الجعفري: ليس صدفة تلازم التصعيد «الإسرائيلي» وخرق الهدنة من قبل معارَضة الرياض
قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية للمفاوضات في جنيف، إنه أكد للمبعوث الدولي الخاص بسورية، ستيفان دي ميستورا حق سورية في استعادة الجولان المحتل من «إسرائيل».
وأكد الجعفري أن اجتماع الحكومة الإسرائيلية في الجولان يعتبر عملا استفزازيا، مؤكدا طلب سورية من مجلس الأمن الدولي إدانة هذا الاجتماع. وأضاف الجعفري أن هناك تعاونا يجمع «إسرائيل» مع «جبهة النصرة» في الجولان.
وكان نتنياهو قد قال خلال اجتماع عقده وحكومته في الجولان، الأحد، في حدث غير مسبوق، إنه حان الوقت للمجتمع الدولي لأن يعترف بأن «الجولان أرض «إسرائيلية» إلى الأبد» بعد مرور 50 سنة.
وقال الجعفري: كنا قد نقلنا مراراً وتكراراً إلى عناية إدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة معلومات موثقة عن تعاون «إسرائيل» مع إرهابيي «جبهة النصرة» و»داعش» في الجولان، وقدمنا كل الوثائق التي لا يمكن دحضها إلى وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام حول وجود تواطؤ قطري إسرائيلي يتعلق بخطف عناصر الوحدة الفيليبينية من قوات الأمم المتحدة لمراقبة فصل القوات في الجولان «اندوف».
ولفت الجعفري إلى أن المناضل السوري صدقي المقت الذي اعتقلته «إسرائيل» مدة 27 عاماً، وهي المدة نفسها التي اعتقلت فيها سلطات الأبارتيد في جنوب أفريقيا المناضل نيلسون مانديلا، أعيد اعتقاله مجدداً من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأنه وثق بالصورة والصوت تعاون «إسرائيل» مع إرهابيي «النصرة» و»داعش» في الجولان.
وأكد الجعفري أنه ليس من المصادفة على الإطلاق أن التصعيد الإسرائيلي الذي قام به نتنياهو في الجولان السوري المحتل واكبته في الوقت نفسه تصريحات غير مسؤولة واستفزازية، لبعض أعضاء ما يسمى وفد معارَضة الرياض في الحوار السوري السوري بجنيف، تدعو لمهاجمة الجيش العربي السوري وخرق وقف الأعمال القتالية وقصف المدن السورية، مبيناً أن تزامن كل ذلك يدعو إلى استنتاج بوجود تعاون وعرى وثيقة بين «اسرائيل» من جهة، وبعض العرب من جهة أخرى والإرهابيين في سورية.
وجاءت تصريحات الجعفري هذه في مؤتمر صحافي عقده أمس بعد لقاء مع دي ميستورا حيث جدد التأكيد أن وفد الحكومة السورية ما زال ينتظر رد دي ميستورا على ورقة التعديلات التي أدخلتها دمشق على اقتراحات المبعوث الأممي بخصوص التسوية في سورية.
وكان وفد الجمهورية العربية السورية سلم، عقب وصوله إلى جنيف يوم الجمعة الماضي، التعديلات السورية على ورقة دي ميستورا حول المبادئ الأساسية للحل السياسي في سورية، وهي الورقة التى كان قد سلمها المبعوث الدولي للوفد في آخر يوم من محادثات الجولة السابقة من الحوار السوري السوري وكانت مبنية أساساً على ورقة الوفد.
وأمس، أكد دي ميستورا أن وفد معارضة الرياض إلى جنيف يصر على هيئة انتقالية، فيما يلح وفد الحكومة على حكومة موسعة.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي بجنيف: «ركزنا في محادثاتنا على تفسير معنى الانتقال السياسي»، مضيفا أن المعارضة طلبت تأجيل المفاوضات في جنيف بسبب قلقها إزاء تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وتابع أن المعارضة ستؤجل مشاركتها في المفاوضات وستبقى في جنيف، فيما أكد أنه في حال استمرار الخلافات في جنيف بين وفدي المفاوضات فإنه سيدعو واشنطن وموسكو للتدخل.
وأشار إلى أن «هناك جدولا زمنيا حتى آب المقبل للحصول على الدستور الجديد والانتقال السياسي»، نافيا أن يكون تقدم باقتراح تعيين ثلاثة نواب للرئيس السوري.
في سياق متصل، ناقش الرئيسان فلاديمير بوتين وباراك أوباما الوضع في سورية، وأكدا على ضرورة تعزيز نظام وقف إطلاق النار هناك، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تحتاجها.
وجرى الحديث أمس فأكد بوتين على ضرورة ابتعاد المعارضة المعتدلة عن الجماعات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة، وكذلك ضرورة إغلاق الحدود السورية ـ التركية حيث يستمر عبور المسلحين والسلاح إلى المتشددين.
وجرى الاتفاق بين الجانبين على الاستمرار في زيادة تنسيق جهود الدولتين في الاتجاه السوري بما في ذلك عن طريق الأجهزة الأمنية المختصة ووزارتي الدفاع.
ولتحقيق ذلك سيجري بحث إجراءات إضافية في مجال رد الفعل الميداني على انتهاكات وقف النار. وشدد الرئيسان على أهمية المفاوضات الجارية بين السوريين في جنيف برعاية الأمم المتحدة التي يجب أن تساعد في العثور على طرق سياسية لحل النزاع.
وفي سياق متصل، صرّح المندوب الروسي الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات في جنيف أليكسي بورودافكين أن الحكومة السورية تقدم اقتراحات بناءة حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وقال بورودافكين في حديث لوكالة «تاس» أمس، إن مجموعتي «موسكو ـ القاهرة» و»حميميم» للمعارضة السورية أعدتا أيضا اقتراحات مهمة للتوصل إلى تسوية في البلاد.
التتمة ص14
وأشار بورودافكين إلى أن لقاءات وفدي الحكومة السورية والمعارضة مع المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا أثبتت ذلك، مؤكدا أهمية استعداد وفد الحكومة لمناقشة هذا الموضوع وتقديمه اقتراحات بناءة بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وصياغة الدستور السوري الجديد.
وقال بورودافكين إن الدبلوماسية الروسية تجري اتصالات بشكل دائم مع وفد الحكومة وكذلك أوساط المعارضة المشاركة في العملية السياسية السورية، موضحا أن الحديث يدور حول ممثلي مجموعتي «موسكو ـ القاهرة» و»حميميم»، وكذلك ممثلين عن اللجنة العليا للمفاوضات يتبنون مواقف معتدلة ومعقولة.
كما أضاف الدبلوماسي الروسي: «نعقد لقاءات كذلك مع هؤلاء المعارضين الذين لا يشاركون في عملية جنيف».
ميدانياً، أعلن المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أمس، أن روسيا ستواصل دعم الجيش السوري في حربه ضد داعش وجبهة النصرة.
ونوه بأنه يجب استخدام نظام وقف إطلاق النار المعلن في سورية والحوار الجاري في جنيف، من أجل تحقيق تسوية سياسية صلبة للنزاع الدائر في سورية.
وكانت فصائل إرهابية سورية أعلنت أمس في بيان بدء معركة «رد المظالم» استجابة للدعوة التي وجهها الإرهابي محمد علوش، وزاعمة بأنه رد على ما تقول إنه انتهاكات متزايدة من قبل الجيش السوري للهدنة.
وجاء في البيان الذي وقعته عشرة فصائل إرهابية بينها «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» المدعومان من تركيا والسعودية: «بعد تكاثر الانتهاكات والخروقات من قبل قوات النظام من استهداف لمخيمات النازحين والقصف المتواصل من نقاط النظام القريبة على الأحياء السكنية، نعلن عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة والبدء بمعركة رد المظالم» بحسب تعبيرها.
وكانت «معارضة الرياض» دعت الأحد من جنيف على لسان كبير مفاوضيها محمد علوش إلى قتال القوات السورية بالرغم من وقف الأعمال القتالية الساري منذ 27 شباط الماضي.
وكانت وحدات الجيش والقوات المسلحة العاملة في حلب واصلت عملياتها ضد تجمعات وأوكار تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين والمجموعات المنضوية تحت زعامتها.
وأفاد مصدر عسكري بأن وحدات من الجيش «دمرت آليات ومقرات لإرهابيي تنظيم «داعش» في ضربات مركزة على تجمعاتهم في قرى حزوان وبزاعة وقباسين وحسامية شمال شرق مدينة حلب بنحو 35 كلم».
وكبدت وحدات من الجيش أمس المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم طجبهة النصرة» خسائر بالأفراد والعتاد الحربي، ودمرت لهم جرافة في كل من قريتي صوران والعويجة ومنطقتي الشقيف وضهرة عبدربه بالريف الشمالي.
وفي ريف حلب الشرقي بيَّن المصدر أن وحدة من الجيش «نفذت عملية على تجمع لإرهابيي تنظيم «داعش» في قريتي عاكولة والبريج بمنطقة ديرحافر أسفرت عن مقتل عدد من الارهابيين وتدمير تحصيناتهم وآلياتهم».
وفي مدينة حلب لفت المصدر إلى أن وحدة من الجيش طقضت على عدد من إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» في عملية دقيقة على تجمع للتنظيم على أطراف حي سيف الدولة».
إلى ذلك أكدت مصادر ميدانية في تصريح لـ»سانا» أن وحدة من الجيش دمرت بصاروخ موجه شاحنة كبيرة محملة بالذخائر لإرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» شرق بلدة بيانون نحو 18 كلم شمال غرب حلب على الطريق الدولية المؤدية إلى تركيا.
ويشهد ريف حلب الشمالي المفتوح على الحدود التركية تسللا كثيفا للمرتزقة الاجانب للانضمام الى تنظيم «جبهة النصرة» الارهابي، اضافة الى تهريب كميات كبيرة من الاسلحة المتطورة بدعم من نظام أردوغان السفاح وتمويل من نظام آل سعود الوهابي.