السفير السوري لـ«البناء»: بالتكامل مع موسكو وطهران القدرات السورية كافية للنصر هولاند يقاطع عون… وحزب الله يُلغي الموعد… وأموال لبنان الأوروبية في عهدته

كتب المحرر السياسي

مع نهاية الرحلات المكوكية للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز من الرياض إلى القاهرة فأنقرة فاسطنبول، على أمل حصاد زعامة العالم الإسلامي بوجه إيران، مفتاحه مصالحة مصرية تركية دفع ثمنها غالياً وانفرط عقدها في ربع الساعة الأخيرة، وتحشيد لتركيا وباكستان بمساعٍ إسرائيلية قبض ثمنها سلفاً لضغط أميركي يثمر تجاوباً تركياً باكستانياً بوجه إيران، حلّت مكانه مساعٍ للوساطات تقدم بها أنقرة وإسلام أباد، ختم وزير خارجية السعودية عادل الجبير رحلات ملكه برحلة سرية بين فقرات البيان الختامي للقمة، مضيفاً في الفقرات الخاصة بالتضامن مع الدول الأعضاء، نصوصاً عن التضامن مع السعودية بوجه ما أسمته الفقرة الاعتداءات الإرهابية الإيرانية على بعثاتها الدبلوماسية وفي الفقرات الخاصة بدول الخليج تضامناً بوجه الأعمال الإرهابية المدعومة من إيران وحزب الله، بعدما كان التوافق قد انتهى على النص النهائي للبيان الختامي للقمة بالدعوة لحسن الجوار بين إيران وجيرانها من دول الخليج، ولأن الفقرات تخص الدول التي تضعها، مثلما نصت الفقرة الخاصة بالتضامن مع لبنان ما تقدمت به الحكومة من دعوة للتضامن مع لبنان وجيشه وشعبه بوجه الإرهاب وتأييد مساعي التوافق والحوار بين اللبنانيين بمكوّناتهم وأطرافهم كافة، أصيب ربع الساعة الأخير لأعمال القمة بالسكتة الدماغية، وكادت تنفرط أعمالها، فتدخلت الوساطات التركية والباكستانية لإنقاذ الموقف، والتأكيد على حل الخلافات بالحوار، وتحفظ لبنان وعدد من الدول على الإضافات السعودية التي حاولت تعويض الفشل بالمزيد من الفشل.

بخروج القمة من المشهد الإقليمي لمجرد حدث عابر، بعد تحولها إلى ساحة لعب على الكلام وتهريب لنصوص، وضياع الفرصة السعودية لقطاف مكانة تتيح مفاوضة من موقع قوة مع إيران، واكتفائها بالبحث عن جوائز ترضية كلامية، عادت الاهتمامات نحو الساحات الرئيسية لصناعة الحدث، حيث يستعدّ اليمن لبدء جولات الحوار السياسي في الكويت، وحيث بدأت جولة جديدة للمحادثات السورية غير المباشرة في جنيف، ليتصدر العراق المشهد بعد نجاح مساعي التهدئة التي تمخضت عن إقناع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري تقبُّل إقالته وسحب الدعوى التي تقدّم بها إلى المحكمة العليا، لأن إلغاء قرار الإقالة سيعيده رئيساً لجلسة واحدة تشهد إقالته طالما أن أغلبية نيابية قد وقعت على دعوة الإقالة، مع توقعات بارتفاع عدد المصوّتين على الإقالة، إذا طرحت للتصويت فوق المئتين أي أكثر من النصف بأربعين صوتاً، على أن يقدّم الجبوري استقالته اليوم فلا يُضطر للتراجع عن وصف قرار إقالته بغير الشرعي، وبالمقابل يكرس رئيس السن كرئيس مؤقت للبرلمان، تمهيداً لمشاورات في مناخات هادئة تتيح إعادة تركيب مؤسسات الحكم وامتصاص مناخات الغضب التي تعيشها الساحات العراقية وتعبر فوق خطوط الانقسام الطائفي للمرة الأولى.

في الشأن السوري أكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في حديث لـ«البناء» عمق التفاهم السوري مع الحليفين الروسي والإيراني، وما وفّره التكامل بين الحلفاء من استنهاض لمكامن القوة السورية السياسية والعسكرية، ترجمت في الانتخابات التشريعية التي ضخت دماء جديدة في بنية المؤسسة النيابية من جهة، وحققت مشاركة العسكريين للمرة الأولى في ممارسة حق الانتخاب ما حقق قدراً عالياً من التفاعل بين المؤسسة العسكرية وتجديد المؤسسة النيابية من جهة، كما وفّرت الانتخابات دعماً لموقع سوريا الدولي الإقليمي، نافياً وجود خلاف مع موسكو حول الانتخابات، مضيفاً أن استنهاض مصادر القوة السورية عسكرياً يعبّر عن نفسه في المعارك التي يخوضها الجيش وحلفاؤه والتي تتقدّم حلب واجهتها اليوم بصورة طبيعية بعدما صار مكشوفاً حجم الأطماع التركية فيها، كما يجد تعبيره في حشد وتعبئة ألوية جديدة تدخل ساحات القتال.

لبنانياً، يستعدّ لبنان لاستقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي تحدثت مصادر مواكبة لزيارته مقاطعته للعماد ميشال عون، بينما قالت هذه المصادر عن نية حزب الله رفض اللقاء بهولاند، لما قالت أن اللقاء محصور بالصفة النيابية للحزب وليس بصفته السياسية، فيما تحدّثت مصادر أوروبية عن أن زيارة هولاند التي تأجلت أكثر من مرة لا تتصل بالاستحقاق الرئاسي ولا بسواه من شؤون السياسة بل هي محصورة بقضية اللاجئين السوريين ضمن تقسيم أدوار بين الدول الأوروبية لتثبيت اللاجئين في أماكن إقامتهم في بلدان الجوار لسوريا، حيث لبنان كان عهدة فرنسا، بعدما خصصت له مساعدة بقيمة ألف يورو سنوياً عن كل لاجئ سوري أي ما يقارب ملياري يورو سنوياً للبنان يحتجزها هولاند لصناعة دور سياسي فرنسي باستثمارها.

لبنان تحفّظ على بيان اسطنبول

سجل لبنان تحفظه على الفقرة المتعلقة بإدانة «حزب الله لقيامه بأنشطة إرهابية»، في البيان الختامي لقمة منظمة التعاون الإسلامي التي اختتمت أعمالها أمس في اسطنبول، وأكد موقفه بـ«ضرورة احترام عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».

وقد خصصت فقرة في القمة تدين «أعمالَ حزب الله الإرهابية في سورية واليمن والبحرين والكويت التي تزعزع استقرار الدول الأعضاء»، كما حمل البيان ترحيباً «بالحوار بين الأطراف السياسية اللبنانية وثمّن تضحيات الجيش والقوى الأمنية في محاربة التنظيمات الإرهابية».

الحرب السعودية مستمرة

وعلقت مصادر مطلعة في 8 آذار على بيان القمة لجهة إدانة حزب الله بالقول لـ«البناء»: «السعودية مستمرة بحربها على حزب الله ضمن خطة محورها التركيز على الحزب باعتباره القوة الأبرز الحليفة لإيران في ظل الهزائم التي مُنيت بها السعودية في سورية، حيث لم يعد باستطاعتها تغيير الواقع الميداني ولا السياسي لا سيما عدم قدرتها على إسقاط الرئيس بشار الأسد، فوجدت بحزب الله بديلاً من خلال تطويقه ووضعه على لائحة الإرهاب وتشويه صورته، لكنها فشلت في استصدار قرارات في الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة حزب الله بسبب الفيتو الروسي والصيني وتجاهل الولايات المتحدة، فتوجهت إلى استعمال نفوذها في المنظمات العربية والإسلامية مستخدمة الأموال الطائلة للضغط على رؤساء وزعماء الدول العربية والإسلامية للوصول إلى وضع حزب الله مقابل تنظيم داعش».

وشددت المصادر على أن «السعودية ودول الخليج يستعملون ويستنزفون جميع أوراقهم ضد حزب الله من حصار مالي واقتصادي على لبنان وطرد العاملين اللبنانيين لديهم وغيرها من وسائل الضغط لتوظيفها في أي مفاوضات مقبلة مع إيران».

موقف الحكومة منسقاً

وأشارت المصادر إلى أن «تحفظ الوفد الحكومي على فقرة إدانة حزب الله موقف متوقع، فالحكومة لا تريد إغضاب السعودية، ومن جهة أخرى لا تريد إزعاج حزب الله وهو شريك في الحكومة نفسها، فجاء موقفها شبيهاً بمواقفها في المؤتمرات السابقة يرضي حزب الله الذي يقدّر موقف الحكومة ورئيسها».

وقالت مصادر الوفد لـ«البناء» إن «موقف الوفد اللبناني في القمة متفق عليه في الحكومة مسبقاً قبل مغادرة الوفد إلى اسطنبول، وجاء في سياق مواقف الحكومة السابقة في المؤتمرات العربية والإسلامية الماضية والمتفق عليها في جلسات الحوار الوطني، حيث أجمع أطرافها كافة على عدم تفجير البلد وأن لا يؤدي أي قرار خارجي على تهديد الاستقرار الداخلي وبالتالي ضرورة التحفظ على أي قرار يصدر من أي مؤتمر ضد حزب الله، مهما كانت الظروف وحجم الضغوط على لبنان».

قرار ترضية للسعودية…

وقالت مصادر عونية إن «موقف الحكومة كان منسجماً وموحّداً علماً أن العبارة الخاصة بحزب الله جرى تضمينها للفقرة الخاصة بدول الخليج، وهي كما جرى العرف تضعها الدول المعنية ولا تخضع للإجماع، ولذلك ليس للبنان إلا التحفظ وتختلف قيمتها عن النص الأساسي للبيان من جهة، كما أنها اتهمت الحزب بالقيام بأعمال إرهابية وليس وصف الحزب بالإرهابي. وهذه الصيغة المخففة علامة على ضعف الحيلة السعودية في فرض ما كانت تتأمل بلوغه بالحديث عما هو أكثر من وصف أعمال إرهابية وأكثر من وصف الحزب بالإرهابي، بل اتخاذ قرار بتصنيفه على لوائح الإرهاب، فبدا النص نوعاً من ترضية قبلها المشاركون لحساب السعودية دون تلبية ما كانت تسعى إليه».

سلام التقى أمير قطر وأردوغان

والتقى رئيس الحكومة تمام سلام على هامش القمة، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني الذي أكد تفهم بلاده للوضع اللبناني ومكوناته، معتبراً «أن المهم تأكيد الوحدة وانتخاب رئيس للجمهورية والكل سواسية». كما التقى في حضور الوفد الوزاري المرافق، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعرب عن أمله في أن يتجاوز لبنان مشكلة عدم انتخاب رئيس للجمهورية، لافتاً إلى أن تركيا ولبنان تتشاركان في تحمل وطأة النازحين السوريين.

وقالت مصادر حكومية لـ«البناء» إن «اللقاء الذي جمع سلام مع الملك السعودي خلال القمة شكل إهانة للحكومة وللبنان وعكس سياسة الانبطاح التي يعتمدها البعض تجاه السعودية التي تعاملت بسلبية مع رموز وطنية لبنانية». وتساءلت: «كيف يرضى رئيس الحكومة، وهو يمثل لبنان، بتعامل السعودية التي تريد تدفيع لبنان ثمن فشل سياساتها في المنطقة؟».

حزب الله لن يسمح بالفوضى

وفي سياق متصل، لم تظهر بعد حقيقة المعلومات المسرّبة حول قرار من المحكمة الدولية باتهام حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري. إلا أن مصادر مطلعة في 8 آذار حذرت من أن «أي قرار في هذا السياق هو أشدّ وأخطر من القرارات التي تصدر في المؤتمرات العربية والإسلامية ضد حزب الله». واتهمت المصادر السعودية في إطار استكمال الحرب على حزب الله، بـ«العمل على تحريك المحكمة الدولية بعد غيابها عامين»، وشددت على أنه «حتى لو اتهمت المحكمة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بالاغتيال، فلن يكون له أي مفاعيل إجرائية بل سيكشف فقط وجه السعودية السلبي أكثر».

ولفتت إلى أن تداعيات القرار المفترض لن تكون سهلة على الساحة الداخلية، «لكن قيادة حزب الله لن تسمح بأي فوضى في الشارع، بل سيسارع السيد نصرالله إلى تطويق مفاعيله في الشارع من خلال إطلالة إعلامية يستعيد فيها قضية المحكمة والمحطات التي مرّت بها وثغراتها وفشلها في كشف الحقيقة وتجاهلها شهود الزور واتهام سورية ثم حزب الله وبالتالي سيفرغها من مضمونها».

وتوقعت المصادر أن «يكون الهدف من خلال هذا القرار، إن صدر، إعادة طرح موضوع سلاح حزب الله على طاولة البحث»، مذكرة بما قاله الرئيس سعد الحريري منذ أيام عن السلة المتكاملة لحل الأزمة الرئاسية والتي طلب أن تشمل سلاح الحزب».

على الحكومة الاعتراض لدى مجلس الأمن

وطالبت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر الحكومة «بمراجعة موقفها من تخطي حقوق لبنان السيادية بموضوع المحكمة الدولية وتغيير المرجع الصالح للنظر بجريمة اغتيال الحريري وهو القضاء اللبناني لا سيما وأن هذه المحكمة فرضت عنوة على لبنان من خلال استصدار قرار دولي».

وأضافت لـ«البناء»: «على الحكومة الاعتراض لدى مجلس الأمن على خرق المحكمة للدستور اللبناني ووقف الأموال الطائلة التي تدفعها منذ العام 2005»، وشككت المصادر بنزاهة المحكمة وبجدوى عملها لا سيما بعد استقالة العديد من قضاتها وموظفيها وتغير وجهة الاتهام والتجني على الضباط الأربعة ورفض التحقيق بفرضية الشبكات الإسرائيلية والإرهابية التي عرضها السيد نصرالله». ودعت القضاء اللبناني والحكومة إلى عدم التجاوب مع أي قرار في هذا السياق حفاظاً على الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي».

هولاند في بيروت اليوم

في غضون ذلك، يصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم إلى بيروت، على أن يلتقي رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس سلام ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.

وقالت مصادر وزارية مطلعة على الزيارة لـ«البناء» إن «زيارة هولاند هي زيارة دعم للبنان لا سيما الضغط باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية ودعم لبنان على صعيد المساعدات المالية في تحمّله عبء النزوح السوري»، وأكدت أن «هولاند سيطرح الملف الرئاسي مع المسؤولين الذين سيلتقيهم وسيسخر علاقاته الجيدة مع جميع القيادات والأطراف لتفعيل العلاقة مع لبنان على كافة الصعد». ولفتت إلى أن «سلام سيتحدث باسم الحكومة اللبنانية وسيطرح على هولاند بعض الملفات والمشاكل التي يعاني منها لبنان لا سيما عبء النازحين السوريين».

وعلمت «البناء» بأن هولاند لن يلتقي رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون.

جلسة رئاسية ولا جديد

رئاسياً، تعقد جلسة الانتخاب الرئاسية الـ38 يوم الاثنين المقبل والتي ستنضم إلى سابقاتها، حيث لم يُسجل أي جديد على نصاب الجلسة الماضية.

وقالت مصادر تكتل التغيير والإصلاح لـ«البناء» إن «من يعرقل انتخابات الرئيس هو المصرّ على التمادي في استباحة البلد وبسط هيمنته عليه وضرب المؤسسات والشراكة الوطنية»، ورفضت المصادر «البحث مع العماد عون عن مرشحين بدائل عن عون»، مضيفة «أي طرح من هولاند لإقناع عون بأن يكون صانع الرئيس ليس وارداً».

ورفضت المصادر تحميل رئيس «القوات» سمير جعجع حزب الله مسؤولية عدم انتخاب عون، وقالت: «الأمر عملية أصوات في المجلس النيابي وطالما لم يتأمّن العدد المطلوب لانتخاب عون، فلن ينزل نواب تكتل التغيير والإصلاح إلى المجلس، فكيف ينزل نواب حزب الله؟». ولفتت إلى أن «جعجع يحاول توجيه رسائل إلى حزب الله لفتح قنوات تواصل وحوار معه، ولا مانع لدى التيار بذلك، لكن ليس حزب الله من يتحمّل المسؤولية بعدم انتخاب عون».

واستبعدت المصادر أن يتراجع جعجع عن ترشيح عون، كما طلب منه الحريري، موضحة أن «هذا الترشيح شكل أجواء إيجابية وتفاهمات بين التيار والقوات الذي تطور إلى حالة شعبية على الساحة المسيحية وإلى تعاون في الانتخابات البلدية».

علي عبد الكريم: ندعم كل ما يحصّن لبنان

وأكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي لـ«البناء» أن «سورية تريد أن يتفق لبنان بأحزابه وقواه وفي مجلس نوابه وفي كل القيادات للوصول إلى ملء الفراغ في رئاسة الجمهورية ولتجديد مجلس النواب وإيجاد قانون انتخاب متوازن وعادل يسمح بالتمثيل الحقيقي، لأنه يحصّن لبنان. ما يحصّن لبنان، لسورية مصلحة فيه وقوة لبنان في ثالوثه الذي تباركه دمشق». وشدّد على «أن الجنرال عون هو من القامات الوطنية المحترمة، وبتحالفه مع المقاومة وعلاقته الصادقة مع سورية يشكل رصيداً حقيقياً للبنان. نحن نحرص على وصول كل من يقوّي الخط الوطني في لبنان، فهذا يقوّينا. وبالتالي نباركه، لذلك قوة المقاومة مصلحة سورية بامتياز، الجيش اللبناني القويّ أيضاً هو مصلحة لسورية بامتياز. نحن نريد قوة المؤسسات في لبنان والخط الوطني القومي».

ولفت السفير السوري إلى أن «الإقبال الذي شهدته مراكز الاقتراع بحد ذاته رسالة للعالم أن السوريين متمسكون بسيادتهم وبأرضهم، يرفضون كل معاني الابتزاز، وبعضهم حتى لو لم يكن متحمساً للانتخاب أراد أن يثبت للعالم أنه متمسك بهذه الأرض. ما حدث كان تأكيداً أن الدولة السورية مستمرة بمؤسساتها بكل فعالية، وهذا الإقبال أكد أن الشعب السوري بمحض إرادته كان متحمساً، مندفعاً، ومقبلاً على هذه الانتخابات».

وإذ أكد التنسيق والتكامل بين القيادات في سورية وروسيا وإيران لفت إلى أن «مساندة المقاومة في لبنان والحزب السوري القومي الاجتماعي كبيرة والقوى الشعبية وكتائب البعث، حتى منظمات الأحياء والقرى والمدن والعشائر الجيش السوري مقدرة وهامة».

الحريري: جهودنا مستمرة

وأكد الرئيس سعد الحريري خلال استقباله وفداً من «تيار المستقبل» «أننا ثابتون في موقفنا من انتخاب رئيس للجمهورية، مهما تعقدت الأمور ووضعت العراقيل والصعاب أمام عملية الانتخاب، كما يحدث في الوقت الحاضر وسنستمر في جهودنا في سبيل تحقيق هدف انتخاب الرئيس».

جلسة حكومية الاثنين

على صعيد آخر، تعقد الاثنين جلسة لمجلس الوزراء التي ستواجه مجدداً الخلاف حول ملف أمن الدولة الذي لم تنجح الاتصالات حتى الآن في التوصل إلى حل بشأنه.

وقال وزير الإعلام رمزي جريج لـ«البناء» غن «الجلسة ستستكمل البحث في جدول أعمال الجلسة السابقة على أن يتم بحث أمن الدول في أول الجلسة»، مرجّحاً أن «يتجه الملف إلى الحل على قاعدة تفعيل عمل هذا الجهاز الذي لا يتوقف على الأشخاص بل يذهب الأشخاص وتبقى المؤسسة التي لا تزال تلبي حاجة أمنية، إضافة إلى أنها تتبع لرئاسة الحكومة والرئيس سلام سيعمل على حل الموضوع».

ولفت جريج إلى أن «نائب المدير العام سيحال إلى التقاعد بعد شهرين والآخر سيُحال بعد سنة، لكن لا يمكن الانتظار حتى ذلك الحين وتجميد عمل الجهاز بل هناك موارد مالية لازمة يجب تأمينها لاستمرار عمله».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى