الحسن: التنسيق الأمني السوري ـ اللبناني سينعكس استقراراً في لبنان
دمشق سعد الله الخليل
بالتزامن مع التطورات في بلدة عرسال اللبنانية على الحدود السورية وتوسع رقعة الاشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحي «جبهة النصرة» على خلفية إعتقال الجيش اللبناني القيادي أبو أحمد جمعة على أحد الحواجز في المدينة تصدى على الجانب الآخر من الحدود وفي القلمون السورية الجيش العربي السوري لمحاولة مجموعات ارهابية التسلل من الحدود اللبنانية – جرود عرسال الى بلدة الجبة بالقلمون بريف دمشق، وقضت على العشرات منهم في ظل الحديث عن تنسيق سوري – لبناني على الأرض.
إجماع سياسي يثمر على الأرض
تقدر المصادر المطلعة عدد المقاتلين الذين لجأوا الى جرود القلمون بنحو اربعة آلاف مقاتل، غالبيتهم من تنظيم «داعش» الارهابي، وجبهة النصرة ذراع القاعدة في سورية ، وبعض الكتائب المسلحة الصغيرة.
وأكد الدكتور حسن الحسن الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية أن طرد المجموعات المسلحة من قرى ومدن القلمون قبل أشهر وبسط الجيش والمقاومة اللبنانية الأمن للمنطقة أرغم المسلحين على التوجه خارج المناطق المأهولة والاحتماء بالمناطق العالية والجروف الصخرية ما يمنحها القدرة على التواري والإختفاء والظهور أحياناً لتوجيه ضربات للجيش السوري أو للدخول للعمق اللبناني والتعرض لطريق حمص دمشق واعتبر الحسن أن الجيش السوري يعمل على تطهير جرود فليطة باتجاه جرود عرسال والسيطرة على التلال المشرفة للوصول إلى تلة موسى أعلى النقاط في المنطقة.
ويرى الحسن أن الحيش اللبناني يسعى الى وقف تدفق السيارات المفخخة التي استهدفت المناطق اللبنانية وبعد أن أصبحت خزاناً رئيسياً للإرهابيين وإعادة ضخها وتوزيعها وقال: «لا يمكن أن يتجاهل أحد ظهور رايات النصرة على أسطح المباني في عرسال».
وبما يتعلق بالتوقيت والإجماع السياسي حول دور الجيش في عرسال قال الحسن «أدركت الأطراف السياسية أن التمدد غير المسبوق لـ«داعش» في المنطقة في سورية والعراق ووضوح التهديد الإرهابي سحب أي غطاء من أي فريق سياسي ودفعها لإعادة الحسابات وارتفع مستوى الإحراج عقب ممارسات التنظيمات رفع مستوى الإحساس بالخطر وأضاف: «بعد مرحلة اللااستقرار تسعى الحكومة لإعادة الهدوء لم يعد لأي فصيل سياسي دعم تنظيم موضوع على لائحة الإرهاب»، واعتبر الحسن أن من يمسك بخيوط اللعبة من دول إقليمية وكبرى لا مصلحة لها باشتعال جبهة لبنان.
تنسيق وتنسيق مضاد
بحسب المصادر الميدانية المتابعة فإن التنسيق بين الجانبين السوري واللبناني خلال العملية على أعلى المستويات من حيث الرصد واستهداف هذه التجمعات، واعتبر الحسن «أن التنسيق السوري – اللبناني يصب في مصلحة البلدين والدولة السورية كانت واضحة منذ البداية بإدراك أن خطر التنظيمات يتطلب تنسيق إقليمي لمواجهته وتبادل المعلومات يمهد للجيش متابعة مهماته وقطف ثمار هذا التعاون بكسب المعركة». وعلى رغم المعارك التي تدور في مناطق سورية اخرى بين «داعش» و»جبهة النصرة»، الا ان الطرفين يقاتلان معاً في القلمون ضد الجيش السوري، للحفاظ على مواقعهم والابقاء على حرية التنقل والامداد عبر المناطق الجبلية الوعرة والمعابر غير الشرعية وهو ما يرى فيه الحسن دليلاً على أن الخلاف بين التنظيمين ليس خلافاً فكرياً أو عقائدياً، فالأرضية الدينية والعقائدية واحدة إنما خلاف مصالح وتقاسم نفوذ ومسروقات، بالتالي يدرك الطرفان أن اي خلاف على الأرض في القلمون سيستثمره الجيش السوري ويعني عملياً القضاء عليهما.
الى ذلك، واصلت وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة عملياتها العسكرية في المزارع الشمالية والشرقية للمليحة في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، واستهدفت تجمعات للمسلحين في محيط شركة التاميكو ومزارع النشابية وبلدات جسرين وزبدين وعربين ودير العصافير وسقبا وحمورية.
وفي منطقة دوما استهدفت وحدات الجيش والدفاع الوطني تجمعات للمسلحين في مزارع عالية والشيفونية، في حين استهدفت مدفعية الجيش تحركات لآليات المسلحين في محيط عدرا العمالية.
الى ذلك، واصل الجيش السوري عمليته العسكرية في حي جوبر الملاصق لدمشق وتمكنت وحداته من قتل عدد من المسلحين في محيط برج المعلمين وتجمع المدارس في الحي، فيما اشتبكت وحدات اخرى من الجيش السوري مع مسلحين في محيط السيدة سكينة في داريا، واستهدفت تجمعاتهم في مزارع خان الشيح والحسينية ومفرق المضخة ومعصرة الزيتون.
وواصل الجيش السوري مدعوماً بالقوات الرديفة عملياته في أماكن عدة من ريفي درعا والقنيطرة، واستهدفت وحداته تجمعات الإرهابيين ودمرت عدداً من آلياتهم.
ونفذت هذه الوحدات عمليات غرب تل الخضر وفي داعل ونوى والفقيع والجهة الشمالية ببلدة انخل وتل المطوق وبرق الثريا وطريق جرابا بريف درعا، وأحبطت محاولة تسلل مجموعة ارهابية من سملين باتجاه جديا في ريف المدينة.
وفي القنيطرة استهدف الجيش السوري مسلحين في قرية طرنجة ومنطقة عين الدرب بالقرب من الجسر المهدم ومجدولية وعمرة الأمير والبساتين على اتجاه الخزرجية بريف المدينة.
وفي حلب وريفها قضت وحدات من الجيش السوري على إرهابيين، وأصابت آخرين خلال استهدافها تجمعاتهم في أحياء الشعار والحيدرية والبيانون وشنطرة ودير حافر والمنصورة وباقد العدس وريف المهندسين وخوابي العسل وبشقاتين ودمرت آلياتهم.