اليمن: ولد الشيخ لم يُظهر نزاهة في إدارة المفاوضات
أعلنت الامم المتحدة إرجاء المحادثات اليمنية في الكويت عقب تأجيل انصار الله وحزب المؤتمر الشعبي الانضمام للمفاوضات التي كان مقرراً انطلاقها أمس، وقد اشترط انصار الله وقف العدوان للانضمام إلى هذه المفاوضات.
وكان من المفترض أن تجمع الجولة الجديدة ممثلين عن الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي من جهة، وحركة أنصار الله والمتحالفين معها كحزب المؤتمر الشعبي العام من جهة أخرى.
وقال مصدر يمني أن لا معنى للذهاب الى الكويت ما لم يتم احترام وقف اطلاق النار، بحسب ما أكد مسؤول في «حزب المؤتمر الشعبي» اليمني لوكالة «رويترز»، رافضًا ورقة المبعوث الأممي، ومعتبرًا ان التسليم بها هو تسليم واذعان.
وبحسب المصدر اليمني المطلع على المسار المتعلق بالمفاوضات، فإن وفد القوى الوطنية لم يغادر صنعاء للمشاركة في مفاوضات الكويت في الموعد المحدد لبدئها اليوم أمس ، بسبب عدم تثبيت وقف اطلاق النار من قبل تحالف العدوان السعودي الأميركي ومرتزقته، واستمرار الخروقات بوتيرة كبيرة وبأشكال مختلفة.
وذكّر المصدر بأن العدوان استهدف لجنة تثبيت التهدئة في محافظة الجوف بغارة جوية كادت تودي بأعضائها، وهي لجنة منبثقة عن اعمال اللجنة العسكرية التي باشرت اجتماعاتها في الكويت قبل نحو اسبوع.
كما أوضح المصدر ان هذه الخروقات عكست عدم استعداد الطرف الآخر والقائمين عليه للالتزام باعلان وقف النار الصادر عن الأمم المتحدة، الامر الذي استدعى مشاورات عاجلة في صنعاء بين حركة «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» والأحزاب السياسية المناهضة للعدوان، من أجل تدارس الموقف واتخاذ الخطوات المناسبة.
وانتقد المصدر اليمني الوسيط الدولي إسماعيل ولد الشيخ، الذي لم يظهر نزاهة في إدارة المفاوضات والتحضير لها من خلال تبني النقاط الخمس من دون العودة إلى الوفد الوطني، وأخذ موافقته ومحاولته فرضها كأجندة للمفاوضات المقبلة.
وختم المصدر بتحميل ولد الشيخ والأمم المتحدة مسؤولية عدم انعقاد جولة المفاوضات الجديدة في موعدها بسبب انحيازهما الفاضح لفريق العدوان وعدم حيادهما، وأيضا بسبب عدم قيامهما بما يلزم لفرض احترام وقف النار على تحالف العدوان ومرتزقته، الأمر الذي يجعل من الذهاب إلى الكويت في ظل هذه الظروف والخروقات امرا لا طائل منه.
وفي السياق، اتهمت أوساط هادي أمس المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بالانقلاب على القرارات الأممية بشأن الأزمة في البلاد.
وكان ولد الشيخ استثنى قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يلزم انصار الله بتسليم مؤسسات الدولة والانسحاب من المدن كمرجعية للمشاورات اليمنية المزمع عقدها في الكويت.
وفي البيان الصادر عنه قال: «إن من المرتقب أن تركز المحادثات على إطار عملي يمهد للعودة إلى مسار سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، دون أي ذكر لقرار مجلس الأمن».
وبحسب بعض الأوساط، فإن هذا التصريح هو الأخطر في مصير المفاوضات وقد يعيد تموضع الحوثيين في المدن دون إلزامهم بترك السلاح.
ولقي البيان انتقادات كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل كثير من المحللين السياسيين والمتتبعين الداعمين للعدوان السعودي على اليمن، حيث اعتبر البعض أنه حذف كامل للقرار الأممي من مرجعيات المشاورات.
ميدانيا، وفي محافظة مأرب جنوب البلاد، توصلت الأطراف اليمنية الى اتفاق لوقف اطلاق النار في جميع جبهات القتال. وينص الاتفاق على ايقاف التحشيد والتعزيزات العسكرية وإشراف اللجان المختصة على العملية لمعالجة الخروقات وإعادة الوضع الى ما كان عليه ووضع آلية تواصل بين الطرفين للاتصال المباشر.
وبعد تثبيت وقف اطلاق النار سيتم السماح للهلال الأحمر او الصليب الاحمر أو من يمثل الطرفين بانتشال وتبادل الجثث والعمل على فتح الطرق بأسرع وقت، والبدء باصلاح وتسهيل مرور وايصال المواد الإغاثية وإزالة المعوقات، اضافة الى تكليف لجنة من الطرفين لاستكمال إجراءات الإفراج عن الأسرى.
ميدانيا أيضا، تصدى الجيش اليمني واللجان الشعبية لمحاولة مرتزقة العدوان السعودي خرق وقف اطلاق النار في محاولة جديدة للتقدم باتجاه منطقة نهم الحدودية بمحافظة صنعاء .
واوقعت الاشتباكات بالقرب من التبة الحمراء عددا من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين فضلا عن تدمير آلية عسكرية لهم.
وفي محافظة صعدة شن طيران العدوان السعودي غارتين على مديريتي الظاهر وحيدان، وفي محافظة تعز واصل طيرانه لليوم السابع على التوالي التحليق بكثافة في سماء مدينة تعز وعدد من المديريات من بينها ذو باب والمخا والوازعية.
على صعيد آخر، كشف المغرد السعودي الشهير المعروف باسم «مجتهد»، عن تعاظم الورطة التي أوقع ولي ولي عهد آل سعود ووزير حربهم محمد بن سلمان، في العدوان على اليمن، مؤكدًا أن بن سلمان «مستميت» لإنهاء الحرب في اليمن.
وقال «مجتهد» في سلسلة تغريدات جديدة له عبر حسابه على موقع «تويتر»: «محمد بن سلمان مستميت لإنهاء الحرب في اليمن والتراجع الكامل عن القرار الأممي بتسليم الحوثيين سلاحهم وقبولهم بشرعية هادي وخروجهم من المدن».
أضاف: «أسباب حرصه، تراكم الخسائر البشرية والمادية السعودية، تلاعب الإمارات، تحميله مسؤولية توسع تنظيم «القاعدة»، وتحميله مسؤولية الضحايا المدنيين في اليمن».
وأوضح «مجتهد» أن «الخسائر البشرية في القوات السعودية تجاوزت الـ 4000 قتيل و6000 جريح»، أما الخسائر المادية فقد أكد أنها بـ»مئات المليارات وكلها في ازدياد ولا أمل في تحسن الوضع».