعيد آخر، أفاد مسؤولون أميركيون بأن الولايات المتحدة تدرس طلباً إماراتياً بدعم عسكري يساعد في شن هجوم جديد ضد تنظيم القاعدة باليمن.
وأكد المسؤولون الأميركيون أن الإمارات طلبت مساعدة الولايات المتحدة في عمليات إجلاء طبية وبحث وإنقاذ خلال القتال ضمن طلب أكبر بدعم جوي ومخابراتي ولوجيستي أميركي.
على الصعيد الانساني، اعلنت منظمة فاو ان اكثر من 14 مليون مواطن لا يجدون الغذاء الكافي بسبب الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان السعودي على بلادهم.
كما اكدت منظمات دولية اخرى، ان 80 بالمائة من اليمنيين باتوا بحاجة ماسة للمساعدات، حيث ادى العدوان الى تدمير اكثر من 500 مستشفى ومرفق صحي.
وبحسب «موقع اذاعة الامم المتحدة»، قال صلاح الحاج حسن ممثل منظمة الفاو في اليمن: إن انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بلغا مرحلة حرجة للغاية، مشيراً الى ان ذلك يعود بشكل كبير إلى الصراع الدائر والقيود على الاستيراد وعدم توفر المواد الغذائية الضرورية بما أدى إلى الارتفاع الهائل في الأسعار.
وأضاف في حوار مع الاذاعة، ان اليمنيين يقطعون مسافات طويلة للحصول على المواد الغذائية بسبب الصراع الدائر والقيود على الاستيراد وعدم توفر المواد الغذائية الضرورية.
واوضح أن اليمن يستورد أكثر من 90 في المئة من الحاجات الأساسية للإنتاج، ويعتمد جزء أساسي من الزراعة في اليمن على الري، وبالتالي المدخلات التي تتعلق بالإنتاج والزراعة والري هي عناصر أساسية تتعلق بهذه الأزمة المتفاقمة في ظل الحصار السعودي الخانق.
وقالت الفاو: إن هذه الظروف الحرجة تحتم دعم الأسر كي تنتج غذاءها بنفسها وتقلل اعتمادها على الواردات الغذائية غير المتوفرة والمكلفة ماديا.
ويعتمد اليمن بشكل كبير على الواردات لأن الأراضي الصالحة للزراعة لا تتعدى 4 من مساحته، ولا يستخدم حاليا سوى جزء ضئيل من تلك الرقعة في إنتاج الغذاء.
وقد رفعت الفاو من قيمة نداء التمويل السنوي ليبلغ 25 مليون دولار لعام 2016 لمساعدة الأسر على إنتاج الغذاء وبناء قدرات التجاوب من خلال جملة متنوعة من الأنشطة.